بالصور متضامنون أجانب ذرفوا دموعاً على وضع أسرانا المضربين عن الطعام

الساعة 03:15 م|24 فبراير 2013

غزة (تقرير خاص)

ذرفوا الدُموعْ.. وبُحت حناجرهمْ.. نادوا بأعلى صيحاتهم "يحيا سامر.. ليعيش جعفر.. الحرية لطارق.. الكرامة لأيمن" .. تلك المناشدات انطلقت بحرقة تختلف عن سابقتها من النداءات والصرخات التي خرجت من حناجر عائلاتهم وأبناء أوطانهم..

 إنهم ثلة جاءوا من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق ليساندوا ويقفوا إلى جانب الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام بمعركة الحرية والإرادة.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تحدثت إلى عدد من المتضامنين الأجانب خلال مسيرة جماهيرية بمدينة غزة أطلق عليها اسم "الغضب"، والتي جاءت عقب استشهاد الأسير عرفات جرادات (30 عاماً)، بعد أن قضى نحبه في أقبية التحقيق في السجون الإسرائيلية.

 لا أدري بماذا أعبر !!

الصحفية والمتضامنة الفرنسية سارة بيلونغز (50 عاماً) والتي كانت تتوشح وسط ميدان غزة بالكوفية الفلسطينية، إلى جانب حملها صورة لمجموعة من الأسرى المضربين عن الطعام.

بيلونغز أوضحت وملامح تأثرها ظهرت للعيان من خلال تعبير وجهه أن الأسرى الفلسطينيين في السجون الاحتلال عار على العالم الحر، ووصمة عار على جبين المجتمع الدولي والأوربي.

وأكدت بيلونغز أن سبب زيارتها تأتي في إطار النصرة والإسناد لأهل غزة المحاصرين وللأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت :"لا أدري بماذا أعبر .. ولا أستطيع أن أنقل لكم مشاعر الحرقة التي يختزنها صدري، ولا أستطيع البوح بما يليق بأولئك المعذبين والمحرومين والمكلومين من الأسرى الذين يحاربون فقط بإرادتهم الصلبة وأمعائهم الخاوية، التي أصابها الجفاف بعد شهور عدة من الإضراب لنيل الحرية".

وتضيف:"لقد نظمت في بلادي"فرنسا" إلى جانب الجاليات العربية والإسلامية والهيئات الحقوقية عدد من الأنشطة التي تعنى بالأسرى الفلسطينيين، وحققت الصدى المنشود، ولكن لابد من تكثيف تلك الحملات ورعايتها والبناء عليها".

وأشارت بيلونغز إلى استغرابها من إنعدامية اكتراث المجتمع الدولي والحقوقي تجاه معانات الآلاف الأسرى في سجون الاحتلال "كيف ينام العالم إلى جانب أبناءهم ومازال مجموعة من البشر لا يأكلون ولا ينمون.. ولم يروا بعد أولادهم ونساءهم وزوجاتهم !!".

وطالبت الاحتلال الإسرائيلي بضرورة الإفراج العاجل والشامل لجميع الأسرى الفلسطينيين وعلى رأسهم الأسرى المضربين عن الطعام.

واختتمت بيلونغز حديثها متسائلة "الأسرى يعانون القهر والموت والعالم صامت.. ماذا لو كان المخطوف أو المعتقل من بلادي "فرنسا" أو بريطاني أو ألماني هل سيصمت العالم؟!! .. بالتأكيد لا،  لذلك على العالم مراجعة الحرية والعدالة التي يتغنى بها".

 تكثيف التضامن

أما المتضامنة شريتا دايني (30 عاماً) "بريطانية الجنسية" والتي كانت ترتدي قميص قد كتب عليه بالخط العريض "gaza" قالت :"اليوم نأتي إلى قطاع غزة متضامنين ومساندين للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ورافضين في الوقت ذاته سياساته العنصرية وتجاهله لمعاناة المضربين عن الطعام".

وأوضحت دايني أن فريقها المكون من (15) فرداً سيقوم بعدد من الوقفات التضامنية والتغطيات الإعلامية بغزة المساندة للأسرى في السجون.

وأشارت إلى ضرورة تكثيف النشاط التضامني والمساند للأسرى لما له من وقع إيجابي على القضية رغم الصمت الدولي والقانوني تجاههم، داعيةً المجموعات الشبابية الأوربية بضرورة تشكيل مجموعات ضغط مساندة، هدفها لفت أنظار العالم على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

وتقول دايني :"أي إنسان لا يأكل صباحاً ولم ير أولاده يكون مزاجه سيئ للغاية فمال بالنا ببشر لم يتذوقوا الطعام منذ 250 يوم، ولم يروا عائلاتهم منذ سنوات عدة" مضيفةً أن انتهاك الحريات للأسرى جريمة يعاقب عليها القانون.

ودعت دايني الأمم المتحدة بضرورة إصدار قرار يجرم الاعتقال الإداري، ويقف إلى جانب رفع المعاناة عن الأسرى في السجون بكل العالم، وحماية حقوقهم التي أقرتها المواثيق السماوية والمعاهدات الدولية، ويكفل لهم الحرية الكاملة، مطالبة الاحتلال بالوفاء في العهود والصفقات التي عقدها مع المقاومة الفلسطينية مؤخراً.

 أروع الأمثلة

أما الأوربي اغوين باني (35 عاماً) أوضح أن الأسرى المضربين عن الطعام ضربوا أروع الأمثلة والنماذج في التصدي لكل من يكبل الحرية وينتزع حقوقه التي حُرم منها بإرادته وكرامته.

"الأسرى المضربين عن الطعام لا يمثلون أنفسهم فحسب بل يمثلون كل المشردين والمعذبين والمقهورين.. ويلتحمون بتلك المعركة مع الأسطورة الأمريكي مارتن لوثر، والهندي المهاتما غاندي، والإفريقي نيلسون مانديلا" قول باني.

وشدد على ضرورة تكاثف كل الجهود الدولية والقانونية والتضامنية لنصرة وإسناد الأسرى لنقل الرسالة للعالم الحر واضحة، لا يكتنفها أية غموض.

 ودعا باني السلطة الفلسطينية برئاسة "محمود عباس" إلى ضرورة الإنضمام والتوقيع على المعاهدات الدولية والأممية التي تكفل حماية حقوق الأسرى المعتقلين.



DSC_0321.JPG
-
DSC_0323.JPG
-
DSC_0060.JPG
-
DSC_0313.JPG
-
DSC_0317.JPG
-
DSC_0318.JPG