خبر العنوان على الحجر- هآرتس

الساعة 10:01 ص|24 فبراير 2013

 

مناوشات العنف بين مواطنين فلسطينيين وجنود من الجيش الاسرائيلي في شرقي القدس ومدن الضفة تتطور لتصبح روتينا خطيرا. التعابير معروفة – "اضطرابات"، "رشق حجارة"، "غاز مسيل للدموع"، "اقتحام الحرم" – وتعيد الى الذاكرة واقعا معروفا ينتظر التعريف: هل هذه بداية انتفاضة ثالثة أم انها "فقط" احداث محلية وعابرة؟

لهذه المواجهات يوجد سبب فوري: الاضراب عن الطعام الذي يخوضه اربعة سجناء أمنيين وعلى رأسهم سامر العيساوي، الذي تحرر في صفقة شاليط ولكنه اعتقل مرة اخرى لانه حسب زعم محافل الامن "عاد للانشغال في الارهاب". للمواجهات في الخليل يوجد "سبب" خاص بها، فغدا هو يوم الذكرى للمذبحة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين ضد المصلين المسلمين في الحرم الابراهيمي في 1994، والتي قتل فيها 29 مواطنا. ولكن سيكون من الخطأ ان نعزو الانفجارات في المناطق فقط "ليوم الذكرى" او للاضراب عن الطعام الذي يثير اهتماما دوليا. فهذه هي مثابة شرارات من شأنها ان تحدث شعلة كبرى اذا ما استمرت اسرائيل في تجاهل مصادر الغضب واعتمدت على عادتها على حلول عسكرية.

الصيغة لتبديد التوتر في المناطق ليست سرا. فهي تتطلب الشروع في مفاوضات جوهرية مع الفلسطينيين، المشروطة بتجميد البناء في المستوطنات وبالتخلي عن المناطق. وبتعبير آخر: تعبير "دولتين للشعبين" يستدعي ترجمة عملية وفورية على الارض. ولكن عندما لا تكون في اسرائيل حكومة يمكنها أن تتخذ قرارات فان المفاوضات تنتقل الى الشارع، الى الحجارة، الى الرصاص المطاطي والى قنابل الغاز.

اسرائيل والفلسطينيون يجدون أنفسهم مرة اخرى على شفا الهاوية، في وضع يستدعي علاجا فهيما قبل أن تتطور الاحداث لتصبح عاصفة يتدهور معها الطرفان الى صراع لا يمكن التحكم به. هذه مرحلة يكون فيها ضبط النفس الاقصى، التحكم والرقابة على كل جندي يحمل سلاحا، فحص انساني لمطالب المضربين عن الطعام وكذا تحرير مدروس للسجناء الامنيين – بالتأكيد ليس اعتقالات متجددا لمحرري صفقة شاليط – كفيلة بان تقلص حجم المناوشات. هذه الخطوات ليست بديلا عن مفاوضات سياسية أو تسوية، ولا يمكنها أن تهديء لزمن طويل جمهورا لا يرى مخرجا بعد 46 سنة من الاحتلال. ولكنها ضرورية للنزع من الحجر والرصاصة حق الفيتو على كل احتمال في التسوية.