محدث الأول من نوعه..انطلاق فعاليات مؤتمر دولي يناقش الحرب على غزة

الساعة 07:06 ص|23 فبراير 2013

غزة

ينطلق اليوم السبت بمدينة غزة، أول فعاليات مؤتمر دولي يتناول خلال جلساته المتعددة تداعيات الحرب الأخيرة على القطاع وآفاق المستقبل في ظل الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأرض الفلسطينية، بحضور مشاهير مختصين في السياسة الدولية ودبلوماسيين وممثلين عن المجتمع المحلي.

ويسعى المؤتمر الذي تنطلق أولى فعالياته في أحد فنادق مدينة غزة، إلى الخروج بتوصيات حول مستقبل غزة من حيث علاقتها بكلِ من فلسطين والعالم الخارجي ككل، إضافة إلى التنمية وإعادة الأعمار فيها، واستراتيجيات التحرر المستقبلي.

وتتناول جلسات المؤتمر ذات العلاقة بالعنوان الأم مجتمعةً قضية الحرب من عدة مناظير أهمها، " المنظور الفلسطيني والإقليمي، والمنظور الغربي الإسرائيلي، والمنظور القانوني الدولي، والمنظور العسكري الأمني، وأخيراً، المنظور الإعلام العربي والدولي".

وكانت "إسرائيل" قد بدأت حرباً شرسة على قطاع غزة في الرابع عشر من نوفمبر العام الماضي باغتيال الرجال الثاني للجناح العسكري لحركة "حماس" أحمد الجعبري، حيث استمرت لمدة ثمانية أيام، أطلق عليها الاحتلال اسم "عامود السحاب".

وانتهت الحرب بتوقيع تهدئة أبرمت بين حركة حماس و إسرائيل برعاية مصرية، بعد أن قصفت المقاومة الفلسطينية بصواريخ متطورة تستخدم لأول مرة مراكز إستراتيجية داخل مدينة القدس ومدينة "تل أبيب".

وتعقد تلك الفعالية النوعية بالتعاون بين مؤسسة "تيدا" للأبحاث الإستراتيجية والمركز الفلسطيني للحقوق الإنسان ومؤسسة "بال ثينك" للدراسات الإستراتيجية، إلى جانب ديوان غزة و مركز "زيتونة" للدراسات والاستشارات.

ويهدف المؤتمر الدولي إلى تقيم الآثار والانعكاسات السياسية والقانونية للعدوان الأخير على الوضع الفلسطيني بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، إضافة إلى مناقشة الآثار بعيدة المدى للحرب على الوضع الاجتماعي والاقتصادي داخل القطاع، وتسليط الضوء على دور الإعلام المجتمعي خلال الجريمة.

كما يهدف إلى تحليل الآثار المباشرة وغير المباشرة للحرب على علاقة حركة "حماس" مع المجتمع المحلي الدولي بعد مجريات الحرب، إلى جانب مناقشة الجوانب العسكرية للعدوان على صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في ظل التفوق الملحوظ للمقاومة الفلسطينية على كافة الأصعدة.

من جانبه؛ أكد الدكتور إياد السراج رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أن المؤتمر يأتي كمحاولة لتوثيق ما حدث في هذه الحرب الأخيرة التي شنتها دولة الاحتلال على غزة توثيقًا علميًا وتحليلًا موضوعيًا من أجل أجيالنا القادمة ومن أجل أن يعلم العالم.

 وأكد السراج؛ أن أحد علامات تميز هذا المؤتمر أنه كان عملاً جماعياً لم تقم به مؤسسة واحدة، ولكن قامت به عدة مؤسسات بالعمل مع الحكومة وهذا شيء نفتخر به في غزة، مشدداً على أن تمويل هذا المؤتمر كان محلياً ولم يكن تمويلاً أجنبياً وهذا مثار للفخر والاعتزاز.

 وقال: "ما حدث في غزة أثناء تلك الحرب تم تدوينه وتوثيقه ومشاهدته على شاشات التلفاز، وكلنا كنا معرضين لحالات من الخوف والذعر من آلة الحرب الصهيونية المباغتة وكان شيئاً مميزاً في هذه الحرب، أن المقاومة عملت بشيء مختلف".

 وأضاف: "شعرت بالفخر والاعتزاز والنشوة بأننا كفلسطينيين على قدم من المساواة للمرة الأولى حيث وصلت صواريخ المقاومة لتل أبيب والقدس لأول مرة وحينها شعرت بالعزة".

 وتابع: "هذا المؤتمر ليس لتسجيل عواطفنا ومشاعرنا وهو شيء موضوعي, وتحليل ما الذي أدى لهذه الحرب".

 ومن جهته؛ قال وزير الصحة السابق وأحد أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور باسم نعيم: إن "الحرب على غزة في نوفمبر عام 2012 بدأت باغتيال دولة الاحتلال للقائد الكبير أحمد الجعبري، والتي لم تكن الحرب الأولى ولن تكون الأخيرة مع هذا الاحتلال، الذي يحرم شعبنا من أبسط حقوقه في الحرية والاستقلال".

 وتساءل نعيم قائلا: "ما هو الجديد في هذا المؤتمر؟" وأجاب: "نحن لا نريد استباق الأحداث وتقييم للحرب قبل انتهاء فعاليات المؤتمر، ولكن الحرب قد شكلت حدثاً مفصلياً في تاريخ الصراع مع الاحتلال وليس على المستوى العسكري والأمني فقط".

 وأوضح؛ أن فكرة المؤتمر نشأت بتعاون من بعض المؤسسات الأهلية المهتمة بالشأن الوطني، وقررنا أن يكون لنا وقفة علمية موضوعية مهنية مع هذا الحدث الكبير من خلال مؤتمر أو يوم دراسي.

لافتاً إلى أن المؤتمر يتحدث في خمس محاور، السياسي ببعديه الفلسطيني والعربي والإسلامي، والصهيوني والدولي، وكذلك المحور الأمني والعسكري، والقانوني، والإعلامي، والاقتصادي والاجتماعي.

 وقال: إن "المؤتمر سيسلط الضوء على الحرب من زوايا مختلفة ومن خبراء متعددين"، وأضاف: "وكلنا أمل أن نخلص بتقييم لهذه الجولة وأن نخلص لتوصيات تمكن القيادة الفلسطينية من تجويد الأداء وتلافي أي أخطاء في أي مواجهة قادمة".

 ومضى يقول: "كيف يمكن أن تستثمر هذه الحرب لتحسين الواقع الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، سيما في ظل انسداد الأفق في جولات المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني، وفي ظل جولة الأداء الرائع للمقاومة".

 وبين؛ أنها محاولة جادة لعمل فلسطيني مبني على الشراكة بين مؤسسات فلسطينية أهلية ومؤسسات حكومية ومجموعة معتبرة من الشخصيات البارزة، لافتاً إلى أن هذا العمل استمر التحضير له قرابة شهرين.

 وأكد جواد الحمد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن، أن "المشروع الصهيوني" المحتل هدفه الرئيسي لم يكن فلسطين، بل كانت فلسطين ممراً للسيطرة على الأمة بأكملها، وعن طريق السيطرة على الأمة سيجعل هذه الأمة مفككة تماماً وعرضة للسرقة والنهب للثروات العربية، وأيضاً لتمرير سياساته لهذه الأمة.

وتحدث الحمد كيف أن الأنظمة العربية السابقة كانت تمارس ضغوط على منظمة التحرير الفلسطينية، وأكثرهم كانت مصر السابقة، وكيف أن كل هذه الضغوط كانت تريد من المنظمة أن تغير من برنامجها التحرري.

وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية الحالية والتي تكونت في الأساس بحركة حماس وبعض الأفرع من حركة فتح والجهاد الإسلامي وغيرهم من الفصائل التي تحركت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة، تحررت أكثر من هذه الضغوط العربية والخارجية بشكل عام.

ولفت إلى أن المقاومة الفلسطينية في غزة لا شك أنها تتلقى الدعم من الخارج لتقوم بالدفاع عن الشعب الفلسطيني، ولكن الأهم في ذلك هو مدى تأثير هذا الدعم على القرار السياسي على هذه المقاومة، وهنا يظهر أن هذا الدعم لايشكل تأثير على هذا القرار.

بدوره أكد وليد محمد علي مدير مركز باحث للدراسات والنشر الإلكتروني، أن طبيعة الصراع مع "العدو الصهيوني" لا تمكنا من التفكير في موضوع حل الدولتين، متسائلاً "أين الدولة الفلسطينية وأين حدودها وأين ثرواتها المائية وأين أراضيها الزراعية الخصبة؟".

وأضاف علي أن الدولة الفلسطينية الآن لا تظهر أساساً لأن أراضي هذه الدولة مقسمة بسبب المستوطنات الزراعية العسكرية المقاومة على هذه الأراضي والتي تقسم الضفة الغربية عن الشرقية ويصل بها حتى احتلال كافة أراضي غور الأردن ولذلك فأين هي الدولة؟.

وأشار إلى أنه لهذا فإن مشروع السلطة الفلسطينية أصبح موجود لخدمة "العدو الصهيوني"، وليس لخدمة الشعب الفلسطيني وقضيته ومشروعه الوطني، المشروع الوطني الذي أصبح الجميع يتحدث عنه.