خبر على شفا الخط الاحمر لنتنياهو.. معاريف

الساعة 10:39 ص|22 فبراير 2013

 

بقلم: عمير ربابورت

(المضمون: من هذه النقطة فما بعد، لايران توجد القدرة العملية للوصول الى قنبلة في كل نقطة زمنية تجدها سليمة، وذلك لان تخصيب اليورانيوم الى مستوى عسكري هو مسألة بضعة اسابيع فقط - المصدر).

لو كانت ايران معنية بذلك لكانت تملك منذ الان كمية 250 كيلوغرام يورانيوم مخصب الى مستوى 20 في المائة فأكثر، اللازمة لانتاج عدة قنابل نووية اولى. فهذه هي الكمية التي ذكرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه الشهير في الامم المتحدة، كفارقة هامة في الطريق الى القنبلة.

حقيقة أن ايران لا تحوز هذه الكمية من اليورانيوم المخصب تنبع حصريا من قرارها هي. فالتقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بان ايران بطأت بقدر ما وتيرة تخصيب اليورانيوم، بل فرزت جزءا من اليورانيوم الذي سبق أن خصبته (28 كيلوغرام لمزيد من الدقة) لقضبان الوقود، التي لا يمكن استخدامها لاغراض انتاج القنبلة النووية. ولكن هنا، الى هذا الحد او ذاك، تنتهي الانباء الطيبة في التقرير.

عند فحص التقرير بعمق، لا يمكن عدم الوصول الى الاستنتاج بان الحسم حول مسألة اذا كانت ايران ستصل الى قنبلة ذرية خاصة بها أم ان الولايات المتحدة واسرائيل ستمنعانها من ذلك، حتى من خلال الهجوم، هو قريب جدا. فالفترة الزمنية الحرجة ستكون بين الربيع والصيف.

عمليا، يفيد التقرير بان ايران اصبحت منذ الان "دولة حافة" نووية – بالضبط الوضع الذي حاولت اسرائيل منعه على مدى السنين. ايران لا تصل الى حافة 200 كيلوغرام يورانيوم مخصب فما فوق، فقط كي تمنع سببا فوريا لتشديد العقوبات الاقتصادية عليها بل وربما الهجوم. غير أنه من هذه النقطة فما بعد، لايران توجد القدرة العملية للوصول الى قنبلة في كل نقطة زمنية تجدها سليمة، وذلك لان تخصيب اليورانيوم الى مستوى عسكري هو مسألة بضعة اسابيع فقط. الجزء الصعب من ناحية تكنولوجية هو تخصيب اليورانيوم من المستوى الذي يوجد فيه في الطبيعة (احاد قليلة في المائة) الى مستوى نحو 20 في المائة. وقد اجتازت ايران هذا العائق التكنولوجي منذ زمن بعيد.

الاجزاء المقلقة جدا في تقرير أمس تروي عن أن ايران تزودت بـ 180 جهاز طرد مركزي جديد، وتيرة تخصيب اليورانيوم فيها أعلى بثلاثة اضعاف من أجهزة الطرد المركزي القديم. فضلا عن ذلك فقد اشار مراقبو الامم المتحدة الى أنهم لم يتلقوا الاذن بالاقتراب من المنشأة العسكرية في برتشين، حيث يجرى اغلب الظن النشاط الذي يفترض به أن يجعل اليورانيوم المخصب سلاحا نوويا حقيقيا. واذا ربطنا بذلك حقيقة أن في الاسبوع الماضي فقط شارك علماء ايرانيون في التجربة النووية التي اجريت في كوريا الشمالية، فالاستنتاج هو أن ايران تندفع بكل القوة نحو القنبلة.

ما كانت الولايات المتحدة واسرائيل بحاجة الى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية كي تعرفا وضع البرنامج النووي الايراني. فهو معروف جيدا لمحافل الاستخبارات الغربية. بعيون غربية، الزمن الناجع للهجوم الذي يعيق البرنامج النووي هو بين الربيع وشهر حزيران، حيث ستجرى انتخابات للرئاسة الايرانية.

يبدو أن ليس لاسرائيل خيار عسكري حقيقي لفرض اعاقة هامة للبرنامج. اذا كان هجوم، فانه سينفذ اغلب الظن من الولايات المتحدة التي تملك القاذفات الاستراتيجية والقنابل المخترقة للخنادق بنجاعة اكبر من القنابل التي لدى اسرائيل.

اذا هاجمت الولايات المتحدة، وهذا ليس مؤكدا على الاطلاق، فان اسرائيل ستتعرض لهجوم على جبهتها الداخلية وستنجر الى الحرب. واذا لم تهاجم الولايات المتحدة في الاشهر القريبة القادمة، فان ايران ستصل الى قنبلتها الاولى في غضون نحو سنة ونصف من اليوم.