خبر شارون اخطأ – وكان محقا في نفس الوقت.. معاريف

الساعة 10:35 ص|22 فبراير 2013

 

بقلم: أمنون لورد

        (المضمون: حقيقة أن شارون فهم على نحو سليم الى أن ستتدحرج الامور في الالم لا تعفيه من أحد الاخطاء الاستراتيجية والسياسية الكبرى في تاريخ الدولة. حرب لبنان الاولى، التي كانت ذروتها المذبحة في المخيمين، خلقت صدعا في الشعب وأصبحت خط فاصل في علاقة الاسرة الدولية باسرائيل - المصدر).

        قنبلة تقرير لجنة التحقيق في مذبحة صبرا وشاتيلا وضعت أمام حكومة بيغن في بداية شباط 1983. من الصعب التفكير في دراما أكبر من تلك التي بحث فيها الوزراء بكل تعقيدات التقرير ومعانيه، حين كان الشارع في الخارج يغلي وفي غضون البحث يصل التقرير عن قتيل وجرحى.

        أحد نجوم البحث كان بلا شك الوزير يوسف بورغ الراحل، الذي تحدث في الايام التي سبقت البحث عن اجواء الانقلاب. وفي وسائل الاعلام فسروا ذلك كقول ضد وزير الدفاع اريئيل شارون. في احدى ذرى البحث قال د. بورغ ان ليس له حساب شخصي مع اريك شارون، ولكنه ادعى بانه "نشأت اجواء التزلف للشعب والانقلاب". ومن أقوال بورغ يمكن أن نفهم بان شارون بالذات، بتفسيره المبالغ فيه لاستنتاجات تقرير كهان، فهم الى اين تؤدي. بورغ يلمح بصعود النازية في ألمانيا، شارون يرى الاتهام بالجرائم ضد الانسانية. ليس واضحا من في خريف 1982 وفي شتاء 1983 خلق أجواء التزلف للشعب وغليان الشارع. هل كانت هذه حركة "السلام الان" هي التي خلقت وضعا يدور فيه البحث الجماهيري والبحث الحكومي في التقرير تحت ضغط لا يطاق تقريبا أو اجواء الرفض والانتفاضة التي بثها وزير الدفاع شارون؟

        النهج المتفائل الساذج، الذي مال اليه الكثير من الاسرائيليين في ذات الوقت، عبر عنه الوزير دافيد ليفي: "بتشكيلها اللجنة أعطت الحكومة تعبيرا عن تصميمها وارادتها للوصول الى تقصي الحقيقة. وهكذا عبرت عن قوة وحصانة الديمقراطية الاسرائيلية... فصول كاملة اضيفت من أجل تحسين صورة دولة اسرائيل وطهارة سلاح الجيش الاسرائيلي".

        البحث الذي دار في الحكومة حول قبول التوصيات، لماذا وكم، لم يعد مثيرا للاهتمام. ما هو مثير بالفعل للاهتمام هو رؤية الى اين تدحرجت رواية المذبحة في صبرا وشاتيلا في وعي العالم الذي تغذى بالدعاية الفلسطينية ومن محافل سياسية في الاسرة الدولية. في هذه النقطة ينبغي القول ان اريئيل شارون كان محقا في تقديراته: "بالنسبة للاستنتاجات... يخيل لي الاخطر على اسرائيل والشعب اليهودي بأسره. في صفحة 73 تقول اللجنة ان بذلك تجد تعبيرها وتتلخص المسؤولية غير المباشرة لاسرائيل عما جرى في مخيمي اللاجئين... دولة اسرائيل (مسؤولية) وليس فقط حكومة اسرائيل او الجيش الاسرائيلي أو المتسلمين للمناصب". شارون يستخدم تعبير "ابادة شعب" ويدعي: "سيأتي محبي طالحنا وقد يدعون... بان ما نفذ في المخيمين هو ابادة شعب، حسب القانون الاسرائيلي...".

        خبراء القانون في الحكومة وبالاساس وزير العدل موشيه نسيم والمستشار القانوني للحكومة اسحق زمير، حاولوا ايقاف شارون عند خطئه. وكانوا محقين. ولكن المذبحة التي ارتكبتها الكتائب في صبرا وشاتيلا تعتبر اليوم جزءا من الرواية الفلسطينية التي تتحدث عن قتل شعب وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب ارتكبتها اسرائيل في لبنان. كل من كان على وجه الكرة الارضية بين العام 2000 وحتى "عمود السحاب" في تشرين الثاني 2012 يفهم بان من ناحية الاعلام العالمي والمنظمات الدولية المختلفة، كل رصاصة اطلقت من سلاح اسرائيلي باتت موضوعا للتحقيق سواء كانت هذه جريمة حرب أم لا.

        من التقى بالنائب العسكري العام السابق افيحاي مندلبليت يشهد بان هذا النهج استوعب بقدر كبير من الجهاز القضائي الاسرائيلي، بما في ذلك الجهاز العسكري. من يقرأ التقرير نفسه يمكنه أن يتبين الى اي معمعان قضائي دخلنا منذ صياغته. وهذا تقرير متوازن وسوي العقل الشخصية الاساسية في صياغته كان الرئيس المتقاعد أهرون باراك. اللجنة تقبل كمعطى انه في وضع الحرب يصاب "شيوخ، نساء واطفال". ولكن حقيقة أن شارون فهم على نحو سليم الى أن ستتدحرج الامور في الالم لا تعفيه من أحد الاخطاء الاستراتيجية والسياسية الكبرى في تاريخ الدولة. حرب لبنان الاولى، التي كانت ذروتها المذبحة في المخيمين، خلقت صدعا في الشعب وأصبحت خط فاصل في علاقة الاسرة الدولية باسرائيل.