خبر تل أبيب متخوفة من ترفيع التمثيل الفلسطيني بالأمم المتحدة

الساعة 06:58 ص|22 فبراير 2013

غزة

كشفت صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الصادر أمس الخميس، نقلاً عن مصادر سياسية وصفتها بأنها رفيعة المستوى، كشفت النقاب عن أن الدولة العبرية قلقة جدًا من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، بان غي مون، حول اعتراف الأخيرة بفلسطين كعضو مراقب والذي من المفترض أنْ يصدر قريبا.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن وزارة الخارجية "الإسرائيلية" وبعثة "إسرائيل" للأمم المتحدة، تعملان بالتنسيق مع سوزان رايس المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، بهدف منع شمل تقرير الأمين العام صياغات وتعبيرات سياسية أحادية الجانب، تشير إلى تأييد رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في مؤسسات الأمم المتحدة. ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي رفيع في تل أبيب قوله إن أقطاب دولة الاحتلال يخشون كثيرًا من إمكانية إدخال مصطلحات سياسية في التقرير ألأممي، من شانها رفع مستوى فلسطين في المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، على حد تعبيره.

جدير بالذكر أن قرار الهيئة العامة للأمم المتحدة في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2012 بالاعتراف بفلسطين دولة مراقب، أكد على انه يتوجب على بان كي مون، تقديم تقرير عن كيفية تنفيذ الاعتراف بفلسطين والتغيرات التي حدثت على الوضع الفلسطيني. علاوة على ذلك، جاء في تقرير الصحيفة العبرية أن الدولة العبرية تمكنت من الحصول على نسخة من مسودة التقرير، ويتبين منها، بحسب المصادر السياسية في تل أبيب، أن الأمين العام للأمم المتحدة سيُندد بشدة بقرار إسرائيل البناء في المنطقة المصنفة E1 والذي اتخذته حكومة بنيامين نتنياهو ردًا على الاعتراف ألأممي بفلسطين، وسيطالب الحكومة الإسرائيلية بالتراجع عن قرارها المذكور.

في السياق، تابعت الصحيفة قائلةً إن التقرير يُشير إلى التزام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتجديد المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس مبدأ دولتين لشعبين، دون التطرق إلى الموقف الإسرائيلي الداعي إلى المفاوضات دون شروط مسبقة. كما يتطرق التقرير، بحسب المصادر في تل أبيب، إلى حق الفلسطينيين في الانضمام إلى مؤسسات الأمم المتحدة، لافتةً إلى أن دولة الاحتلال تتخوف من إمكانية الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، والتي ستُتيح الفرصة أمامهم بمقاضاة إسرائيل، بما في ذلك، مقاضاة قادتها العسكريين والسياسيين على ارتكاب جرائم ترتقي إلى مستولى جرائم حرب، وهو الأمر الذي كان لوح به عدد من القادة الفلسطينيين مؤخرا.

وأوضحت الصحيفة أنه للمرة الأولى يعترف السكرتير العام للأمم المتحدة باتن غي مون بأنه يحق للفلسطينيين المشاركة في الانتخاب أو الترشح لمنصب قضاة لمحاكم دولية يتم تشكيلها لمعالجة قضية عينية، على غرار المحكمة التي تم تشكيلها في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، الأمر الذي يعني بصورة أوْ بأخرى، أن الفلسطينيين يستطيعون الانضمام إلى محاكمة دولية خاصة بالاستيطان إذا ما تقرر من قبل الهيئات ذات الصلة تشكيلها.

جدير بالذكر، أن إسرائيل هددت بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي بعد قبول فلسطين عضوًا في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).

وفيما قررت الولايات المتحدة وقف مساهماتها المالية في المنظمة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعمه استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فقد اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بعرقلة الجهود لاستئناف مفاوضات السلام، وأضاف تعقيبًا على اعتراف اليونسكو بفلسطين عضوًا دائمًا فيها أن "إسرائيل" لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الخطوة.

وقال نتنياهو إن عباس يريد دولة بدون اتفاق سلام ويقوم بخطوات أحادية الجانب في الأمم المتحدة ويعزز شراكته مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأضاف: للأسف الشديد الفلسطينيون يواصلون رفضهم العودة إلى المفاوضات المباشرة، وبدلاً من الجلوس معنا على طاولة المفاوضات اختاروا صك العهود مع حماس والقيام بخطوات أحادية الجانب في الأمم المتحدة، بما في ذلك خطوتهم اليوم. وقال نتنياهو: نحن لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء هذه الخطوات التي تمس بإسرائيل وتناقض بشكل فظ الالتزامات الأساسية التي قطعها الطرفان في عملية السلام، وهي حل الصراع بيننا بالمفاوضات المباشرة فقط. في السياق قررت الولايات المتحدة وقف مساهماتها المالية في منظمة اليونسكو، وذلك بعد قبول هذه الأخيرة عضوية فلسطين. وأعلنت الخارجية الأمريكية أنها لن تسدد مبلغ 60 مليون دولار كانت ستدفعه لليونسكو. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين إن الولايات المتحدة ليس لديها خيار سوى وقف التمويل بسبب قانون أمريكي قديم. ويحظر قانونان أمريكيان اعتمدا في مطلع التسعينيات تمويل أي وكالة تابعة للأمم المتحدة تقبل فلسطين دولة كاملة العضوية. وسيحرم هذا القرار الأمريكي اليونسكو من 22 بالمئة من موازنتها، وهو ما يعني نقصا قيمته حوالي 70 مليون دولار في موازنتها اعتبارا من العام 2011. أما السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس فقالت إن منح اليونسكو اليوم العضوية الكاملة للفلسطينيين يضر بشدة بالمنظمة، ولا يمكن أن يمثل بديلاً لمحادثات السلام مع إسرائيل، على حد تعبيرها.