تقرير أمن جامعة الأقصى يعتدي على طالب و« السفور » عنوان لملاحقة طالبات

الساعة 12:25 م|21 فبراير 2013

صحيفة القدس

تظاهر عدد من طلبة جامعة الأقصى بغزة، أمس الأربعاء، احتجاجاً على اعتداء، أفراد من أمن الجامعة على الطالب مصطفي صرصور، أثناء محاولته دخول الجامعة، من أجل التسجيل للفصل الدراسي الجديد، فيما أكدت العديد من الطالبات أنهن كُن هدفا لمضايقات وإساءات من قبل عناصر الأمن النسائي في الجامعة، ارتباطا بثيابهن، وبسبب عدم التزامهن بالزى "الشرعي" الذي تفرضه الجامعة على الطالبات كما قُلن فيما ذهب مساعد رئيس الجامعة حدود اعتبار ارتداء البنطال بانها من " المحرمات".

وتعددت الروايات بشأن حادثة الاعتداء واسبابها، بين القول بأن الامن اعتدى على صرصور دون أي مبرر، أثناء توجهه للجهة المختصة بقبول التسجيل، كما يقول صرصور، الامر الذي ينفيه امن الجامعة الذي اتهم الطالب (المعتدى عليه) بالاساءة والاعتداء على أفراد الأمن.

وتظهر صور ابرزها الطالب صرصور، آثار اعتداء قال انها جراء ما تعرض له على ايدي أمن الجامعة التي قال أحد المسؤولين فيها بأن "الإدارة ستحقق في إدعاءات الجانبين".

وتأتي هذه الأحداث في ظل تزايد الجدل بشأن قرار الجامعة فرض ارتداء "الزي الشرعي" للطالبات اللواتي اشتكى بعضهن مؤخراً من "ازدياد الإساءة إليهن من قبل عناصر الأمن النسائي بالجامعة، وتوجيه عبارات مسيئة بحقهن".

وقالت الطالبة "م.ه"، بأنها تعرضت للإهانة بكلمات جارحة، من قبل الأمن النسائي، بسبب ارتدائها "البنطال والجاكيت الطويل". مضيفةً ان "إدارة الجامعة أيضاً لا تعرف ماذا تريد، ولم تحدد بقرارها طريقة اللبس. بعضهم يطالبنا بالاحتشام، وآخرون يطالبوننا بالزي الشرعي، وأصبح هناك تناقض في مفهوم القرار".

وقالت طالبة أخرى -رفضت الكشف عن هويتها خشية تعرضها للضرر– بأن إحدى العاملات في أمن الجامعة النسوي، وجهت لها عبارات مسيئة أمام عدداً من زميلاتها، مثل (يكفي تبرج) أو (هذه جامعة مش صالة أفراح. ما فيه عرسان هان (هنا) حتى تتبرجن).

وأبدت طالبة ثالثة استيائها الشديد من قرار الجامعة، وقالت في اتصال هاتفي مع القدس دوت كوم، بأنها لم تتمكن من الذهاب إلى الجامعة لعدم امتلاكها "الجلباب" أو "العباءة" التي فرض الأمن النسائي ارتداء أي منهما.

وأكدت عدة طالبات ممن يرتدن الجاكيت الطويل والبنطال، أنهن تعرضن للمسائلة من قبل الأمن النسائي للجامعة.

وفي تعقيبه على حادثة الاعتداء على الطالب "صرصور"، قال عميد شؤون الطلبة "رياض أبو زناد"، بأن الحادثة قيد البحث والتحقيق، وأن الطالب والأمن قدما شكاوى ضد بعضهما، وأنه يجري التحقيق في ظروف الحادثة من خلال لجنة تحقيق تم تشكيلها بهذا الشأن. مشيرا الى انه "في حال أقرت لجنة التحقيق بوجود اعتداء فانه سيتم متابعة الحادثة مع مسؤولي أمن المؤسسات في غزة لوقف هذه التجاوزات ان وجدت".

و قال ردا على شكاوى طالبات بشأن ما يتعرضن له ارتباطا بالزي بأن " القرار (قرار الجامعة) هدفه إلزام الطالبة بالزي المحتشم"، الذي قال بأن "الجامعات في أوروبا تطبق مثل هذا اللباس".

وعن فهمه وما يعنيه بالزي المحتشم، قال أبو زناد "الزي الذي يغطي مفاتن المرأة، ونحن كمسلمين نطالب به، لأنه من روابطنا الإسلامية والاجتماعية، ومن معتقداتنا الإسلامية"، لافتاً إلى أنه أبلغ الأمن (امن الجامعة) بعدم إيقاف أي طالبة، "حتى وإن تجاوزت ارتداء هذا الزي، والاكتفاء بتحويلها لعمادة شؤون الطلبة للتفاهم معها". مشدداً على أنه "لا يسمح لأي شخص بطرد أي طالبة أياً كان الأمر".

وأشار الى انه أبلغ الطلبة، من خلال اذاعة الجامعة، بمراجعته حول اي قضية تحصل معهم وانه سيعالجها. فيما أعرب مساعد رئيس الجامعة للشؤون الثقافية، نعمان علوان، عن استيائه الشديد من تداول وسائل الإعلام، لقرار الجامعة المتعلق بالزي، مشيرا الى أن القرار صدر عام 2007 وأنه "لا يتطرق للزي الشرعي، بل الزي المحتشم".

وحدد الزي المحتشم بانه" اللباس المستور، الذي لا يظهر مفاتن الفتاة، ويراعي قيم، وتقاليد المجتمع الفلسطيني"، معتبرا "الضجة الإعلامية حول القرار" بأنها نابعة من "مؤامرة" خاصةً من قبل وسائل التواصل الاجتماعي. وقال :"الجامعة قررت ذلك من منطلق أنها مؤسسة تعليمية تحمي أبناءها من الانفتاح على الغرب وتقليدهم".

واعتبر مساعد رئيس الجامعة، ارتداء البنطال والبلوزة بأنها من "المحرمات"، وذهب لوصف الرجل الذي يقبل على زوجته أو ابنته بارتدائها والخروج بها بأنه رجل "ديوث" و"ليس لديه شرف" حسب تعبيره.

وبشأن تلفظ بعض عناصر الأمن النسائي للجامعة بعبارات مسيئة للطالبات، نفى علوان تلك الحوادث ووصفها بأنها "اشاعات مغرضة". داعياً إلى ما قال عنها "عدم الانجرار للأشياء البراقة ذات الخفايا السمية".