خبر باحث:الاحتلال يُمطر القدس بآلاف الأسماء العبرية والتقصير الفلسطيني « مُفزع »

الساعة 06:15 ص|21 فبراير 2013

القدس المحتلة (خاص)

منذ اليوم الأول لاحتلال الشق الغربي من مدينة القدس المحتلة في العام 1948 بدأت سلطات الاحتلال خطواتها العملية في تهويد المدينة المقدسية ومحو معالمها العربية واستبدالها بيهودية عبرية لها دلالات توراتية، وكانت عبرنة الأسماء للشوارع الأحياء والمناطق والأزقة هي العملية الأسهل والأكثر نجاعة بالنسبة للمؤسسة الصهيونية.

وخلال 20 عاما فصلت ما بين احتلال الشق الغربي وسقوط الشق الشرقي من المدينة بيد الاحتلال كانت أكثر من 38 حيا في غربي القدس قد هودت بالكامل وغيرت أسمائها العربية واكتست الطابع اليهودي العبراني، وكان الاتجاه لتحقيق الشيء نفسه فما تبقى منها.

وفي حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أكد الباحث التاريخي في شؤون القدس المحتلة، د. جمال عمرو، أن سلطات الاحتلال تمطر المدينة المحتلة بالآلاف الأسماء في خطوة لتغير كل أسمائها وتفاصيلها وتذويب الهوية والصبغة العربية والإسلامية فيها.

وقال عمرو أن التهويد وعبرنه الأسماء لا يتوقف على مدينة القدس المحتلة، وإنما هي سياسية عامة ممنهجة ومتبعة من قبل الجهات الرسمية والقوى والأحزاب والمؤسسات الشعبية في إسرائيل لتهويد كل فلسطين التاريخية.

وتابع عمرو:" ان المسمى الكامل لفلسطين التاريخية ملغي تماما ميثولوجيا الصهيونية، ومن سياساتهم تسويق مصطلحات لها علاقة بالتوراة لكامل التراب الفلسطيني وبما فيها الضفة الغربية، حيث يطلق عليها أسم "يهودا والسامرا" والتي تعود للحقبة التاريخية التي عاش بها سليمان، والذي هو برئ منهم تماما.

ومن هذه التسميات الكبيرة انطلقوا إلى التسميات التفصيلية، بمعنى إطلاق الأسماء على المدن والمحافظات، فكانت نصيب مدينة القدس بتغير أسمها إلى "أورشاليم" والتي هو بالأصل هو أسم عربي "أورو سالم" ولكن تم تحريفه ليصبح توراتي أسطوري بهذا الشكل.

وتابع عمرو:" بعد تهويد أسم المدينة بالكامل، كان العمل على تغيير أسماء أحياء المدينة، ففي العام 1948 احتلت الشق الغربي من مدينة حيث سقط منها بيد الاحتلال 38 حيا غيرت بالكامل ولم يعد أي أسم مطلقا باسمه الأصلي، فأصبح أسم دير ياسين "كفعات شاؤول" والشيخ بدر أصبح أسمها الكنيست".

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبعد احتلال الشق الشرقي للمدينة في العام 1967 اكتملت فصول الكارثة على المدينة المقدسة، كما يقول عمرو، لتصبح جميع أحياء مدينة القدس لها أسماء عبرية جديدة، يجري العمل على فرضها وتغيرها.

وأضاف عمرو:" لم يتوقف الأمر على تهويد الأحياء الكبرى وبل دخلوا في التفاصيل الصغيرة، حيث تم تغير الأحياء والممرات والأزقة والأماكن، حيث يتم تغير الاسم العربي وكتابة الاسم العبري على يافطات كبيرة، وتغير الأوراق الرسمية والمراسلات الحكومية والبلدية بالاسم الجديد، وتداولها على نحو كارثي".

ويستعرض د. عمرو مثالا على هذا التهويد ما يجري في بلدة سلوان إلى الجنوب من المسجد الأقصى المبارك، حيث تم تغير الاسم الى مدينة داوود، وتغير الطريق المؤدي إليها باسم "جفعاتي" وهي فرقة محاربين صهيونية لها تاريخ أسود، واسم حي وادي حلوة إلى "عير ديفيد"، وشارع وادي حلوة إلى "معلوت ديفيد"، و"شارع بيضون" إلى "معالي أريئيل"، وحي الصرفندي أو الفخارة إلى "مشعول هاتسيدك"، والدرج الموصل بين باب المغاربة حتى حي وادي حلوة إلى "شاعر هاشمايم"، وشارع العين إلى "جوبيرا ديفيد"، وحي الصوانة إلى "معلوات ديفيد".

ولمواجهة عبرنه المدينة فلسطينيا يرى د. عمرو أن المحاولات العربية والإسلامية لمواجهة هذا التهويد متواضع للغاية ولا يكاد يرتقي للمستوى المطلوب وقال:" إننا إمام مشهد مدهش ومفزع من التقصير بحث هذه المدينة، إلى جانب أن المحاولات الشعبية للمواطنين بالحفاظ على الاسم الأصلي تتلاشى مع مرور الوقت".

وأعتبر عمرو أن الأمر يحتاج إلى حملة ثقافية شاملة لمواجهة عملية محو الذاكرة والثقافة الفلسطينية في مدينة القدس، وتغيير المناهج والكتب المدرسية من الحضانة إلى الجامعة لمواجهة هذه الحرب الثقافية.