خبر ينبغي ان يُحدّث أوباما عن حق الآباء- إسرائيل اليوم

الساعة 10:04 ص|20 فبراير 2013

 

بقلم: نداف شرغاي

إن شظايا المعلومات التي تتسرب من آن لآخر عن اطار زيارة الرئيس اوباما المخطط لها لاسرائيل ومضامينها تدل على أنها لن تكون مختلفة جدا عن سابقاتها. سيكون خطاب الرئيس المخطط له أمنيا في أساسه مرة اخرى: من الفلسطينيين الى ايران وسوريا والاردن ومصر في الوسط ايضا. وسيكون محور المضامين كما كانت الحال في زيارات سبقت لرؤساء امريكيين للبلاد هو المحور الوجودي الأمني. بل ستستمد الزيارة التقليدية لـ "يد واسم" – اذا تمت حقا – قوتها من هذا المحور – أي من كون دولة اسرائيل ملجأ لمن بقوا من اللاجئين.

يبرز غياب خطاب الحقوق. فقد كان ذات مرة جزءا لا ينفصل عن مورثاتنا الجينية. ولا يبرز غيابه فقط لأنه كاد يُمحى من لغتنا بل لأنه حاضر حضورا قويا يكاد يكون وحده في خطاب يجريه الفلسطينيون والدول العربية بازاء العالم. فهؤلاء لا يخجلون من تقبيل "تراب ارضهم" ومن الكذب بلا نهاية المتصل بماضيهم هنا ومن اعادة كتابة التاريخ وتزويره ومن التلويح بمفاتيح البيوت التي عاش فيها آباؤهم أو أجدادهم في صفد ويافا وحيفا.

وتحولت لغتنا في المقابل الى لغة فقيرة ضئيلة. إن الأمن مهم لكنه ليس المشهد العام. ولا يمكن ان يُقام طلب الشرعية الدولية لا على الخليل وراء الخط الاخضر ولا على بئر السبع في داخل هذا الخط – من غير الكتاب المقدس والآباء والأمهات والقدس وجبل الهيكل ومدينة داود.

الى جانب جبل هرتسل يوجد جبل الهيكل، والى جانب فندق الملك داود الذي ربما ينزل اوباما فيه، توجد مدينة داود التي تقص القصة اليهودية هنا في ارض اسرائيل خاصة بصورة أفضل من كل حيلة دعائية اخرى. إن الذي سيسير مع اوباما في دهاليز "يد واسم" ويُطلعه على مشاهد الرعب قبل 75 سنة، سيُثبت له لماذا ليست الحاجة الى اسرائيل القوية شعارا فارغا آخر من المضمون. لكن الذي سيسير مع اوباما في قناة صرف الماء من عصر هورودوس في مدينة داود ويعرض عليه هناك نقش الشمعدان والجرس في لباس الكاهن الأكبر، أو يتلو عليه وصف يوسف بن متتياهو للحظات الأخيرة لليهود الذين طاردهم الرومان مُخربو الهيكل هناك، في ذلك النفق، حتى الموت، بل ربما يعرض عليه حوض الماء الذي بقي هناك من عصر الهيكل الاول – سيُثبت للرئيس الامريكي مبلغ عمق جذورنا في البلاد وفي القدس.

وحينما يخرج الرئيس من النفق المظلم وينظر الى أعلى، يجب على شخص ما الى جانبه، قد يكون نتنياهو، أن يشير الى جبل الهيكل وان يُحدثه عن التخلي الأكبر من طرف واحد الذي قامت به أمة ودين ما لدين آخر – ألا وهو ترك المكان الأقدس لهما – جبل الهيكل – لدين منافس هو الاسلام الذي يعتبر ذلك المكان عنده هو الثالث في قدسيته فقط (بعد مكة والمدينة). وتستحق قصص جبل الزيتون وجبل المشارف وآثارهما القديمة وتلك التي في العصر الاخير ايضا ان تُدمج في اطار هذا الخطاب وهو خطاب الحقوق.

من المؤكد انه سيكون من يقولون إن هذا الخطاب قديم جدا ولم يعد ذا صلة. وهم مخطئون. بل يجب على اصدقائنا الحقيقيين والوهميين في الولايات المتحدة ان يسمعوا منا اليوم خاصة ان الصلة التاريخية والدينية والقانونية والشعورية لشعب اسرائيل بالقدس والخليل وجبل الهيكل لا تقل عن صلة الفلسطينيين؛ وأننا لسنا محتلين في ارضنا؛ وأنه يوجد يهود يرون ان هذه الارض كما هي بالنسبة للفلسطينيين على الأقل "مقدسة"، وأنهم متصلون بأجزاء هذه الارض بصلات الحب والكتاب المقدس والتراث والطبيعة والمناظر الطبيعية؛ وأنه لا يوجد فرق من جهة اخلاقية بين استيطان ارض اسرائيل التي سكنها العرب في مطلع القرن الماضي وبين استيطان ارض اسرائيل التي يسكنها العرب في مطلع هذا القرن. قد يكون الجدل الحقيقي بيننا هو في حدود الممكن لكن من المؤكد انه ليس في الحق. ويجب على الاصدقاء في واشنطن، بقدر لا يقل عنا، ان يسمعوا هذا حتى لو غضنوا أنوفهم وحتى لو لم يكن هذا الخطاب بمنزلة "سياسة واقعية" لأننا موجودون هنا في الحقيقة بفضل القوة لكننا موجودون قبل ذلك ايضا بفضل الحق.