خبر اجتاز الخطوط- معاريف

الساعة 09:58 ص|20 فبراير 2013

بقلم: يهودا يفرح

لقد اجتاز نتنياهو الخطوط. نهائيا. هذا ليس انتقادا أو تأييدا، وذلك لان هذا القول ليس موجها على الاطلاق لتلقي أي موقف حكمي كهذا أو كذا. هذا تحليل بارد وجاف للاستراتيجية التي اختارها رئيس الوزراء حين قرر منح حقيبة العدل لتسيبي لفني. إذ في داخله، يعرف بنيامين نتنياهو جيدا بان وزارة العدل هي الوزارة الاهم في الحكومة، ليس أقل من ذلك. من تجربته يعرف بان السيطرة الناجعة عليها هي شرط ضروري لتطبيق كل سياسة القيادة المنتخبة كائنة من كانت. لم يكن الامر هكذا دوما. في العقود السابقة كان منصب وزير العدل بالفعل منصبا اداريا جافا. من يقف على رأسه عني بقدر أكبر بالشؤون الادارية وبقدر أقل بالمضامين، بالرسمية أكثر مما بالقيم. ولكن عندها حلت علينا ثورة الفاعلية التي عظمت دراماتيكيا قوة المحاكم، النيابة العامة والمستشارين القانونيين. وبشكل رياضي تقريبا جعلت الفاعلية التأثير الاداري لوزير العدل على الجهاز القضائي الى زخم سياسي شديد القوة.

وزير العدل يوجد تأثير دراماتيكي على كل التعيينات الكبرى في النيابة العامة للدولة وفي مكتب المستشار القانوني. إذ كمسؤول عن نشاط الوزارة يحتفظ الوزير بالكثير من الروافع بحيث أنه لا يمكن لاي جهة في الجهاز القضائي أن يتجاهل موقفه.

الى الامام، كرئيس، فانه يسيطر سواء على لجنة تعيين القضاة أم على لجنة تعيين قضاة المحاكم الدينية ويمكن أن يستخدم ذلك لتحقيق اهداف تناسبه. اضافة الى ذلك رغم كونه جزءا من السلطة التنفيذية الا ان وزير العدل هو الجهة الاكثر تأثيا على السلطة التشريعية. ففي منصبه كرئيس للجنة الوزارية لشؤون التشريع يؤثر على مصير العديد من مشاريع القوانين التي تطرحها الكنيست. قليلة هي مشاريع القوانين التي تسن رغم معارضته القاطعة.

يعرف رؤساء الوزراء في اسرائيل اليوم جيدا بان كل قرار هام للحكومة يجب أن يمر، رسميا او بشكل غير رسمي عبر وزير العدل والمستشار القانوني للحكومة. ولا يهم اذا كان الحديث يدور عن خطوات عسكرية، اتصالات سياسية أو مشاريع اقتصادية. اليوم كل شيء قابل للمحاكمة، كل شيء خاض لمحكمة العدل العليا ولكل مسألة تطرح على جدول الاعمال سيوجد مستشار قانوني ما يشعر بانه ملزم بابداء الرأي، ووزير العدل يشكل غير مرة مفترق عبره تحل المعاضل وتفتح القنوات المسدودة.

وهذه بالضبط هي النقطة. إذ أنه عندما يجلس لفني على كرسي وزير العدل – بعد أن تكون صرحت من على كل استديو تلفزيوني ووراء كل ميكروفون بان كل خوضها للانتخابات يدور حول امنية "المسيرة السياسية" – فان للامر معنى بعيد الاثر. اربطوا بهذا جر الارجل المدروس من جانب نتنياهو حيال البيت اليهودي والاصوليين وستصلون الى الاستنتاج بان نتنياهو الثالث قريب نفسيا وشعوريا اكثر بكثير من اوباما الثاني مما من ناخبيه في المعسكر الوطي.

سيستغرق بعض الوقت، ولكن اليمين في اسرائيل سرعان ما سيفهم بان الانتخابات الاخيرة تدخله في سنوات من الركود العميق. نشوته في أعقاب صعود البيت اليهودي وبروز نجوم البرايمرز من المستوطنين في الليكود، سيتبدل بسرعة الى كوابيس البقرات الهزيلات. السؤال الاهم الذي سيسأله لنفسه سيكون كيف سأقضي هذه الفترة مع الحد الادنى من الضرر الذي لا رجعة عنه من ناحيته.