تحليل المصالحة الفلسطينية « تتعرقل » مع زيارة « أوباما »

الساعة 09:02 م|19 فبراير 2013

غزة (تقرير خـاص)

أكد محللون سياسيون ومتابعون للشأن الفلسطيني أن زيارة رئيس الولايات المتحدة الامريكية باراك اوباما للمنطقة والأراضي الفلسطينية هدفها تأكيده على الدعم المالي والامني والسياسي للكيان الاحتلال.

وأجمع المحللون في احاديث منفصلة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" ان الزيارة المرتقبة لن  تجدي نفعاً للفلسطينيين أو حل لأزماتهم مع كيان الاحتلال، موضحين أنها ستُلقي بظلالها السلبية على ملف المصالحة الفلسطينية ومباحثاتها بالعاصمة المصرية "القاهرة".

وكان البيت الأبيض اعلن في وقت سابق عن زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لرام الله و"إسرائيل" والأردن في20-21 مارس/آذار المقبل.


طحنُ الهواءْ

المحلل السياسي حسن عبدو اكد أن زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما للمنطقة هدفها تأكيد الإدارة الامريكية دعمها من جميع الاتجاهات والأشكال (على راسها السياسي والأمني) لكيان الاحتلال ورسالة لجميع الدول العربية والإسلامية بما في ذلك جمهورية إيران الإسلامية أن العلاقة بين الولايات المتحدة والكيان هي علاقة "عضوية".

وأوضح عبدو أن الولايات المتحدة تأكد بكل افعالها وتصريحاتها بأنها لازالت ملتزمة بأمن  وعسكرة ودعم كيان الاحتلال، قائلاً :"أمريكا لاتزال ترى في إسرائيل انها البقرة المقدسة من جميع النواحي في الشرق الاسط".

وأضاف :"زيارة اوباما تحمل ايضاً رسالة من البيت الابيض انه رغم ما أشيع عن تعيينات مركزية في الولايات المتحدة –كتعيين هاغل وزيراً للدفاع- قد تضر بالمصلحة الإسرائيلية والدولة اليهودية إنما هو ضرب من الخيال وتأكيداً على استمرار علاقة الحلف"

وأكد عبدو ان زيارة اوباما بمجملها تصبُ في المصلحة الإسرائيلية على حساب الفلسطينية وهدفها زيادة الضغط على القيادة الفلسطينية للعودة الى مفاوضات "لا تسمن ولا تغني من جوع".

وقال :"هدف اوباما أن يقول للمنطقة بعد توليه الولاية الثانية عقب الاولى الفاشلة بالنسبة للشرق الاوسط الذي علق عليها الآمال في حل النزاع القائم بالمنطقة انني أحمل الحل، واحمل الجديد وتعالوا الى مفوضات".

واضاف :"الزيارة المرتقبة تكتيك امريكي - إسرائيلي على أعلى مستوى وهي العودة الى المفاوضات "اللامتناهية" فارغة المضمون، وإكساب الجانب الصهيوني مزيداً من الوقت للضغط على الفلسطينيين وتهويد مناطقهم والتوسع الاستيطاني وبناء الهيكل المزعوم، ومن ثم تصبح الامور واقع مؤلم".

ولفت عبدو أنها ليست المرة الاولى التي يراهن بها عباس على الإدارة الأمريكية، وجميعها تذهب ادراج الرياح بشكل يأزم الموقف الفلسطيني الداخلي ويُمكن للجانب الإسرائيلي.

واشار الى أن الزيارة بمجملها تعطي انطباع على مدى تطابق الرؤية الامريكية الإسرائيلية في استعمار المنطقة وتهديد أمنها.

وتوقع عبدو ان تلقي زيارة اوباما بظلالها السلبية وتعيق جهود المصالحة الوطنية الداخلية المبذولة بالقاهرة ، وستعمل على تأخيرها فور بدء الزيارة.

وقال عبدو :"المصالحة في طريقها للتأجيل والعرقلة من الطرف الفلسطيني برام الله في حال انصياعه ومراهنته على القرار الامريكي".

 

عرقلة للمصالحة

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أتفق مع ما قاله وأكده سابقه عبدو في ان الزيارة الامريكية للطرف الفلسطيني ستعمل على إعاقة وتراجع جهود المصالحة الفلسطينية المبذولة داخلياً وخارجياً.

وقال الصواف :"الإدارة الامريكية لا يسرها إطلاقاً توحد الكل الفلسطيني وتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام وبدأنا نشاهد قبيل الزيارة بشهر إرهاصاتها وتبعاته السلبية على صعيد المصالحة وتحقيق الوحدة ونبذ الانقسام".

واوضح الصواف أن الزيارة الأمريكية لا تهدف الا الى تأكيد الدعم الامريكي لكيان الاحتلال وتعهدها مجدداً بحماية امن إسرائيل ولتأكيدها على العلاقة الاستراتيجية لحلفها مع الاحتلال في المنطقة.

وأكد ان الإدارة الأمريكية  جاءت لبلورة اتفاق مشترك حول ضرب إيران عسكرياً من عدمه مشيراً ان القوات الامريكية وادارتها لا تريد التورط بحرب جديدة بالشرق الاوسط خاصة بعد فشلها الذريع بالعراق اضافة لأوضاعها الاقتصادية السياسية والامنية الغير مستقرة.

واشار ان الزيارة على الصعيد الفلسطيني – الاسرائيلي فقط لإعادة ودفع عملية المفاوضات التي تدور رحاها بلا طحين منذ عقود مضت، ودفع الفلسطينيين لمزيداً من المفاوضات والتنازلات، ولكسب مزيداً من الوقت واستغلاله بالتوسع الاستيطاني والتهويد المباشر بالمدينة المقدسة، وحتى اكتمال المشروع الصهيوني بالمنطقة الفلسطينية.

وقال الصواف:"رهان عباس على الإدارة الأمريكية فشل ومازال يفشل بكل المقاييس والرئاسة الفلسطينية وعلى رأسها محمود عباس تعي ذلك جيداً، لكنه يحاول أن يغمض عينيه عن الحقيقة لئلا يواجه فشل مشروعه القديم الحديث".

 وأضاف:"خلاص محمود عباس من ذلك المأزق (المفاوضات) في عودته الى احضان شعبه والعودة للقوى الفلسطينية، والإعلان الصريح امام الراي العام الفلسطيني والعربي بفشل خيار مشروع المفاوضات الفلسطيني الإسرائيلي".

واختتم الصواف حديثه داعياً الفصائل الفلسطينية بضرورة إنجاز الوحدة وإنهاء الانقسام بأسرع ما يمكن على اسس وطنية تحفظ الثوابت، لتحييد التدخلات الغريبة والمشبوهة التي تعمل لصالح كيان الاحتلال من العبث بالوحدة الفلسطينية ومسيرتها.