بالصور غزة: السيريج بالمطاعم « سلاح مدمر للصحة » والرقابة لا تكفِ!!

الساعة 01:44 م|19 فبراير 2013

غزة (تقرير خاص)

 رغم علمهم الدقيق بخطورة استخدام زيت القلي "السيريج" أكثر من مرة وفقدانه صلاحيته وإضراره بالصحة العامة، إلا أن أصحاب المحلات والمطاعم الشعبية بمدينة غزة لازالت تستعمل "السيريج" أكثر من مرة لغرض القلي، بشكل يخالف المعايير الصحية ويدمر الصحة العامة، الأمر الذي أصبح ظاهرة "عامة عابرة"، دون التفات من الأغلب الأعم من المواطنين والمسئولين بخطورتها.

وخلال جمع المعلومات والبحث المعرفي عن الظاهرة التي عكف عليها مراسل"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" اتضح أنه منذ بدأ عمل الخلافة العثمانية وحتى زوالها–قبل ما يقرب على 100 عام وأكثر- كان مقرر ضمن قانون تنظيم الحرفة من الناحية الصحية والمهنية عقوبة رادعة لمن يخالف نص القانون وهو استخدام "السيريج" أكثر من مرة واحدة لغرض القلي، لعلمهم بالأضرار الناتجة عن الاستخدام.

مراسل "وكالة فلسطين اليوم" وفي رصده لبعض المطاعم والمحلات الشعبية بغزة وتتبع استخدام زيت القلي "السيريج" أكثر من مرة، اتضح أن جميعهم ضاربين صحة المواطن عرض الحائط" بفعل استخدامهم للسيرج أكثر من مرة، لكن أصحابها تذرعوا بذريعة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وعدم قدرتهم على استخدامه لمرة واحدة.


"سبعة قليات"

أبو محمد أحد أصحاب أشهر المطاعم الشعبية في مدينة غزة أوضح انه يستخدم زيت القلي "السيريج" لسبعة وجبات تقدر الوجبة حسبما قال بـ"50 قرص من الفلافل" ومن ثم يضيف عليها من زيت القلي الجديد-رغم خطورة إضافة الجيد على القديم بحسب الأخصائي لاحقاً بالتقرير-.

ويقول أبو محمد :"الأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية وعندما افتتحت المطعم كنت أراعي صحة المواطنين، واستخدمه مرة واحدة ولكن ذلك كلفني الكثير من المال ولا استطيع الاستمرار إلا بالقلي على السيريج لمرات عدة".

ويضيف أبو محمد :"اعلم جيداً ما خطورة القلي بالسيريج أكثر من مرة ولكن ليس باليد حيلة، والمواطنين لا يراعون ولا ينتبهون لذلك الأمر".

ولفت أبو محمد أن أسعار زيت القلي "السيريج" باهظة جداً، ولكن ذلك لا يعفيه من انتهاك صحة الموطنين.


لا توجد رقابة

أما حازم (30 عاماً) احد العمال في إحدى المحلات الشعبية أكد أن صاحب المحل يجبرهم قصراً على استخدام زيت القلي "لعشرات المرات"، ولا يأتي إليهم بالكمية المطلوبة والتي تسمح لهم بإتقان عملهم.

وقال :"بصراحة رائحة السيريج وزيت القلي نتيجة فساده ونحن نقلي، تشير إلى الأضرار التي تنجم عنه ولكن أنا هنا عامل وليس صاحب قرار".

ونفى حازم وجود رقابة فعالة من دائرة مراقبة الأغذية في بلدية غزة أو أي من الأقسام الرقابية التي تعنى بالصحة التي تتبع الحكومة حيث قال :"لا توجد أي رقابة حيث أننا محل غير مرخص، ولم تتوجه الينا أية رقابة حكومية وغيره".

 وأشار حازم أن المحل الذي "يسترزق منه" افتتح منذ 6 أعوام ولازال يمارس عمله بأريحية وبمخالفة القانون والصحة العامة.

 

أضراره .. سرطان وموت (تحذيرات ونصائح)

وللوقوف على أضرار وتبعات استخدام زيت القلي "السيريج" أكثر من مرة، شدد الدكتور حسن طموس المختص بالكيمياء العضوية "بجامعة الأزهر بغزة" في حديثه لمراسل الوكالة أن استخدامه لأكثر من مرة واحدة يشكل خطراً فادحاً على حياة الإنسان، وقد تصل في مراحل متقدمة إلى الموت نتيجة تسببه بالسرطان المباشر الناتج منه.

وأوضح طموس أنه بالإضافة إلى تسببه بالأمراض الخبيثة كالسرطان، يتسبب في تليف الكبد وتشمعها، إضافة لتأثراته على المخ والأعصاب، مخاطر صحية جسمية.

وقال:"إن مادة الاكرولين المسرطنة وفق دراسات عالمية ومحلية دقيقة.. ينتج عنها تكسير الجلاسرين الناتج عن تكسر مكونات ومركبات الزيوت الكيميائية، وهي وتنتج المادتين المسرطنتين كنتيجة حتمية لكثرة استخدام "السيريج" ونتيجة الغلي المتواصل لساعات عدة".

وأضاف طموس:"غلي السيريج وتفاعله مع معدن المقلى ينتج عنه أحماض دهنية ومتسلسلة سامة، وأول عضو في جسم الإنسان يستقبل تلك السموم والمكاره الصحية هو الكبد".

واستدرك معدداً أضراره :"كما أن شدة الغلي وإعادة استخدامه أكثر من مرة يؤدي إلى فقدان عناصر الفائدة كالبروتين بالبقوليات بالفلافل والبطاطا وغيرها من المأكولات".

ولفت إلى أن الشريحة الأكثر تضرراً من "زيت القلي" المستخدم أكثر من مرة هم الأطفال وكبار السن، وذوي المناعة الضعيفة بصفة عامة.

وأوضح طموس أن استخدام زيت القلي "السيريج" لمرة واحدة يعفي من جميع تلك المخاطر ويحيدها في حال استخدام الطريقة الأمثل للقلي.

وتوجه بالنصيحة إلى عموم المواطنين بالقطاع بضرورة توخي الحذر عند شراء المأكولات الشعبية، والنظر الدقيق في المقلى الخاص بـ"السيريج"، واستطلاع نظافته ولونه الشفاف الأصفر وخلوه من الشوائب ومدى لزوجته، وتفضيل السيريج الغير لزج الأكثر لزوجة.

وتوجه طموس إلى عموم المواطنين بضرورة التعاون مع الأجهزة التنفيذية الخاصة بوزارة التموين وبلدية غزة بالتوجيه والإرشاد والتبليغ ولفت النظر الخاصة ببعض المتجاوزين.

 

البلدية:"طواقمنا لا تكفي"

 بدوره أكد رئيس دائرة مراقبة الأغذية وتراخيص المهن الصحية في بلدية غزة رشاد عيد أن دائرته تراقب عن كثب المحال التجارية والمخازن التموينية من ناحية الصلاحية والجودة الصحية بصورة دورية.

وأوضح عيد أن المعضلة في المحال الشعبية كـ"الفلافل وغيره" بتشعبها وكثرتها وعشوائيتها وإنعدامية وترخيص معظمها وعملها بشكل غير قانوني.

ولم يخف ملاحظة طواقم إداراته التفتيشية استخدام أصحاب المحال الشعبية "السيريج" لمرات عدة، مشيراً أن قلة حجم الطاقم التفتيشي للبلدية تحول دون المراقبة الدقيقة واتخاذ الإجراءات المناسبة لتصدي لما وصفه بـ"الظاهرة الخطيرة".

وقال عيد :"البلدية تعاقب كل من يثبت بحقه مخالفة القوانين خاصة ما يتعلق بالصحة العامة، وقد تصل العقوبة إلى النيابة والمحاكم وإغلاق المنشأة التجارية، أو دفع غرامة مالية".

ودعا –بعد عرض مراسل الوكالة عليه خطورة الظاهرة على الصحة العامة- المواطنين بالقطاع بضرورة تقديم شكاواهم بدائرته وعبر العلاقات العامة التابعة للبلدية عن جميع المتجاوزين من أصحاب المحال الشعبية، خاصة الذين يتعمدون القلي بـ"السيريج" لمرات عدة بشكل يضر بالصحة العامة.

ووجه عيد حديثه إلى أصحاب المحال الشعبية قائلاً :"الإضرار بالصحة العامة جريمة يعاقب عليها القانون، علاوة على أنه يتنافى مع الأمانة الدينية".

وتوعد في نهاية حديثه أصحاب المحال الشعبية المخالفة للقانون باتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم.


سيريج
-
سيريج
-
سيريج
-
سيريج