تقرير غرق الأنفاق يرفع سعر مواد البناء مجدداً بغزة

الساعة 09:12 ص|19 فبراير 2013

غزة (خاص)

لم تمض عدة أيام على إغراق مصر للأنفاق الحدودية مع قطاع غزة بالماء حتى طرأ ارتفاع هائل على أسعار السلع المهربة خاصة مواد البناء الأمر الذي وصل إلى درجة الاشتعال.

ويعتمد القطاع الخاص بغزة على المواد الأساسية المهربة من الأنفاق في عملية البناء في ظل منع "إسرائيل" توريد المواد إلا للمؤسسات الأجنبية والأممية بكميات محدودة جداً.

مراسل وكالة "فلسطين اليوم الإخبارية" جال عدد من  المحلات التجارية بحي الشجاعية ليشاهد ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار مواد البناء ، حيث أن سعر طن الأسمنت 410 شيقل ارتفاع إلى 480 شيقل بزيادة 70 شيكل بسعر الطن ، فيما ارتفاع سعر الحديد من 80 شيقل إلى 120 شيقل.

ومن الجدير ذكره، أن الأجهزة الأمنية المصرية تقوم بحملة لإغلاق الأنفاق التي تربط بين أراضيها وقطاع غزة عن طريق إغراقها بالمياه.

المواطن لا يشتري

صاحب المحل أبو محمد سعد الدين أكد لمراسلنا، أن إغراق مصر للأنفاق بالماء تمهيداً لإغلاقها ساهم بإدخال مواد محدودة وبكميات محددة وبأسعار مرتفعة ، حيث لم أستطع حتى اللحظة شراء ما يلزمني في اليوم الواحد، مشيراً إلى أنه يبيع في اليوم ما يقارب من 100 طن أسمنت وما يدخل عبر الأنفاق الآن كمية قليلة جداً وفقاً لقوله.

وأوضح أبو محمد لمراسلنا، بأن حالة من الكساد بدأت تشهدها المحلات التجارية بسبب الارتفاع الملحوظ على مواد البناء، مؤكداً بأنه لن يخفِ مواد البناء عن عيون المواطن أو يستغل حاجة المواطن لها ويرفع السعر من تلقاء نفسه.

مصر تلاحق تجارها

فيما أكد صاحب نفق لنقل مواد البناء عبر الحدود المصرية مع قطاع غزة زكي علوان، أن الأوضاع أصبحت كارثية ومن الصعب جداً إدخال مواد بناء كفاية لأصحاب المحال التجارية بغزة.

وأوضح علوان لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الكمية التي تدخل عبر النفق قلت بشكل كبير قائلاً :" العمال تنتظر منذ الصباح وحتى المساء ولا تُدخل إلا كمية محدودة وتتراوح بين 500 إلى 550 طن من المواد"، مشيراً إلى أنه في الأيام الماضية كانت تدخل قرابة 4 آلاف طن من المواد.

وعزا صاحب النفق علوان، تقليص دخول المواد إلى ملاحقة الأجهزة الأمنية المصرية للتجار المصريين داخل سيناء بهدف جمع الأموال ومنعهم من تصدير المواد إلى قطاع غزة عبر الأنفاق.

ولفت إلى أن الأوضاع صعبة للغاية ، قائلاً :"قمت بتقليص عدد العمل إلى 50 عامل فيما كان عدد العمال في الماضي يصل إلى 200 عامل".

المواطن أكثر الفئات تضرراً

أما المواطن محمد الغولة فقد أكد لمراسلنا، بأن جميع المواطنين أصبحوا يرزحون تحت رحمة فتح الأنفاق ومعبر رفح وأن إغلاق الأنفاق بشكل كلي يعني حصارنا من جميع الجهات من البر والبحر وتحت الأرض.

فيما قال المواطن أبو أيمن صاحب منزل قيد الإنشاء لمراسلنا، :"بعين الله على الحال كانت بدي أدفع للعمال مبلغ معروف والآن بعد ما ارتفع الأسمنت صدقوني منا عارف قديش راح أدفع وخايف ما يكون معاي وأداين من أقربائي".

ولفت أبو أيمن إلى أنه مضطر لإكمال منزله كون أبنائه سيتزوجون في الصيف المقبل".

فهل سيتعثر أصحاب المنازل قيد التشييد والبناء من استكمال بناء منازلهم في ظل ارتفاع الأسعار، كما هو الحال مع المواطن أبو أيمن؟."