خبر أخطاء أفنيري- هآرتس

الساعة 09:03 ص|19 فبراير 2013

بقلم: حاييم برعام

لم تكن مقالة البروفيسور شلومو أفنيري (أخطاء يحيموفيتش، "هآرتس"، 10/2) مفاجئة على نحو خاص، وبين يديها نتائج الانتخابات ومواقفه في الماضي. ومع ذلك فمن الآسر أن نتابع شحذ الايديولوجية الرسمية لاشخاص كانوا مؤيدين في الماضي لحزب العمل، والتأليف بين الخطابة الفكرية والاشتغال المبالغ فيه بشؤون شخصية.

يحاول أفنيري ان يقنع زعيمة حزب العمل، وربما سائر القُراء ايضا، بأن الجلوس في المعارضة يجعل الحركة التاريخية التي بنت الدولة عقيمة ويحولها الى "غير ذات صلة". وعلينا ان نستنتج من هذا في الحقيقة أنه اذا ضم بنيامين نتنياهو الى ائتلافه 15 نائبا مطيعين بلا تجربة ووزع على عدد من المشتغلين بالسياسة حقائب في الحكومة فسنتخلص من حكم اليمين وستنجح يحيموفيتش آنذاك "في ان تُعيد الى الحزب خدّيه الاشتراكيين الديمقراطيين الورديين"، كما قال أفنيري. ويُسوغ أفنيري محاولة يحيموفيتش البائسة ان تقضي على التغيير الذي طرأ على حزب العمل منذ كان اوسلو، ويحاول ان يطمس على الحقيقة الغالبة وهي ان يحيموفيتش خسرت عشرات آلاف الاصوات لا لأنها أعلنت بأنها لن تجلس في حكومة نتنياهو كما زعم بل لأن مواقفها من الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والمستوطنات كانت مماثلة لمواقف نتنياهو والليكود.

وصعب على ناخبين استدخلوا في أنفسهم شعاراتها الاشتراكية الديمقراطية ان يهضموا الخطابة المؤيدة للتملك بأسلوب رئيس وزراء بريطانيا السابق طوني بلير. وأرادت يحيموفيتش ان تصل الى ناخبي الوسط القومي ولهذا أجلّت الاقتصاد الحر والسوق الخاصة واستغلت حماستها الاجتماعية المعلنة من اجل دفاع شامل عن الاتحادات الكبيرة التي ليست لها شعبية عند جمهور ناخبيها.

وهكذا سقطت يحيموفيتش بين الطاولات. وقد عرضت ميرتس زهافا غلئون برنامجا حزبيا أكثر صدقا في شؤون التفاوض السلمي وموقفا أكثر عزما على محاربة تسلل أرباب المال الى مراكز الحكم؛ وعرضت الجبهة الديمقراطية للسلام طريقة لادماج المواطنين العرب المليونين في نضالات اليسار السياسية، وفي مقابل ذلك أصغت يحيموفيتش الى أفنيري قبل الانتخابات ولم تقبل نصيحة خبراء العلاقات العامة فقط بل صيغته الصقرية الكارثية التي أرادت ان تُعيد حزب العمل الى ايام غولدا وغليلي. وقد أصدرت يحيموفيتش التزام ألا تدخل حكومة نتنياهو لناخبيها بعد ان تبين طوفان استطلاعات الرأي فقط الذي نبع مباشرة من حقيقة ان تصريحاتها في شؤون سياسية كانت يمينية وصقرية تتجاوز الاجماع الذي ضرب بجذوره بينهم منذ كان مقتل اسحق رابين.

إن التزام عدم الجلوس في الحكومة هو اليوم الذخر السياسي الرئيس لزعيمة حزب العمل، والمقياس الوحيد الذي يساعد الجمهور العريض على الحكم على سلوكها وصدقها. ويريد أفنيري الآن ان يهدم آخر قلاعها وان يجعل حزب العمل حزبا تابعا للحكومة كل عمله هو الحفاظ على الوضع الراهن في شأن المناطق وتجميد الوضع الذي لا مساواة فيه السائد للاقتصاد والمجتمع. وينبغي ان نأمل ان ترفض يحيموفيتش رفضا باتا هذه النصيحة السيئة التي تلقتها من أفنيري.