خبر تاريخ الطريق المسدود- هآرتس

الساعة 09:02 ص|19 فبراير 2013

بقلم: يوسي فيرتر

لا يعطينا المعجم العبري تفسيرات لكلمة "هتحربيش" (تخربش). لكن لا يوجد تعريف أصوب من هذا لوصف وضع بنيامين نتنياهو بعد انتخابات الكنيست التاسعة عشرة بأربعة اسابيع. بدأ المعركة الانتخابية بوضع مثالي باعتباره المرشح الأنسب لرئاسة الوزراء، ورئيس قائمة حزبية فيها 42 نائبا من غير وجود منافسين حقيقيين في المنصب. وكان الافتراض السائد هو ان معضلته في اليوم التالي باعتباره مُشكلا للحكومة ستكون كمشكلة ولد لأبوين ثريين في حانوت دُمى: بأن يختار الاشياء التي اشتهتها نفسه ويُركب منها في راحة حكومته الثالثة. ما زال نتنياهو بعد الانتخابات بشهر وبعد ان تلقى التفويض من رئيس الدولة بأسبوعين ونصف غير قادر على ان يعرض ولو اتفاقا ائتلافيا واحدا ولن نتحدث عن الخطوط الأساسية للحكومة الـ 33. يبدو ان دهرا قد مر منذ الثاني والعشرين من كانون الثاني. بل انه لا يمكن ان نقول انه توجد أزمة في التفاوض الائتلافي بين الليكود بيتنا وشريكاته المركزية لأنه لا يجري تفاوض كهذا. وما يحل محله هو في الأساس الحيل الاعلامية والاتهامات والغضب والاهانات – الحقيقية والوهمية.

إن المحور بين يئير لبيد ونفتالي بينيت – الذي بناه نتنياهو بيديه حينما أذل وأهان وأبعد وعزل رئيس البيت اليهودي – ثابت. وقد أراد بينيت فقط شيئا من العلاقة الدافئة واقتراحا معقولا مقابل دخوله الحكومة مع نوابه الـ 12. وقد كان يستطيع ان يكون جزءا منها منذ زمن. لكنه بفعل الطاقات السلبية الجارية عليه من البيت في شارع بلفور متمسك (في هذه الاثناء على الأقل) بحلفه مع لبيد. وأمس في الكنيست، أنشد السياسيان الجديدان كل واحد في حزبه أناشيد متشابهة وُجهت نحو رئيس الوزراء وكان هدفها ان تشير اليه بالقول: نحن معا في القرية نفسها ولن تفصل بيننا.

وبينهما مع كل ذلك اختلاف كبير، فللبيد حياة في المعارضة. أما بينيت فليس له هناك بقاء. وجمهوره لن يغفر له اذا كان هو الذي يمنع انشاء حكومة يمين برئاسة نتنياهو ويؤدي الى انتخابات جديدة قد يفوز اليسار فيها. وستكون نهايته السياسية سريعة مؤثرة مثل شهاب يسقط على الكرة الارضية.

إن الدواء أو المخدر المضاد الذي يحاول نتنياهو ان يُعده من اجل تحطيم الجبهة الموحدة وهو شيلي يحيموفيتش، لا يتعاون الى الآن. فقد ارتفعت رئيسة حزب العمل أمس الى مكان أعلى فوق الشجرة حينما صرحت للمرة التي لا يعلم أحد كم هي بأن حزبها لن يكون وسيلة منع لسياسة نتنياهو الاقتصادية الاجتماعية.

يمكن ان نستدل من لا على نعم: فاذا وافق نتنياهو على ان يُجري تغييرات بعيدة المدى في سياسته الاقتصادية وعلى ان يعرض على يحيموفيتش ايضا حقيبة المالية فقد تُغير رأيها. وهو في هذه الاثناء لم يفعل لا هذا ولا ذاك. ولم تنضج المحادثات بينهما لتصبح تفاوضا. ولدينا انطباع بأنه يستخدمها في هذه الاثناء وسيلة تخويف لبينيت ولبيد وقد يتغير هذا بعد. لأن نتنياهو قد بدّل دينه من قبل في عدد من القضايا المركزية وهو يستطيع ان يفعل هذا ايضا في المجالين الاقتصادي والاجتماعي.

إن الوحيدين المستعدين لأن يقفزوا الى سرير نتنياهو الائتلافي في كل لحظة هم الحريديون (شاس ويهدوت هتوراة) من جهة، ومؤيدا كديما في الماضي والحاضر (تسيبي لفني وشاؤول موفاز) من جهة اخرى. وقد كادت الاتصالات بلفني تنضج لتصبح اتفاقا ائتلافيا. وهي ليست مشكلة بل المشكلة هي الحريديون الذين يدعون نتنياهو من غير يحيموفيتش، بلا حكومة.

بعد نحو من اسبوع ونصف سيجيء نتنياهو الى الرئيس بيرس ويطلب تمديدا كاملا لـ 14 يوما وسيضطر قبل ذلك الى ان يبت الى أين هو يتجه: هل الى حكومة مع الحريديين ويحيموفيتش ولفني وموفاز أم الى حكومة من غير حريديين، مع لبيد وبينيت أو ان يفصل بين بينيت ولبيد ويضمه الى الحريديين ويضم اليهما لفني وموفاز. وفي هذه المرحلة لا يعلم أحد حتى ولا نتنياهو كيف ستبدو حكومته في الخامس عشر من آذار.