تقرير التضامن مع الأسرى.. حضور شعبي ضعيف وغياب رسمي

الساعة 11:05 ص|18 فبراير 2013

غزة (خـاص)

هناك في خيمة التضامن لا تكف عينا امرأة عجوز عن الدموع التي تنهال على صورة ابنيها المعتقلين في سجون الاحتلال منذ أعوام طويلة, ولم تنقطع فيها عن المشاركة باليوم التضامني مع الأسرى, على أمل أن يأتي خبرٌ يبشرها أنَّ تحركاً شعبياً واسعاً وإرادة دولية قد بدأت على الأقل خطوات جدية صادقة لتحرير الأسرى !

هي ليست وحدها بل عشرات النساء والآباء والأبناء يشاركونها في اليوم التضامني مع الأسرى أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عله يحرك ساكناً لإنقاذ حياة أبنائهم في سجون الاحتلال.

عشرات من ذوي الأسرى وشخصيات فلسطينية وأسرى محررين في المسيرة الأسبوعية التي تنظمها لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام بسجون الاحتلال بمشاركة نسائية واسعة وحضور ملفت لرايات الفصائل الوطنية والإسلامية في ظل حضور رسمي ضعيف.

وطالب المشاركون في المسيرة التي انطلقت من أمام مقر الصليب الأحمر, المجتمع العربي والدولي بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى المضربين في سجون الاحتلال والتخفيف من معاناتهم, منددين بالمواقف الرسمية وبالمؤسسات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان.

وقد هتفوا  أمام مقر المجلس التشريعي الفلسطيني مطالبين الجماهير والمسؤولين بإسناد ونصرة الأسرى الذين ضحوا بأنفسهم لكرامة هذا الشعب .

وتوجهت المسيرة إلى مقر المفوض السامي لحقوق الإنسان في مدينة غزة, استنكاراً من الصمت الذي يلازم المؤسسات الدولية بحق الأسرى, مطالبين بالتخفيف من معاناة الأسرى والحد من الإهمال الطبي الذي يتعرضون له. مؤكدين في الوقت ذاته على حرية الأسرى وحقهم في العيش بحياة كريمة .

دعوات لتحرك شعبي ودولي

وطالبت القوى الوطنية والإسلامية على لسان إبراهيم عليان مفوض الأسرى والمحررين في حركة فتح بوضع حد لما وصفه "بالخطر الحقيقي" والموت الذي يحاصر الأسرى وما يتعرضون له من انتهاكات في ظل الصمت الدولي .

وقال عليان : تستمر معاناة الأسرى "ولا يوجد حراك دولي وإنساني" خاصة مع الأسرى المضربين عن الطعام منذ ما يزيد عن 200 يوم في سجون الاحتلال, داعياً إلى هبة جماهيرية للصعيدين الشعبي والمؤسساتي نصرة للأسرى على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

وأكد أن التحرك الشعبي لا يفي بالغرض المطلوب ولا يصل إلى مستوى تضحيات الأسرى, مطالباً السلطة الفلسطينية بضرورة ملاحقة الاحتلال على جرائمه وانتهاكاته بحقوق الأسرى في المحاكم الدولية, محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى.

واختتم عليان كلمة القوى الوطنية والإسلامية بالدعوة إلى المقاومة المسلحة من أجل تحرير الأسرى ولمزيد من الفعاليات التضامنية في رسالة موجهة إلى الرئيس الأمريكي في زيارته المرتقبة الشهر المقبل إلى دولة الاحتلال ومدينة رام الله .

تضامن ضعيف وعدالة غائبة

بدوره شدّدَ ياسر صالح الناطق الإعلامي باسم مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى على أن هذه الفعاليات لها صدى ضعيف أمام المؤسسات الدولية مبيناً أنها ستكون مجدية بتحرك واسع  أمام المجتمع الدولي لرفع الانتهاكات عن الأسرى وإلزام الاحتلال بالقوانين والمواثيق الدولية .

وأضاف صالح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":على المجتمع الدولي أن يلزم الاحتلال بالقرارات والمواثيق الدولية الخاصة بالأسرى مع ضرورة التدخل المصري من أجل إنفاذ شروط صفقة وفاء الأحرار والتي يخل بها الاحتلال.

من جانبه قال أيمن الفرا الأسير المحرر بصفقة وفاء الأحرار بعد قضاء 20 عاماً في سجون الاحتلال: إن هذه الفعاليات هي مشاركة للإنسان العاجز الذي لا يمتلك قراراً عسكرياً أو سياسياً من شأنه الضغط على الاحتلال والتخفيف من معاناة الأسرى, مؤكداً حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى من خلال تجربته في السجن.