خبر غزة: أحلام الشباب تتحطم على صخرة الكساد وسوء تنظيم الأسواق

الساعة 07:18 ص|17 فبراير 2013

غزة

كتب عيسى سعد الله: لم تمض ثلاثة أشهر على افتتاح المواطن نائل عبد القادر محلا صغيرا للبقالة حتى اضطر إلى إغلاقه، بسبب الارتفاع الملحوظ في عدد المحال المشابهة في الحي نفسه، الذي أثر بدوره على نسبة المبيعات.

ووجد عبد القادر الذي حاول الهرب من جحيم البطالة بفتح المحل نفسه مجبرا على إغلاقه بعد أن وصلت قيمة المبيعات في الأيام الأخيرة إلى أقل من 50 شيكلا يومياً، بربح يقل عن خمسة شواكل، كما يقول! وهكذا سيعود عبد القادر الذي استثمر نحو ألفي دولار في البقالة المتواضعة إلى البحث عن عمل في مجال البناء أو "العتالة" لدى مقاولين أو شركات كبيرة.

وتبخرت الآمال التي علقها عبد القادر على المحل بعد أن توزعت المبيعات بينه وبين نحو تسعة من أصحاب محال البقالة المختلفة المستويات في منطقته.

وأوضح عبد القادر في أواخر الثلاثينات من عمره أنه اضطر إلى فتح البقالة لعدم قدرته على العمل بشكل مستمر في قطاع البناء، بعد إصابته بانزلاق غضروفي أجبره على ترك مهنة البناء والاتجاه نحو عمل أقل عناء، مضيفا أنه سيغادر مجبرا مربع الراحة الذي عاش فيه عدة أشهر وكلفه المزيد من الأموال، ليتجه إلى ممارسة عمل شاق يوفر له مصاريف أسرته المكونة من سبعة أفراد، معظمهم طلبة في مراحل دراسية مختلفة.

أما تيسير كامل فليس أحسن حالا، إذ اضطر بدوره إلى هجر بيع المنظفات في منزله، بعد أن فشل في تلبية الحد الأدنى من مصروف عائلته بواسطة هذه المهنة التي عمل فيها لأكثر من ستة أشهر، ومني بخسائر فادحة وديون تراكمت عليه لدى عدد من التجار الكبار، ما دفعه للبحث عن عمل في أي مهنة أخرى، بالرغم من مرضه وعجزه عن الانخراط في أشغال شاقة.

ويخشى كامل (47 عاما) أن تجبره احتياجات أسرته على العمل في الأنفاق مرة أخرى، إذا ما فشل في العثور على فرصة عمل أقل خطورة وعناء.

وقال كامل إنه كان يعلق آمالاً كبيرة على مهنة بيع المنظفات كمنقذ له من الشقاء الذي عاشه خلال أكثر من ثلاثين عاماً في الأعمال الشاقة، قضاها بين العمل داخل الخط الأخضر وفي ورش محلية، ذاق فيها شتى أنواع العذاب وخلفت له العديد من الأمراض المزمنة.

وانتقد اعتماد المواطنين في شراء المنظفات على المحال التجارية رغم الجودة العالية التي تتميز بها منتجات المصانع الميدانية والمنزلية الصغيرة، وقال إن التجربة تؤكد أفضلية المنظفات المحلية على المستوردة خصوصاً من مصر، مشيرا إلى أن الثقافة الشرائية للمواطنين لا تزال متمسكة بالمستورد.

الشاب ميسر أحمد من جهته يكافح تقلبات الزمن ليحافظ على محله الخاص ببيع الاكسسورات وقطع الغيار الخاصة بالأجهزة الخليوية، بعد أن ضاق ذرعاً بالكساد وانخفاض المبيعات. ولا يستبعد أحمد بعد سبعة أشهر على فتح محله أن يضطر إلى إغلاقه، إذا لم تتحسن المبيعات قبل حلول شهر رمضان القادم.

وأصيب أحمد بالإحباط الشديد بعد فتح محلين مشابهين لمحله في منطقة قريبة منه، واعتبر أن فتح محال جديدة سيفاقم معاناته ويعجل باتخاذ قراره بإغلاق المحل، الذي لم تعد أرباحه تغطي التكاليف والنفقات الثابتة كالإيجار والكهرباء.