خبر موافقة صامتة- يديعوت

الساعة 09:13 ص|14 فبراير 2013

بقلم: ايتان هابر

في حرب لبنان الثانية سقط في معركة المقدم عمانوئيل مورانو. ومنذ ان قُتل لم تُنشر صورته على الملأ. وقد يكون هو الضحية الوحيدة من الجيش الاسرائيلي الذي مُنع منعا باتا نشر صورته في وسائل الاعلام. ولماذا؟ وماذا عن حق الجمهور في المعرفة، وعلام ولماذا يُظلم عمانوئيل مورانو حقه من 23 ألفا من قتلى معارك اسرائيل؟ وكيف لا يُمكّنوننا من ان نبذل له ولو قليلا من التكريم الأخير ونرى وجهه المشرق؟ ولماذا لا يوجد غضب ولا صراخ في اسرائيل؟.

لا يوجد غضب ولا صراخ ولم يكن ولن يكون اضطراب اعلامي لأن اولئك الناس الذين يعرفون جواب هذا السؤال يعرفون ايضا ان يأخذوا في حسابهم صعوبة الحرب الاستخبارية الاسرائيلية ويدركون جيدا الضرر الذي قد يسببه نشر الصورة. فان نشرا واحدا صغيرا يمكن ان يشوش على جهد ضخم في المجال الاستخباري.

لنفترض للحظة، للحظة فقط، أن جهاز استخبارات اجنبيا لكنه صديق جدا نقل الى دولة اسرائيل معلومة عن رجل ما واشترط ألا يُعلم أبدا من الذي نقل المعلومة التي أفضت الى اعتقال ذلك الرجل. فماذا علينا ان نفعل؟ أيكون جزاؤنا على احسان هذا الجهاز الاستخباري الاجنبي الصديق جدا إساءة للاحسان؟ وهل يظل ذلك الجهاز الاستخباري يُقدم الينا المادة المطلوبة فيما يأتي من الزمان بعد ان نكشف عن عنوان المرسل؟.

ولنفترض شيئا آخر. لنفترض للحظة، للحظة فقط، ان اسرائيل نجحت في ان تضع يدها على جاسوس اجنبي أضر بالدولة ضررا شديدا. انهم يعتقلونه ولا ينشرون شيئا ولا نصف شيء ويتركون مرسليه من رجال الاستخبارات المعادية في ظلمة مطلقة. ماذا يفعلون؟ يحذرون احيانا ويسكتون، وفي حالات كثيرة يرسلون مُرسلين للبحث عن المختفي، وهنا ينتظرهم معتقِلو الجواسيس منا لاعتقال المرسلين الجدد ايضا الذين هم ذوو فائدة عظيمة جدا في تقديم المعلومات. يعلم القدماء في جهاز الامن العام ان يتحدثوا عن ان هذا حدث مرارا كثيرة في الماضي وأسهم اسهاما كبيرا في أمن دولة اسرائيل.

يحاول أعداؤنا في الحرب الاستخبارية ان يجدوا فروقا في سور الدولة الامني ويحاول ناسنا ردمها. هذه حرب عقول لا تقف حتى للحظة. وتُشاع في احيان متقاربة اشاعات ايضا، ويعتقلون في احيان متقاربة ايضا ويُحذرون. ويحدث ايضا ان يعتقلوا ويختفي ناس في الزنازين في السجون.

ويسأل السائلون: فماذا عن الديمقراطية اذا وماذا عن حق المواطن في ان يكون محميا من يد القانون الطويلة؟ ولتسكن خواطرهم: فالمشتبه فيهم جميعا يمثلون أمام قضاة وكلهم يبلغون الى المحاكم مع محامين ذوي اجازات ومدافعين عنهم يكونون مطلعين على القضية التي تُعرض في الغرف المغلقة. ولا يتم شيء في غير اطار القانون، ويعلم من يهتم بأمن دولة اسرائيل، مثلنا مبلغ أهمية الحرب الاستخبارية كي نبقى جميعا أحياء.