خبر ليست حكومة الجميع- معاريف

الساعة 09:12 ص|14 فبراير 2013

 

بقلم: ياعيل باز ميلميد

بين الحين والاخر يصعد الى الهواء النداء الى "وحدة الشعب"، وكأن به معد هنا لان يخلق بقوة الكلام واقعا ليس قائما. في معظم الحالات، يلقى به الى الفضاء العام كتهديد مبطن: اذا لم تفعلوا كذا وكذا فلن يكون بوسع وحدة الشعب ان تبقى. وأحيانا يضاف الى هذه الكلمات "ذكريات" من الماضي السحيق: خراب الهيكل، الذي أدى الى المنفى. بمعنى اذا لم تفعلوا بالضبط ما نطلبه واذا لم تواصلوا الزحف والاستجابة لكل طلباتنا فستثور هنا حرب اهلية، وربما تخرب البلاد ومرة اخرى سندور في التيه ونتشتت في كل صوب.

وتأتي التهديدات دوما من جهة شاس ويهدوت هتوراة، واحيانا تنضم اليهم شخصيات عامة ايضا، حاخامون ونواب من اليمين، حين يدور الحديث عن مسائل تتعلق بمستقبل المستوطنات والمناطق. ولكن هذه الطريقة هي بالاساس تهديد واضح من الاصوليين، وفي الاسابيع الاخيرة بات متواترا على نحو خاص عقب امكانية أن يضطروا بهذا الشكل أو ذاك ان يتحدوا مع الشعب وان يقدموا نصيبهم في امن اسرائيل وحصانتها الاقتصادية. ايل يشاي وآريه درعي يتنقلان من ميكروفون الى آخر وعلى لسانيهما دوما الاعلان: يجب الحفاظ على وحدة الشعب ومنع الحرب الاهلية.

وهما لا يتصوران حتى ان وحدة الشعب ليست في اتجاه واحد: فقط اذا نفذنا نحن مطالبهم سيمكننا أن نقول عن أننا جميعنا اخوان. واذا لم نوافق – فليحفظنا الرب ويحمينا المعلم. صحيح حتى الان هذا نجح لهم. فقد تحدثوا عن وحدة الشعب، حذروا من تحطيمها، و90 في المائة من السكان على الفور خضعوا واستسلموا. فنحن اناس اخوة. وكلما تحدثوا أكثر عن الوحدة، شعر المزيد من الناس بان ليس لهم اخوات وبالاساس ليس لهم اخوة، واذا كانت وحدة الشعب معناها ان قسما صغيرا منه يجلس على ظهر وكتف الكثيرين يرضع من ثديهم ويرفض المشاركة في الاعباء الوطنية – فانه لا تكون وحدة ولا يكون شعب. توجد جماعتان، واحدة قوية ومحقة واخرى ضعيفة وطفيلية، وبشكل دائم وغريب المجموعة القوية تخسر دوما للضعيفة.

هذا اوضع انتهى اغلب الظن، وهذه هي النعمة الاكبر التي جلبها ايضا جميعا يئير لبيد والـ 19 مقعد له، الا اذا قرر نتنياهو السير ضد ارادة الجمهور. ان المطلب الذي لا هوادة فيه في التنظيم بالقانون لموضوع المساواة في العبء، حسب مطلب يوجد مستقبل وفي هذه اللحظة البيت اليهودي ايضا، هو اكثر بكثير من المساواة. فهو مطلب لوقف الاستغلال والانعزال لمجموعة هامشية في المجتمع الاسرائيلي، استمدت قوتها حتى الان من كونها لسان الميزان في تشكيلة الحكومة، كل حكومة.

مليارات عديدة من الشواكل دفعناها جميعنا كي يتمكن بنيامين نتنياهو من الحفاظ على الحلف مع شاس ويهدوت هتوراة. أموال الجمهور التي وصلت من الدفعات المجنونة للضرائب ممن يدفعون حقا ذهبت، وربما ستذهب ايضا، كي تخلق هدوء نفس لرئيس الوزراء الذي قال له الجمهور بعمومه انه غير مرغوب فيه الا اذا غير انماط سلوكه. ولكنه فزع اكثر، ويوجد تقديرات عديدة بان هذا الرجل كان يريد أن يرى لبيد في الخارج ومبعوثي الحاخام عوفاديا يوسيف في الداخل. لمزيد من الامان ودرء لكل مشكلة قد تقع.

اذا كان هذا هو ما سيحصل بالفعل، فان نتنياهو سيخون كل ما اراده جمهور المقترعين. فعلى الاقل 12 من أصل 31 مقعدا تلقاها تتشكل من مصوتي اسرائيل بيتنا، معظمهم علمانيون تماما، وعدهم افيغدور ليبرمان بالمساواة في العبء، بعقد الزوجية، بتسهيلات في التهويد وغيرها. ولا يوجد اي ريب في أنه اذا ما اجري في هذه اللحظة استفتاء شعبي في مسألة اذا كان الجمهور يفضل لبيد ام ايلي يشاي في الائتلاف، فان أغلبية هائلة ستفضل لبيد. 19 مقعدا لـيوجد مستقبل بثت روح أمل في مئات الالاف، ممن ملوا الخضوع المسبق لشاس. ليس لنتنياهو الحق في تجاهل ذلك.