خبر الإخفاء قد يضر- إسرائيل اليوم

الساعة 09:11 ص|14 فبراير 2013

 

بقلم: يوآف ليمور

من الصحيح الى أمس وبرغم الأنباء المنشورة الكثيرة في البلاد وفي العالم أن الخفي كثير في قضية "عميل الموساد" بن زغيير – ألون. وسيمر زمان الى ان يُكشف عن تفصيلات اخرى (أو لا يُكشف)، والى ان نعلم هل أحدث النشر ضررا حقا أم لا، لكن أصبح من الممكن الآن ان نستنتج عددا من الاستنتاجات المركزية.

حرب الظلال: تُجري المنظمات الاستخبارية بطبيعتها حروبا استخبارية سرية. وهي لذلك تستعمل مواطنين اجانب وجوازات اجنبية وطرقا ما كانت لتمر من مصفاة حنة بابلي. وفي هذا العالم فان كل خلل ليس من الممكن ان يؤدي فقط الى تعقيد دبلوماسي ويشمل ذلك حالات حدثت في الماضي ونسبتها مصادر اجنبية الى الموساد، بل الى خطر مباشر على المنفذين وحياة الناس. ولهذا يكون النضال من اجل السرية حتى لو كان متأخرا، بشرط ان تكون الجهات ذات الصلة في الحكومة والكنيست تراقب وتحقق وتتحقق من التنفيذ.

اخفاء ناس: لا يبدو هذا حسنا ولا يُسمع كذلك، لكن ناسا يختفون في هذه القضايا. لا بالمعنى الذي كان سائدا في أيام حكم العصابة العسكرية في الارجنتين بل بالمعنى الغربي فهم يُعتقلون ويُحاكمون ويُسجنون بصورة سرية. ويحدث هذا في عدد قليل جدا من الحالات – لا في اسرائيل فقط – حينما يكون خطر الكشف عن الشخص ونشر الاعمال المنسوبة اليه شديدا بصورة مميزة وقد يُحدث ضررا لا يمكن اصلاحه.

الاعتقال السري: ليس السؤال هل علمنا لكن هل علم من كان يجب ان يعلم؛ وليس السؤال هل خفي علينا زغيير – ألون لكن هل اختفى من العالم. وجواب ذلك لا. من المنطق ان الموساد الذي استعمله بحسب مصادر اجنبية قد علم، وان "الشباك" الذي حقق معه قد علم وان عائلته قد علمت وان المحامين الذين مثلوه، ووجد عدد منهم، قد علموا، وان المحاكم التي أجازت وأطالت مدة اعتقاله قد علمت، وتبين انه حتى حكومة استراليا قد علمت. وهذا في الظاهر يكفي.

الاخفاقات: اذا كان زغيير – ألون عميل موساد حقا فانه يجب التحقيق في انه كيف جُند انسان كهذا وكيف بلغ الى وضع اقتضى في نهاية اعتقاله شبهات شديدة بهذا القدر. ويُحتاج الى تحقيق موازي لمصلحة السجون للكشف عن انه كيف انتحر المعتقل الذي يخضع لأشد حراسة في الزنزانة التي تخضع لأشد حراسة تحت أعين السجانين المفتوحة. ويمكن ان يكون هذان التحقيقان داخليين، لكن يُحتاج الى رقابة خارجية، برلمانية – قضائية، للتحقق من أنها كانت شاملة موضوعية واستُخلصت منها الدروس المطلوبة.

أوامر حظر نشر: يوجد من جهة مبدئية الكثير جدا من الأوامر التي تصدر في سهولة كبيرة جدا، لكن من المؤكد أنه من غير المناسب الانقضاض على المحاكم لأنه لا شك في انه يوجد هنا "تيقن كبير من إضرار حقيقي بأمن الدولة"، يقتضي السرية لمنع ضرر محتمل. بيد ان هذا التعادل يتغير منذ اللحظة التي نشرت فيها المعلومة في العالم كما حدث أول أمس؛ وفي العصر التكنولوجي الحالي يصعب الحفاظ على المعلومات، ومجرد محاولة إخفائها قد يجعل الاضرار أكبر. وبعبارة بسيطة نقول لا أمل في أن ما لم ينجح قبل ثلاثين سنة مع مردخاي فعنونو وقبل عشرين سنة مع فيكتور اوستروفسكي أن ينجح في 2013 مع بن زغيير – ألون.