خبر رفح: مصر تواصل إغراق « الأنفاق » بمياه الصرف الصحي لإغلاقها

الساعة 07:11 ص|14 فبراير 2013

رفح

أكدت مصادر أمنية مصرية، أن الأمن المصري أغلق العديد من الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة من خلال ضخ مياه الصرف الصحي فيها، في حين أغلقت الحكومة الفلسطينية بغزة، أنفاقاً أخرى بسبب عدم أهليتها أو سوء استعمالها في التهريب.

وأكد مصدر أمني مصري في سيناء لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه أن الجانب المصري "يضخ منذ أيام مياه الصرف الصحي في الأنفاق لوقف العمل فيها".

وبدأت مصر بإغلاق الأنفاق في رمضان الماضي لأسباب أمنية، بعد مقتل عدد من جنودها في هجوم في سيناء.

ورأى مراسلو رويترز أحد الأنفاق التي تستخدم في نقل الإسمنت ممتلئاً بالمياه يوم الأحد الماضي ما دفع العمال للخروج حفاظاً على سلامتهم، فيما قال سكان محليون أن نفقين آخرين أغرقا بالمياه كذلك وأن المصريين ضخوا المياه عن عمد.

وقال أبو غسان وهو رئيس عمال يشرف على 30 عاملاً في أحد الأنفاق الذي يمتد نحو 200 متر من سياج الحدود: المصريون فتحوا المياه على الأنفاق ليغرقوها.

وقال مسؤول أمني مصري في سيناء لرويترز إن الحملة بدأت قبل خمسة أيام.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: إننا نستخدم المياه لإغلاق الأنفاق عن طريق رفع المياه من أحد الآبار، كما تم تدمير عشرات الانفاق منذ آب الماضي في اعقاب مقتل 16 جنديا مصريا في هجوم شنه مسلحون قرب الحدود مع غزة.

وأكد مسؤول من حماس أن مصر تستهدف الانفاق مجدداً، ولم يورد مزيداً من التفاصيل ورفض التكهن بتوقيت الحملة التي بدأت بينما كان قادة الفصائل الفلسطينية يجتمعون في القاهرة في محاولة لرأب الانقسامات الكبيرة بينهم.

وقالت حماس يوم الاثنين الماضي أن المحادثات التي توسطت فيها مصر والتي تهدف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وحل الخلافات بين الساسة في غزة وفي الضفة الغربية المحتلة لم تسر بشكل جيد لكنها لم تفشل.

ويخشى أصحاب الانفاق من أن تؤدي المياه التي تم ضخها الى انهيار الممرات ما قد يكون له عواقب كارثية.

وقال أحمد الشاعر احد العاملين في الانفاق والذي قتل قريب له قبل عام بسبب انهيار داخل نفق :المياه قد تسبب شقوقاً في الجدار وقد تؤدي إلى انهيار النفق، وذلك قد يتسبب في سقوط قتلى.

وقال صبحي رضوان رئيس بلدية رفح في ندوة نظمتها الهيئة المستقلة لحقوق الانسان بغزة حول موضوع الأنفاق الثلاثاء أن "من التحديات التي تواجه العمل بالأنفاق قيام الجانب المصري بضخ مياه الصرف الصحي في الانفاق".

وقال أبو سمير وهو صاحب نفق للبضائع غرب رفح "الأمن المصري يقوم بضخ مياه داخل النفق ما يؤدي لانهيارات داخله ثم يتم اغلاقه".

وأضاف "لجأنا للأنفاق لأنه لا يوجد عمل في غزة وماذا يمكن أن نفعل كي نعيش، الجانب المصري يغلق الانفاق وحماس ايضا تغلق من جانبها أي نفق تشك أنه يهرب أشياء ممنوعة".

وقدر ابو سمير الذي رفض الكشف عن اسمه كاملا والذي شارك في الندوة في مدينة غزة أن "اقل من مائتين وسبعين نفقا تعمل الان على الحدود بين مصر وقطاع غزة بعدما كان عددها اكثر من الف ومائتين نفق حتى نهاية عام 2010 حيث قامت الاجهزة التابعة للحكومة في غزة بإغلاق الكثير من الانفاق بسبب عدم صلاحيتها او استخدامها لتهريب مواد غير مسموح بها وتضر بالوطن والمواطن"، كالمواد المخدرة.

وقال الباحث في مركز الميزان لحقوق الانسان سمير زقوت لفرانس برس انه منذ 2006، "توفي أكثر من 236 شخصا في حوادث مختلفة بالأنفاق وبينهم عشرون استشهدوا في قصف اسرائيلي، واصيب حوالي 600 اخرين".