بعد تدهور حالتهم الصحية ..

خبر محللون: تبعات استشهاد أحد الأسرى المضربين تجعل التهدئة في « خبر كانَ »..

الساعة 05:03 م|12 فبراير 2013

غزة (تقرير خاص)

أكد محللون سياسيون ومتابعون للشأن الفلسطيني – الإسرائيلي أن تبعات تردي أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال خاصة المضربين عن الطعام خطيرة و عواقبه "كارثية" على الكيان.

وتوقع المحللون في ظل استمرار إدارة السجون الإسرائيلية في انعدامية التعاطي والاستجابة لمطالب واشتراطات الأسرى المضربين عن الطعام وتدهور حالتهم الصحية واحتمالية استشهاد احدهم أو إصابته بإعاقة نتيجة الإضراب المتواصل عن الطعام، انفجار الأوضاع بعموم الأراضي الفلسطينية، وان تصبح التهدئة "في خبر كان".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، رفع حالة الاستعداد في ظل احتمالات تصعيد كبير، حال استشهاد الأسير الفلسطيني سامر العيساوي، المضرب عن الطعام منذ 204 يوم.

ويسود توتر في منطقة الجنوب بفلسطين المحتلة، فيما تحلق عشرات طائرات الاستطلاع في سماء قطاع غزة؛ وجميعه تحسباً لردود فعل عقب انتهاء المسألة "استشهاد الأسير".

وكانت شقيقة الأسير سامر العيساوي المحامية شيرين أفادت أمس الاثنين أن  الصليب الأحمر ابلغهم باتصال هاتفي بخطورة وتردي الوضع الصحي للأسير سامر واحتمالية استشهاده.

  

تهديدات المقاومة "صادقة"

المحلل السياسي حسن عبدو أوضح أن الانتهاكات الإسرائيلية المتزايدة بحق الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي وعدم استجابة إدارتها لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام يمهد للدخول في مواجهة جديدة تؤثر سلباً على الكيان و"لا تحمد عقباها عليه".

ويرى عبدو أن التهديدات التي أطلقها رجالات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها "سرايا القدس" صادقة وواقعية، وستنفذ في حال استشهاد أي أسير فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية أو إصابته بضرر يهدد حياته.

وقال في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم":"المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أستشهد أسير، أو أصيب إصابة بالغة نتيجة إضرابه وتعطل أجهزة جسده، وستكون في حلٍ من التهدئة وشروطها، وسترد بالشكل الذي تراه مناسب بحجم الجريمة وحجم الانتهاك".

وأضاف عبدو :"المواجهة في حال نشبت من استشهاد أسير فلسطيني بسجون الاحتلال ستكون شرارة الانتفاضة الثالثة والتي لن يتحملها الكيان، وستلاحقه في كافة المناطق بدأ من غزة والضفة والأراضي المحتلة وليس انتهاء بالمنطقة العربية والدولية ككل".

وكانت حركة الجهاد الإسلامي، حذرت الاحتلال (الإسرائيلي) من استشهاد أي أسير فلسطيني مضرب عن الطعام في سجون الاحتلال.

وقال خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد:"الاحتلال سيتحمل التبعات والنتائج السلبية، في حال تعرض أي أسير فلسطيني للأذى، أو استشهد بسبب إضرابه المتواصل عن الطعام ".

ورجح المحلل عبدو أن تكون ردة فعل المقاومة الأولية في حال تعرض الأسرى المضربين عن الطعام للخطر أو الاستشهاد قصفها للبلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع بعشرات الصورايخ المطورة والتي تصل 40 كيلو متر، وفي حال رد الكيان الإسرائيلي على القطاع واستهداف قيادات المقاومة وعمق القطاع ستجبر المقاومة عن الدفاع وقصف بلدات إسرائيلية أكثر إيلاماً للعدو كاستهداف القدس المحتلة وتل الربيع (تل أبيب).

 وأشار أن المواجهة في حال نشوبها ستكون الغلبة فيها للمقاومة الفلسطينية ولصالح الأسرى بالسجون الإسرائيلية قائلاً :"المقاومة الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني ليس لديهم ما يخسرونه، لذلك سيستبسلون في ردة الفعل "المنظمة" التي ستكون الحجر الأول في إنهاء معاناة الأسرى الآخرين".

ولفت عبدو أن الأوضاع في السجون الإسرائيلية على شفير الانهيار وقد تنفجر في أية لحظة، مناشداً الهيئات المحلية والدولية الحقوقية والأحزاب الفلسطينية والجهات العربية خاصة مصر الراعية لاتفاق التهدئة واتفاق وفاء الأحرار بالوقوف عند مسؤولياتهم تجاه الأسرى والعمل الجاد لإسنادهم.

 

المقاومة توجه رسائلها

واتفق المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي هاني حبيب مع ما توقعه وقاله عبدو حول انفجار الأوضاع في المنطقة بظل الانتهاكات الاسرائيلية المتزايدة، وفي حالة استشهاد احد الأسرى المضربين عن الطعام.

وقال حبيب: "الفصائل الفلسطينية وأجنحتها العسكرية جدية بتصريحاتها وتهديداتها التي أطلقتها والتهدئة في مهب الرياح في ظل عدم استجابة إدارة السجون لمطالب الأسرى والضرب بإشترطاتهم بعرض الحائط ".

وأوضح المحلل حبيب في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم" أن المقاومة أرادت من خلال تلك التهديدات توجيه رسائل عدة إلى الجهات الدولية والإقليمية والعربية، مشيراً أن التهديدات بمثابة الإنذار الأخير أمام تحرك تلك الجهات وإنقاذ تأزم الموقف بين التهديدات التي تطلقها المقاومة واستمرار الإضراب عن الطعام في السجون وعدم استجابة الكيان لمطالب الأسرى.

وشدد حبيب على أن الكيان الإسرائيلي يعي ما تقوله المقاومة وصدق كلمتها ويخشى المواجهة مع المقاومة بالقطاع نظراً للخسارة الفادحة التي منيَ بها بالمعركة الأخيرة، مؤكداً أن ما يجعل الكيان يستمر في مسلسل الانتهاكات تجاه الأسرى وعدم الاستجابة لمطالب المضربين واعتقاده أنه خارج التهديد وما يطمئنه هو مجموعة من الخيارات منها اتفاق التهدئة الذي بينه وبين المقاومة الفلسطينية برعاية مصرية وإمكانية ثنيْ الأسرى عن إضرابهم.

ووجه حبيب نداءه إلى رجالات المقاومة الفلسطينية بضرورة امتصاص صدمة استشهاد أحد الأسرى وعدم الانجرار وراء ردة الفعل المتسارعة والغير محسوبة والغير منظمة، داعياً إياهم بالوقت ذاته لتشكيل غرفة تنسيق من جميع فصائل المقاومة لقراءة المرحلة التي تفرض عليهم بروية وسياسة متزنة وحكيمة محنكة تؤلم العمق والقلب الإسرائيلي.