خبر لبيد، الشيشة والكذب -هآرتس

الساعة 09:45 ص|12 فبراير 2013

بقلم: أسرة التحرير

        في المقابلات التي منحها قبل الانتخابات سئل رئيس حزب يوجد مستقبل، يئير لبيد، اذا كان دخن كنابيس في أي وقت من الاوقات. فأجاب لبيد انه لم يدخن أبدا وانه "ضد". أما أول أمس فقد كشف اوري مسغاف في مدونته "مسغاف للشعب" بان لبيد كذب. وجلب شهادات من معارفه قالوا انهم دخنوا الميرجوانه معه قبل نحو عشرين سنة. أما لبيد فرفض التعقيب.

        ان مصداقية زعيم الحزب الثاني في حجمه للكنيست، المرشح لوزارة المالية أو الخارجية في الحكومة القادمة ومن يروج لـ "السياسة الجديدة"، تعرضت لضربة. ولكن القصة تثير مسألة أكثر مبدئية: لماذا على الاطلاق نفى لبيد الادعاء وعرض نفسه لخطر الانكشاف علنا؟ لماذا في 2013 لا يمكن لسياسي اسرائيلي أن يقول انه دخن الميرجوانه في شبابه، كف عن ذلك منذ زمن بعيد، وهو اليوم يعتقد ان هذه فكرة سيئة؟

        تدخين الكنابيس ليس قانونيا في اسرائيل، مثلما في معظم دول العالم، ولكن توجد قلة من القوانين التي تخترق علنا مثل منع تدخين الميرجوانه والحشيش. ويعتبر تعاطيها شرعيا في أوساط شرائح واسعة بين الجمهور، ومقبول ليس فقط في الغرف المغلقة، بل وعلى الملأ. رائحة الشيشة في البارات في تل أبيب تذكر بمحلات "الكوفي شوب" في امستردام. وحتى في الجيش الاسرائيلي وفي أجهزة الامن لم يعودوا يستبعدون تصنيفا أمنيا عمن اعترفوا بالتدخين، اذا ما وعدوا بالتوقف. فاذا ما رفضوا كل من دخن، سيجدون صعوبة في ملء الشواغر الحساسة.

        بقي الغراس محظورا فقط في الساحة السياسية، التي تتميز بالازدواجية الاخلاقية بالنسبة للمخدرات بشكل عام وللكنابيس بشكل خاص. النقاش في منح الشرعية لذلك والذي يجري في كل الدول الغربية يعتبر هنا ترهات وليس موضوعا للسياسيين الذين يحترمون أنفسهم. لبيد لم يخترع الكذبة المتفق عليها بل انضم الى الموضة فقط، وخسارة. لو أنه تحدث بصدق عن تجربته، لكان أثرى النقاش وأظهر بان انضمامه الى السياسة أحدث تغييرا في موضوع ليس محملا بالمصائر ولكنه يشغل بال جمهور الناخبين بقدر لا يقل عن تجنيد الاصوليين. ولا يتبقى الان الا ان نرى من سيكون السياسي الجديد الذي سيمزق اللثام فيقول: "دخنت واستمتعت، فهل يطيب لكم الحديث في ذلك؟"