خبر في حلبة الملاكمة -هآرتس

الساعة 09:42 ص|12 فبراير 2013

بقلم: سافي رخلفسكي

        (المضمون: يستطيع لبيد بالاتحاد مع لفني وموفاز ان ينشيء كتلة تعادل في قوتها وعددها كتلة اليمين برئاسة نتنياهو - المصدر).

        بقيت حقيقة واحدة في الظل، وقد تكون حاسمة وربما ما زالت الرجعة عنها موجودة. وسيحكم الجمهور في ذلك. في أواخر يوم الانتخابات – قبل ان تُنشر العينات في التلفاز، لكن بعد ان تسرب أمر التعادل بين الكتلتين – نُقل الى يئير لبيد اقتراح جدي. تم الحديث فيه عن الاتحاد مع كتلتي تسيبي لفني وشاؤول موفاز. وقد أرادت لفني وموفاز ذلك لكن لبيد حتى لم يزن الأمر.

        انتهت انتخابات 1984 الى نتيجة متقاربة. وقد أُحرز التعادل في واقع الامر باتفاقات – قبل الاتجاه الى الرئيس – بين شمعون بيرس وعيزر وايزمن ومن جاءوا من اليمين، وبفضل الاتفاقات أصبح بيرس رئيس الوزراء. وبفضلها تم وقف تضخم مالي بلغ 400 في المائة، وبدأ الجيش الاسرائيلي الخروج من لبنان. إن هذا هو عمل مندوب جمهور وهو ان يستعمل القوة من اجل جمهوره.

        إن لبيد يحب الملاكمة. وفي ذات مرة برز لمعركة تخصصية وجاء غير مستعد، فسحقه خصمه الذي سُمي تايسون. ولم ينجح لبيد في ان يضرب ولكنه حاول. وقد اعتاد محمد علي معبود لبيد أن يقول "أنا وسيم". لكنه في حلبة الملاكمة لم يحافظ على وسامته بل اهتم بالفوز.

        في حلبة السياسة من يحاول ان يحافظ على حسن صورته للمرة التالية لا يحظى بـ "المرة التالية". فنرجسية الصورة تضر بمرسليه. والزعيم ليس انسانا فردا بل هو مندوب جمهور. فيما تلا من الولاية المذكورة آنفا اهتم بيرس لحُسن صورته باعتباره "ثقة"، ولهذا وفا بالتناوب مع اسحق شمير. وأثبت بذلك انه ليس ثقة لأنه لم يحافظ حتى على نفسه. ومن اجل الصورة ضحى بجمهوره وباتفاق لندن مع الحسين. وحافظت لفني ايضا على حُسن صورتها حينما لم تدفع الى شاس ولم تنشيء "كتلة" مع "العرب". ودفع جمهورها ثمن عدم السعي الى السلام.

        لم يمنح الجمهور بنيامين نتنياهو فوزا بل بالعكس. فقد منح المصوتون لغير اليمين أكثرية 11 ألف صوت في الاحزاب التي تجاوزت نسبة الحسم. أما تلك التي لم تتجاوزها فان الأكثرية المعارضة لنتنياهو بلغت 60 ألف انسان. وهذه الأرقام تدعو الى الاصغاء للشعب. زادت نسبة التصويت 3 في المائة. ويبدو هذا قليلا لكن الحديث عن 173 ألف صوت، أي 6 نواب. وهذه زيادة بنسبة 5 في المائة قياسا بالمصوتين بالفعل – لا بعدد الناخبين. فهي زيادة غير متجانسة. وزادت نسبة العرب في المتوسط ولم يغير المتدينون نسبهم وارتفع الوسط – اليسار ارتفاعا حادا بنسبة 8 نواب وفي المقابل بقي نائبان ليكوديان في البيت. هذه هي القصة. وبفضلها ازداد غير اليمين 5 نواب بالضبط.

        إن زعم ان لبيد حصل على نواب كثيرين من مصوتي الليكود في 2009 افتراء. لأن غير اليمين لو حصل على هؤلاء النواب لبلغ الى 65 نائبا. إن لبيد ولفني وموفاز قد شربوا كديما ببساطة. وكذلك جاء المصوتون الذين احتاروا بين بينيت ولبيد من كديما، فقد سمعوا من الليكود ان حاخامي بينيت متطرفون فظلوا في "الكتلة" مع لبيد. ولهذا فان ايصاء لبيد بنتنياهو فاضح ومناقض للنتائج. فلو أن لبيد قبل اقتراح لفني وموفاز وتغلب على نفوره منها وعدم تقديره للآخر، وعلى شهوته ان يلعب وحده، وتخلى عن الخطة التي جاء بها من بيته ليبدأها بسلطة نتنياهو – لأصبح رئيسا لكتلة فيها 27 نائبا مع 59 مؤيدا.

        ويقوم في الطرف الثاني من الحلبة خداع 61 نائبا مزدوج. وهو خداع لأن نتنياهو في مواجهة ايران وامريكا لا يستطيع ان ينشيء حكومة 61 نائبا تتعلق بصورة يومية بدوف ليئور وموشيه فايغلين. وهو خداع ثان لأن الحريديين لم يريدوا ان يوصوا بنتنياهو الذي سيبيعهم للتجنيد. إن نسب التصويت التي أفضت الى تعادل في الانتخابات حطمت الثلاثي المستوطنين والحريديين واليمين وجعلته غير قابل للتحقق حينما بيّنت ان "الشعب" يريد واحدا آخر – واستدعت ضغطا خارجيا وداخليا يعدِل بنتنياهو الى اتجاه معضلة واي التي أسقطته.

        إن لبيد قادر على الاهتمام بمصوتيه. وبحسب خبرته بحلبة القوة كان يستطيع ان يحرز مع لفني وموفاز سلطة كاملة أو تداولا للسلطة أو سلطة أكثر اتساعا مع حقيبتي الخارجية والامن والسيطرة على السياسة الداخلية. لكن لبيد اختار عوض ذلك اعلان هزيمة أعده مسبقا يوصي بنتنياهو مخالفا مصوتيه. وهكذا سمح بسرقة موفاز ولفني.

        ربما ما زال اجراء لبيد، لفني وموفاز ممكنا، فالحكومة لم تنشأ بعد ولم تأت السنين القريبة بعد ولم تقع الضربة القاضية بعد.