خبر قريبا بغزة..الزراعة بدون تربة !

الساعة 07:44 ص|12 فبراير 2013

غزة

كشف مدير عام وقاية النبات والحجر الزراعي بوزارة الزراعة محمد بخيت عن بدء وزارته استخدام الزراعة المائية أو ما يعرف بالزراعة في تربة معزولة هذه الطريقة بشكل تجريبي في قطاع غزة.

وبين بخيت أن هذه الطريقة تعتمد على انشاء أحواض بعرض 90 سم تستوعب 4 أسطر من نبات الخس أو الفراولة، وتكون بطول الدفيئة (30 – 33 متر)، معزولة عن أرض الدفيئة بقطعة من البلاستيك، وتعبأ بتربة رملية أو أي من البيئات الخاملة.

وأضاف "يتم مد شبكة ري بالتنقيط، ويكون مجموعة خزانات يتم تخزين السماد ومضخة ماء لضخ السماد على جميع الزرع"، موضحاً أنه بعد أخذ حاجته من المحلول المغذي يتم تجميعه في قاع التربة متجه نحو تسريب مركزي لجمع كل الصرف، ومن ثم فحص البي اتش ومعادلته لاستخدامه مرة أخرى.

ولفت إلى أن المحلول المغذي هو الذي يحتوى على جميع العناصر الغذائية الضرورية لتغذية النبات وإمداده بالماء طيلة فترة حياته، مشيراً إلى أن هذا النمط هو مستقبل الزراعة بفلسطين نظراً لضيق المساحة والتعدي العمراني على الأراضي الزراعية وتجزئة الأراضي والحيازة الملكية للأراضي إضافة إلى شح المياه وملوحتها.

عائد .. وفوائد

وقال "من فوائد الزراعة المائية والزراعة بالتربة المعزولة استخدام المياه المالحة حتى 3000 جزء في المليون، وهذه المياه لا يمكن استخدامها في الزراعة التقليدية كما توفر من 20 إلى 50 % من مياه الري  والاستخدام الأمثل للعناصر السماديه, و لا يحتاج إلى عمليات الخدمة التقليدية".

وأضاف "تساعدنا هذه الزراعة على الهروب من  الأمراض التي تصيب النباتات لا سيما في منطقة الجذور , كما أن عملية تعقيم التربة تكون سهله لان حجم التربة المستخدمة يكون محدود وبالتالي يمكن تعقيمها بالتعقيم الشمس أو باستخدام البخار".

وأوضح بخيت إلى أن استخدام هذا النمط, يضاعف من المنتج ليصل من 4 إلى 10 أضعاف  بمعنى أن دونم البطاطا يكون الإنتاج في الزراعة التقليدية حوالي 4 طن ليصل إلى 10 طن  من الدونم عند زراعته في البيئات المعزولة".

ولفت إلى أن الطماطم يمكن الحصول على 10 طن في الزراعة التقليدية بينما يمكن الحصول على 40 طن في حالة الزراعة في البيئات المعزولة .

وأشار بخيت إلى أن ذلك يعطيني جودة في الثمار وقابليته للتخزين والتصدير إلى جانب المردود المالي ، مضيفًا "عندما أقوم بزراعة النبات أقوم بزراعته في مواسير معلقه حتى تصل إلى سقف الدفيئة فبدلا من زراعة سطر واحد بامكانى زراعة 10 اسطر متعاقبة من سطح الأرض حتى سقف الدفيئة (الحمام الزراعي)".

عيوب النمط

وحول عيوب هذا النمط، بين أن ذلك يتمثل في عمليه ضخ المحلول المغذى والتي تكون باستخدام التيار الكهربائي المستمر، مضيفًا "يمكن التغلب عليها باستخدام مضخات من الديزل أو البنزين أو استغلال التكنولوجيا الحديثة كطاقة الرياح أو الطاقة الشمسية في دفع المحلول".

وأوضح أن تكلفته عند التأسيس تكون عاليه جدا لكن إذا نظرنا إلى المردود المالي  العائد من غزارة الإنتاج يكون بسيط  لان مثل هذه الأنماط تكون ذات عمر افتراضي طويل فالبيئة المستخدمة تعمر من 10 إلى 15 عام فبعد كل زراعة نأخذها ونعقمها ونعيد استخدامها من جديد.

وأكد بخيت على ضرورة أن لا تزيد درجه الحرارة للمحلول المغذى عن 25 درجة مئوية لأنه سيؤدى إلى ظهور بعض الاعفان الفطرية والتي تسبب شلل النبات وتسبب خسارة , لذلك لابد من تعقيم المحلول بالمواد المعقه للقضاء على هذه الفطريات حتى لا يسمح بظهورها.

وأكد على ضرورة تعديل الرقم الهيدروجيني عند حد معين من 6 إلى 6 ونصف فلو قل عن 6 يميل المحلول إلى الطابع الحامضي مما يؤدى إلى تلف الجذور ولو ذاد عن 7 فيؤدى إلى تحول المحلول إلى القلوية وبالتالي يؤدى إلى تثبيط بعض المواد الغذائية ولا يسمح بامتصاصها.

وأكد بخيت على حاجة المزارع إلى بعض التدريب على إدارة المزرعة باستخدام المحاليل المغذية فالأمر بسيط، متابعًا "يمكن إنشاء المزرعة عبارة عن مجموعه من القوارير التي يوجد بها إحدى البيئات الخاملة في تعبئة هذه الجرادل حيث نأتي بسماد مركب يحتوى على جميع العناصر الكبرى والصغرى".

واستطرد "نأخذ منه 1 جرام من السماد المركب ونضعه على لتر من الماء ونروى به مما يؤدى إلى الحصول على نتائج مذهله في الاستخدام المنزلي (السماد المركب 20 بوتاسيوم , 20 فوسفور , 20 نيتروجين) نخلطها في لتر من الماء ونروى بها".

وحدة تدريبية

وأشار إلى أنه يمكن زراعة العديد من المحاصيل لاسيما الخضروات الطماطم الفلفل الخس الفراولة القرنفل كل الخضار يسهل زراعتها كما يمكن استخدام أوعيه اكبر لزراعة الأشجار كالبراميل، مؤكدًا على وجود وحدة تدريبية في خانيونس بزراعة دونم من الفراولة والفلفل وقد سجلت نجاحات عاليه في تطبيق هذه الطريقة.

وأوضح بخيت أن الزراعة المائية لإنتاج الأعلاف طبق في الوزارة وبدا ينتشر بين مربي الأبقار والماشية حيث يتم استنبات الشعير في فترة قياسية 7 أيام باستخدام الماء فقط مع توافر  الرطوبة والحرارة والإضاءة مما يعطيني إنتاج عالي جدا فكل كيلو من المادة الصلبة "الشعير" ينتج 7 كيلو مادة خضراء تستخدم لإنتاج الأعلاف ومستمرة طول العام وغير مرتبط بموسم ,

يذكر أن وزارة الزراعة تقوم بتوجيه المزارعين لاستخدام هذه الطريقة باصطحابهم إلى مزارع يطبق بها هذا النمط من الزراعة، داعيا مؤسسات المجتمع المدني لدعم هذا النمط من الزراعة وتشجيع المزارعين لاستخدامه.