خبر خطوة مفخخة -هآرتس

الساعة 09:09 ص|11 فبراير 2013

خطوة مفخخة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

مطلوب قدر لا بأس به من الوقاحة من جانب وزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان كي يقرر بان تبقى حقيبة الخارجية في الحكومة التالية في يد اسرائيل بيتنا والا تنتقل الى يوجد مستقبل. في ضوء الفشل الظاهر لليبرمان كوزير خارجية ونائبه داني ايالون اللذين دهورا الى الهوة مكانة اسرائيل في العالم كان يمكن للمرء أن يتوقع القليل من الخجل.

        ولئن كان يمكن لنا أن نعزو السيطرة المسبقة لليبرمان على وزارة الخارجية الى طبيعة ادارة المفاوضات الائتلافية، فليس هكذا اقواله القاطعة في مسألة المسيرة السلمية. فقد قضى ليبرمان في مقابلة مع برنامج "التقِ الصحافة" بالقطع بانه "لا يمكن الوصول الى سلام شامل مع الفلسطينيين". وبالنسبة له، فان علاقات اسرائيل والفلسطينيين يجب وصفها بانها "ادارة ازمة" وعلى الاكثر يمكن الامل في اتفاق مؤقت بعيد المدى. ليس هذا فكرا جديدا، يعرضه ليبرمان لاول مرة: هذا فكر رافق حكومة نتنياهو على مدى كل ولايتها وهو يهدد مستقبل دولة اسرائيل.

        دون اشعال إوار الجدال في مسألة وجود أو عدم وجود شريك فلسطيني مرة اخرى، فان موقف ليبرمان يفترض قبل كل شيء أن يوضح لشركاء الائتلاف أي حكومة من شأنهم أن يخدموا. أي معنى سيكون للموقف المتين من جانب يئير لبيد في اصراره على الشرط في عدم دخول حكومة لا ترغب في الشروع في المفاوضات؟ وما هي الجدوى من انضمام تسيبي لفني، رافعة العلم السياسي بشكل عام والمفاوضات مع الفلسطينيين بشكل خاص، اذا كان يتعين عليها أن تنسجم مع موقف ليبرمان القاطع؟

        لقد درجت احزاب الوسط واليسار على تعليل انضمامها الى حكومة يمينية في أنها يمكنها أن تكافح في سبيل مواقفها "من الداخل" او على الاقل ان تلطف حدة واقف اليمين. مثل هذا التعليل لا يمكنه أن يكون مقبولا الان بعد الرسالة الواضحة واللاذعة التي يطلقها ليبرمان. هؤلاء لا يمكنهم أن يدعوا بانهم لم يعرفوا أو لم يفهموا بانهم يدخلون الى مسيرة سياسية مفخخة. هؤلاء الشركاء المستقبليون ملزمون بالتصرف بالحذر وبقدر شديد من الحزب كي يبرروا في نظر جمهور ناخبيهم انضمامهم الى الحكومة. فورقة التين ليست سياسة.