خبر لا لثلاث دول- هآرتس

الساعة 09:16 ص|10 فبراير 2013

 

بقلم: عنار شيلو

تشهد زيارة الرئيس براك اوباما المخطط لها لاسرائيل بتفاؤل ما عند الادارة الامريكية بعد الانتخابات هنا. وقالت وزيرة الخارجية التاركة عملها هيلاري كلينتون ان الشعب في اسرائيل يريد تغييرا داخليا وخارجيا، وهناك أمل الآن في الدفع قدما بمسيرة السلام. فهل هذا حق؟.

اجل فقد الليكود بيتنا الذي تميز بجمود سياسي ثلث قوته وهو شيء لم يتلقاه البيت الابيض بالصراخ والنحيب. هذا الى ان ميرتس، وهي الحزب الصهيوني الوحيد الذي رفع راية السلام والمساواة معا، قد ضاعف قوته.

ومع ذلك فان شهابي انتخابات 2013 هما يئير لبيد الذي يعارض تقسيم القدس ونفتالي بينيت الذي يعارض تقسيم البلاد. وإن هرب لبيد من كتلة الوسط – اليسار (التي تبين أنها وهْم) الى ذراعي بينيت يدق مسمارا في نعش السلام.

كان في مركز حملة لبيد الانتخابية تغيير داخلي لا خارجي، فقد وعد حزبه بأن يكون شاس الطبقة الوسطى. وإن حقيقة ان لبيد لا ينتمي ألبتة الى الطبقة الوسطى بل الى المئوية العليا تهكمية لكنها ليست شاذة. ففي الثورة البلشفية مثلا تحدث البرجوازيون باسم طبقة العمال.

لكن لبيد ليس لينين، وحتى لو كانت أمواج المد البحري العمياء للاحتجاج الاجتماعي قد حملته الى السلطة فانه لا يؤيد الاشتراكية الديمقراطية بل يؤيد الحفاظ على النظام الرأسمالي القائم. وهذا ما جعل نتنياهو ينقض عليه أولا: إن "جئنا لنغير" عند يوجد مستقبل تُخلد الوضع الراهن.

لكنه يوجد فرق في صعيد التصريح على الأقل، بين نتنياهو ولبيد: فقد دارت حملة يوجد مستقبل الانتخابية حول سؤال أين المال وكان الجواب ان المال عند الحريديين والمستوطنين ويجب ان يُنقل من جديد الى الطبقة الوسطى المنهارة.

أما نتنياهو في مقابل ذلك فهو خادم الحريديين والمستوطنين وهو يرأس نظام ثلاث دول وهي: دولة اسرائيل (المميزة تمييزا سيئا)، ودولة المستوطنين ودولة الحريديين (المفضلتان). ولكل واحدة من هذه الدول الثلاث منظومة قوانين خاصة بها.

في دولة المستوطنين انشأ قائد منطقة الوسط جامعة. وفي هذه الدولة تنشأ معاهد دينية جديدة بُكرة وعشيا، مع سلب اراض فلسطينية دون تخطيط وترخيص. ويُمطر السكان بأمطار خير مالية. وقد نُشر في الآونة الاخيرة أن السفر في حافلة من بئر السبع الى دولة المستوطنين أرخص من سفر أقصر لا يجتاز خط الحدود.

وفي دولة الحريديين تُباع الشقق بنصف المجان، ويحصل الشباب على مخصصات خاصة كي يدرسوا التوراة بدل العمل أو التجنيد في الجيش. ولا يكاد سكان دولة الحريديين يدفعون الضرائب، وتمدهم دولة اسرائيل التي لا يعترف كثير منهم بها بحاجاتهم الاقتصادية والامنية.

رعت حكومات اسرائيل هذه البنية المريضة بانشائها عدم مساواة آثماً. وكانت الرسالة الخفية هي ان التوراة والارض أفضل الى الشعب. ويجب ان يتوقف هذا الوضع ووسائل توقيفه اقتصادية قبل كل شيء. فاسرائيل لا تستطيع ان تبيح لنفسها ان تنفق على مؤسسات تربية لا تُدمج الدراسات الجوهرية وتعزز بذلك البطالة والفقر. إن تقليص النفقة على المعاهد الدينية سيعدل بالحريديين الى سوق العمل والجيش. وينبغي نقل المخصصات والخدمات ومنها زخم بناء رخيص وسكن في متناول اليد، من دولتي المستوطنين والحريديين الى دولة اسرائيل. وهذا ايضا مفتاح تحسين مكانتنا في العالم ومسيرة سلمية ما.

ليس ليوجد مستقبل مستقبل باعتباره حزب تجنيد الجميع. إن مهمته أوسع وهي ألا يسمح بوجود ثلاث دول هنا. إن حلف لبيد وبينيت يشهد بأن يوجد مستقبل يتبنى دولة المستوطنين ويخون وعوده للناخبين حتى قبل انشاء الائتلاف. وليست هذه سياسة جديدة.