خبر رزقة: العودة للمفاوضات مع الاحتلال تعرقل المصالحة

الساعة 07:32 م|09 فبراير 2013

وكالات

حذر الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء إسماعيل هنية السلطة ورئيسها محمود عباس من الاستجابة للضغوط الأمريكية، والعودة إلى المفاوضات مع الاحتلال (الإسرائيلي)، لاسيما في ظل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أراضي الـ(48)، ومناطق السلطة في رام الله في شهر آذار (مارس) المقبل.

وقال رزقة في تصريح صحفي: "إن زيارة أوباما إلى تل الربيع ورام الله التي سيتخللها لقاؤه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تحمل ضغطًا كبيرًا على السلطة؛ لأننا نتحدث عن دولة كبرى تقود العالم، وعن سلطة ضعيفة لا تملك أن تقول "لا" بشأن المفاوضات؛ لأنها سوف تخسر كثيرًا؛ لأن هناك مطالب للسلطة تتمثل في استعادة الدعم الأمريكي الذي أوقف مؤخرًا".

وأضاف: "سيكون مطلوبًا من السلطة أن تعود إلى المفاوضات، وأن تعطي فرصة لمشروع "التسوية"؛ لأن عدم العودة للمفاوضات تعني إضرارًا بالمصالح الأمريكية و(الإسرائيلية)".

وعن المطلوب فلسطينيًّا في حال تمت الزيارة قال: "إن عشرين سنة تكفي من المفاوضات، والشعب مل من هذه اللقاءات، وخسر كثيرًا في الميدان، سواء في القدس أم الضفة أم الاستيطان، والقضية الفلسطينية أصابها كثير من التميع والسيولة بين خيار المقاومة وخيار المفاوضات، ولابد من حسم الأمر، هناك خسارة كبيرة في حال العودة للمفاوضات، وهذا ما ترفضه الفصائل الفلسطينية كافة".

ورأى أن "العودة إلى المفاوضات ستضع عراقيل أمام المصالحة الفلسطينية؛ لأن الاشتراطات الأمريكية (الإسرائيلية) على المصالحة أن تعترف "حماس" بـ(إسرائيل)، وباتفاقية أوسلو، وأن توقف المقاومة"، مؤكدًا أن "موقف حركة "حماس" وفصائل المقاومة من المصالحة هو أن المصالحة ينبغي أن تكون على قاعدة المقاومة التي حققت نصرًا مهمًّا في المعركة الأخيرة، متوقعًا أن يطول عمر اللقاءات بين "فتح" و"حماس" بشأن موضوع المصالحة في ظل استمرار هذه الضغوط الأمريكية.

ووصف رزقة الزيارة على مستوى اللقاء مع رئيس السلطة بـ"حقنة مسكنة" لإطالة الوقت وإتاحة فرصة للعودة إلى المفاوضات، وإنزال السلطة الفلسطينية عن شجرة الاستيطان التي ركبت عليها برفضها العودة للمفاوضات.

وقال: "لا يوجد في جعبة أوباما أي جديد في قضية المفاوضات ممكن أن يطرحه على الجانب الفلسطيني ليمثل له إغراءً حقيقيًّا ليعود إلى المفاوضات".

وأشار رزقة إلى أن هذه الزيارة ترمي أيضًا إلى تعطيل الدور الأوروبي الذي يعتزم طرح مبادرة لاستعادة المفاوضات إلى الوجود مرة أخرى، منوهًا إلى أن "الأوروبيين كانوا يعدون لمبادرة بقيادة فرنسا وبريطانيا؛ لطرحها بعد تشكيل نتنياهو حكومته؛ لتجمع الأطراف على طاولة المفاوضات".

وأكد أهمية هذه الزيارة لاستعادة دفء العلاقات بين نتنياهو وأوباما، مشيرًا إلى أن هذا هو جوهر الزيارة، وليس الشق الفلسطيني، وقال: "أوباما يتأثر بالضغط اليهودي (الإسرائيلي) الموجود في أمريكا، ونتنياهو أيضًا يتأثر بالكلمات التي قالها أوباما قبل الانتخابات بأن نتنياهو جبان سياسيًّا، وقد أفقدته هذه الكلمة تأييدًا شعبيًّا قدر بـ(12) مقعدًا تراجع فيها "(ليكود) بيتنا" في هذه المعركة الانتخابية".

وأضاف: "المجتمع (الإسرائيلي) ينظر إلى العلاقات (الإسرائيلية) الأمريكية نظرة إستراتيجية، ولا يسمح لرئيس وزراء أن يدمر هذه العلاقة".