خبر عائلة أبو خديجة المقدسية.. صبر و صمود في جوار الأقصى

الساعة 11:19 ص|09 فبراير 2013

القدس المحتلة (خاص)

 

بكلمات ممزوجة بالحسرة و الحزن و بكثير من الصبر، يحاول المقدسي "عماد أبو خديجة" شرح معاناته التي تزيد عمرها عن عمر احتلال المسجد الأقصى الذي يسكن جارا له ... معاناه فصولها من اعتداءات للمستوطنين و ملاحقة من السلطات الاحتلال بضرائب و غرامات و تضيق على رزقه.

ويروي أبو خديجة في حديثه لفلسطين اليوم، كيف حاصر المستوطنين و سلطات الاحتلال منزله الواقع في باب السلسلة، و عزلوه عن محيطه المقدسي، بدواعي أمنية و كونه يشكل خطرا على أمن " المصلين" في حائط البرق "المبكى" لديهم.

معاناه عمرها عقود

يقول أبو خديجة، 50 عاما:" عائلتي لجأت في العام 1948 إلى مدينة القدس المحتلة بعد تهجيرها من اللد، و كان لنا الشرف الكبير بالسكن بالقرب من المسجد الأقصى المبارك حيث لا يبعد عن المنزل سوى 8 كيلو متر".

ومع احتلال الشق الشرقي من المدينة في العام 1967 و سيطرة سلطات الاحتلال على حائط البراق تغيير الحال، حيث يحاول المستوطنين كل الطرق تهجير العائلة من المنزل و السيطرة عليه".

يقول أبو خديجة:" معاناتنا كبيرة و ما يصبرنا على تحملها هو الحفاظ على المنزل المجاور للمسجد الأقصى، فأصوات المستوطنين لا تهدأ لا ليل و لا نهار، و أصوات المولدات الكهربائية التي تعمل طوال الوقت، و مضايقتنا المستمرة برشق المنزل بالحجارة و رش المزروعات بمواد سامة لقتلها".

ولا يستطيع الأبناء الدراسة في المنزل، بسبب الأصوات العالية التي يطلقها المستوطنين، فيلجؤوا لساحات الأقصى كملاذ لهم للسكينة و الهدوء.

الشرفة "البرندة" القفص

ويشرح أبو خديجة أن لمنزله "برندة" صغيرة تعتبر متنفس العائلة الوحيد، و لكن سلطات الاحتلال أجبرتهم على أغلاقها بشبك يشبه "قفص الدجاج" كما يقول، بحجة أنها تشكل خطرا أمنيا عليهم.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، ففي أوقات تكون العائلة متواجدة في البرندة، و رغم الشبك، يقوم المستوطنون برشهم بمياه المجاري و الكلور والغاز لمغادرتها و إغلاقها.

و مع كل زيارة لمسؤول صهيوني في الحكومة أو في الجماعات الاستيطانية شخصيات دينية لحائط البراق، حتى يتحول المنزل الصغير إلى ثكنه عسكرية، و يطرد كل أفراد العائلة الى ساحات المسجد الأقصى، حتى تنتهي الزيارة.

ملاحقة لمصدر رزقهم

ولا يتوقف الحال على معاناه العائلة في المنزل، ففي الدكان القريب، و الذي يشكل مصدر رزق العائلة حكاية صمود و معاناه أخرى، فالديون تتراكم على المحل حيث تطالب بلدية الاحتلال أبو خديجة بدفع أكثر من 250 ألف "شيكل" ضريبة عقارات "أرنونا" و 170 ألف "شيكل" ضريبة دخل، و40 ألف شيكل فواتير كهرباء.

يقول أبو خديجة:" أي سائح يتقدم للشراء من المحلات العربية يأتي المستوطنين و يمنعونه و يوجهونه للمحلات اليهودية، إلى جانب إعفائها بالكامل من الضرائب والأرنونا، و المساعدات الحكومية التي تدفع للتجار اليهود.

صمود مقابل الملايين

يشير أبو خديجة إلى قيام مجموعات استيطانية بعرض ملايين الدولارات على العائلة لبيع المنزل، و الدكان، و بيت في منطقة أخرى، و سيارة حديثة، إلا أن ملايينهم لا تساوي يوما بجانب المسجد الأقصى المبارك، كما يؤكد.

و يتابع:" و الله أني اخاف على المنزل أكثر من أبنائي، و لو خيروني بين أحدهم و الحفاظ على المنزل القريب من المسجد، لاخترته فنحن هنا نرابط في سبيل الله و الوطن و الدين، لن يفلح المستوطنين بإخلائنا بالرغم من كل الإجراءات و الاعتداءات التي يقوموا بها".