خبر « سي آي اي » تستخدم قاعدة سرية في السعودية تنفذ اغتيالات في اليمن

الساعة 02:21 م|07 فبراير 2013

وكالات

نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية اليوم الخميس تقريراً كتبه مراسلها لشؤون الشرق الاوسط ايان بلاك عن قاعدة سرية في المملكة العربية السعودية تعمل منها طائرات اميركية من دون طيار في الوقت الذي يطالب فيه اعضاء الكونغرس الاميركي ادارة الرئيس باراك اوباما بكشف الحقائق المتعلقة باستخدام هذه الطائرات في قتل قياديي تنظيم "القاعدة"، وبعضهم مواطنون اميركيون. وهنا نص التقرير:

 

"تستخدم وكالة الاستخبارات الاميركية (سي آي اي) سراً قاعدة جوية في المملكة العربية السعودية لتسيير حملتها المثيرة للجدل باستخدام طائرات من دون طيار لتنفيذ اغتيالات في اليمن المجاورة، وفقاً لتقارير في وسائل الاعلام الاميركية.

 

ولم ترد الحكومة او وسائل الاعلام السعودية على التقارير التي كشفت ان الطائرات من دون طيار التي قتلت رجل الدين الاميركي المولد انور العولقي وابنه في ايلول (سبتمبر) 2011 وسعيد الشهري، وهو قيادي كبير في "القاعدة" توفي متأثراً بجروحه الشهر الماضي، اقلعت من تلك القاعدة التي لم يعلن اسمها.

 

وابرزت وسائل الاعلام الايرانية القصة التي من المرجح ان تطبل لها ايضاً الجماعات الجهادية. وكانت المملكة العربية السعودية قد نفت في السابق علناً انها تتعاون مع الولايات المتحدة في استهداف تنظيم "القاعدة" في اليمن. وتحمل الادلة على تورط السعودية خطر تعقيد علاقاتها مع الحكومة في صنعاء ومع الزعماء القبليين اليمنيين الذين يسيطرون على اجزاء واسعة من البلاد.

 

ويأتي الكشف عن التعاون السعودي في اليوم الذي يمثل فيه مهندس برنامج الطائرات من دون طيار، جون برينان، امام مجلس الشيوخ الاميركي في جلسة استماع لتثبيت تعيينه مديراً لـ"سي آي اي".

 

وتعتبر قضية الطائرات من دون طيار حساسةً في السعودية بسبب عدم شعبية القواعد العسكرية الاميركية التي يعتقد ان معظمها ازيل بعد غزو العراق في 2003.

 

وتضم المملكة العربية السعودية مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتين توجد فيهما اقدس الاماكن الاسلامية، ولذلك كان استمرار وجود قوات اميركية بعد حرب الخليج في 1991 احد الدوافع المعلنة وراء هجمات "القاعدة" الارهابية في الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) ونسف مبنى "ابراج الخبر" قبل خمس سنوات من ذلك.

 

وجاء تاريخ استهداف سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا بقنابل في 1998 تماماً بعد ثماني سنوات على ارسال القوات الاميركية للمرة الاولى الى المملكة. وقال اسامة بن لادن، في تفسير من عنده، ان الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) "حرم وجود الكفار الدائم في جزيرة العرب".

 

وكان الوجود العسكري الاميركي الكبير الاخير في قاعدة الامير سلطان الجوية في الخبر في المنطقة الشرقية. واعيد تموضع القوات التي كانت موجودة هناك في قطر.

 

ومن المستبعد ان يثير الكشف (عن قاعدة الطائرات من دون طيار) ردود افعال مهمة داخل المملكة. اذ لا توجد في العربية وسائل اعلام مستقلة، ولكن ليس هناك تعاطف مع جهاديي "القاعدة" المستهدفين في اليمن.

 

وشنت المملكة العربية السعودية حملة ناجحة خاصة بها ضد "القاعدة"، ودمرتها عملياً بحلول 2004. وانتقلت بقاياها الى اليمن وشكلت هناك "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، وهي التي ربما كانت الاكثر فاعلية بين "فروع" التنظيم.

 

وقال مصطفى علاني من مركز ابحاث الخليج في دبي للـ"غارديان": "هذه الطائرات هي من دون طيارين وبالتالي لن يكون هناك نفس الاثر لطائرات تقلع من قاعدة الامير سلطان الجوية. لن يقول احد ان الاميركيين يحتلون البلاد".

 

واضاف: "لا اعتقد ان الناس ما زالوا يأبهون بذلك الآن. من المقبول عموما في المنطقة ان الطائرات التي يشغلها الاميركيون تقوم بعمل غير سيء بقتلها قياديي "القاعدة". لا يوجد تعاطف مع "القاعدة" الا في اوساط اقلية صغيرة جداً. وحتى في اليمن – باستثناء الاضرار الملازمة التي يقتل فيها مدنيون – لا يوجد اعتراض على هذا النوع من العمليات.

 

"يشاع منذ سنوات ان الطائرات من دون طيار تقلع من شبه الجزيرة العربية لذا فان هذه الاخبار لا تولد صدمة الا بالنسبة الى الايرانيين والجهاديين. وفي ما عدا ذلك فانها لن تؤثر في الرأي العام".

 

وكان جزء من سبب توجيه حكومة الولايات المتحدة طلباتها الى وسائل الاعلام الاميركية بعدم الكشف عن موقع قاعدة الـ"سي آي اي" يتعلق بامكانية ان يلحق ذلك ضرراً بالتعاون مع السعودية في مجال مكافحة الارهاب.

 

وتوفي الشهري، نائب قائد "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" الشهر الماضي متأثراً بجروح اصيب بها خلال ضربة من طائرة اميركية من دون طيار في 2012".