بالصور مرضى السرطان بغزة في تزايد.. والعلاج بالخارج ليس الحل

الساعة 12:12 م|07 فبراير 2013

غزة (خاص)

"حياتنا سعيدة للغاية.. ونعيش بسرور وبمرح.. وأنجبنا أطفال.. وأصبحت زوجتي مدرسة.. ونمارس حياتنا الطبيعية بكل هدوء.. ولكن فجأة قررت المدرسة إجراء فحوصات طبية على جميع المدرسات في عيادة الرمال بغزة.. وكانت الكارثة باكتشاف مرض أورام السرطان.. حينها تغيرت حياتنا وأصبحت كالكابوس"

 غير حياتنا

هكذا بدأ "أبو علي" بألم وحزن حديثه لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" حديثه، والذي يعاني على مدار عام ونصف من توفير العلاج اللازم لزوجته، حيث أكد أنه بعد اكتشاف المرض بدأت رحلة العذاب والانتقال من مستشفيات غزة إلى مستشفيات الضفة المحتلة، لعدم توفر العلاج الكيماوي والإشعاعي بمستشفيات غزة".

وأوضح "أبو علي" بأن زوجته تلقت العلاج الكيماوي بمستشفى رام الله وانتقلت إلى مستشفى المطلع بالقدس المحتلة للعلاج "الإشعاعي"، مؤكداً بأن رحلة العلاج كلفته آلاف الدولارات رغم الوضع الاقتصادي الصعب.


مرضى السرطان

إهمال الأطباء

ولم تكن زوجة المواطن أكرم عباس أفضل حالاً من زوجة أبو علي حيث عانت من إهمال الأطباء الذين قرروا إدخالها العمليات الجراحية دون معرفة الأسباب ، ووفقاً للطبيب المختص فلا يمكن إجراء العملية إلا بعد إدخال الحالة على لجنة مختصة لاتخاذ قرار بإجراء العملية واستئصال الورم السرطاني.

أكرم الذي يبلغ من العمر (52 عاماً) قال لـمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، :"اكتشفنا المرض في شهر مايو / أيار الماضي وبعد أن تم استئصال الورم كان لا بد من اتخاذ العلاج الكيماوي الذي لم يكن متوفراً في غزة، واضطررت لنقل زوجتي إلى مستشفى برام الله لاستكمال العلاج ثم توجهنا إلى مستشفى المطلع بالقدس لاستكمال العلاج الإشعاعي الذي يحتاج 16 جلسة لمدة شهر كامل، مؤكداً بأن تكاليف رحلة العلاج تقع على عاتقه، متسائلاً :"لماذا لا تساعدنا الحكومتان بغزة والضفة ؟، خاصة وأننا ندفع تأمين صحي وغيره".


مرضى السرطان

رسائل تهديد لوقف إتمام مستشفى نايف

وتعقيباً على حكاية أبو علي وأكرم عباس، أكد الدكتور عوض عيشان استشاري علاج الأورام والعلاج الإشعاعي، بأن الكادر الطبي الموجود بمجمع الشفاء الطبي قادر على اتخاذ القرارات المناسبة لعلاج الأورام.

وأوضح الدكتور عيشان لـمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، أن الصعوبات التي يواجهها الفريق الطبي تكمن في عدم توفر العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي الذي يفترض أن يكون جاهز منذ 8 سنوات.

وكشف الدكتور عيشان، بأن أيدي دخيلة "منتفعة" من الداخل والخارج تقف بكل قوتها لمنع إتمام مستشفى "الأمير نايف" الذي أسس قبل 8 سنوات وقبل مستشفى المطلع بالقدس المحتلة الذي تم تجهيزه بالكامل، مشيراً إلى أنه حاول بكل جهد ومع حكومة غزة والمجلس التشريعي إلا أن المحاولات باءت بالفشل لقوة المنتفعين.

وعن فائدة العلاج الإشعاعي، قال عيشان :"العلاج الإشعاعي يهدف إلى تعقيم مكان الورم السرطاني ويمنع إعادة انتشاره بنسبة 50% وهو علاج ضروري يجب توفيره بغزة لإنهاء معاناة المئات من المواطنين.

وبين، أن نسبة المرض عام 2004 بلغ 400 حالة، وفي عام 2010 بلغ 934 حالة وأن الزيادة ليس مرتبطة بزيادة المرض في غزة، ولكن بسبب ثقافة عدم الكشف المبكر عند المواطنين.

الفحص المبكر ضروري

وشدد الدكتور عيشان، على أن الفحص المبكر يساعد في اكتشاف المرض بسرعة كبيرة والعمل على إيجاد حلول سريعة لوقف انتشار المرض، قائلاً "يأتي العديد من المرضى وكان المرض متأصل ومتفرع ويكون بدرجة مرتفعة ولا نستطيع أن نفعل له شيء"، وأكد أنه من الضروري على الرجال والنساء البالغ سنهم مابين "50-60" عاماً بإجراء فحوصات طبية، وهذا ليس خطير بل يساعد في اكتشاف المرض وعلاجه بسرعة.

وعن العلاج الكيماوي، قال :"مستشفيات غزة لا توجد بها إلا علاج كيماوي من الدرجة الثانية والثالثة بينما الدرجة الرابعة توجد بمستشفيات رام الله الأمر الذي يُكلف المريض رحلة السفر والغربة، مشيراً إلى أنه من الضروري أن يتم توفير العلاج للمريض وليس تنقله وسفره لتلقي العلاج.

التحويلات ذو حدين

وفيما يتعلق بالتحويلات للخارج، أكد استشاري علاج الأورام والعلاج الإشعاعي، أن هناك مشاكل متعددة أولاً تتمثل بالمواطن الذي لا يُقدر جهود الأطباء ويطلب تحويله للخارج قبل معرفة المرض، وإن كان علاجه متوفر بغزة أم لا..، أما المشكلة الأكبر والتي تشكل مصدر خوف من العلاج بالخارج تكمن في أن بعض المرضى نرسلهم لإجراء عمليات تصوير وبعد عودتهم نتفاجأ بأن الدكتور المختص قام بإجراء عملية لا يحتاجها المريض.

وقد استعرض د. عيشان أسباب مرض السرطان قائلاً :"هناك أسباب داخلية وهي الوراثة وأسباب خارجية وهي التدخين والإشعاعات والمواد الكيماوية التي تقوم بالتأثير على خلايا جسم الإنسان وبفعل الفايروسات يتم إتلاف الخلايا وانتشار المرض السرطاني.

أما المعرضون للإصابة بالمرض قال: "المصابون بالمرض هم بالدرجة الأولى المدخنون وأصحاب المحطات البترولية ومصانع المواد الكيماوي بالإضافة إلى الكادر الطبي يكون معرض للإصابة بالمرض.

ووفقاً لبعض الإحصائيات فقد بلغت عام 2011 نسبة وفيات الفلسطينيين نتيجة السرطان 12.4% من مجموع الوفيات، فيما كانت تبلغ في العام 2010 نحو 10.8%، وكان المسبب الأول للوفيات بسبب السرطان في الضفة الغربية هو سرطان الرئة، بنسبة بلغت 18.2% من الوفيات المسجلة بسبب السرطان، تلاه سرطان القولون بنسبة قدرها 14.5%، وحل ثالثا سرطان الثدي بنسبة 8.7%، وجاءت رابعا سرطانات الدم بنسبة 8.1%، ثم خامسا سرطان الدماغ والجهاز العصبي بنسبة 8.0%"


مرضى السرطان


مرضى السرطان


مرضى السرطان


مرضى السرطان


مرضى السرطان


مرضى السرطان


مرضى السرطان


مرضى السرطان


مرضى السرطان


مرضى السرطان


مرضى السرطان


مرضى السرطان