خبر خير متأخر -هآرتس

الساعة 10:25 ص|07 فبراير 2013

خير متأخر -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

توقيت زيارة الرئيس براك اوباما الى اسرائيل ليس صدفة. فالزيارة كفيلة بان تشهد على سلم الاولويات الجديد في الولاية الثانية للرئيس الامريكي، على الاهمية الشديدة التي يوليها للتحريك الفوري للمفاوضات مع الفلسطينيين وعلى العلاقة الوثيقة التي بين المسيرة السلمية وبين الاستقرار في الشرق الاوسط المهتز. لا حاجة الى ذكاء زائد كي يفهم المرء بان اوباما يتطلع أيضا الى التأثير على مباحثات المفاوضات الائتلافية والايضاح لكل حكومة اسرائيلية تقوم بانه لن يدعها تدحر الموضوع السياسي الى الخلف او الى الجمود.

        اوباما هو ضيف هام ومرغوب فيه في اسرائيل، ولا خلاف في أن مجرد زيارته ستجبر الحكومة الجديدة على الاقل على صياغة اساسات عملية للمفاوضات. ومع أنه يمكن التساؤل، لماذا ترك الرئيس الامريكي سنوات ولايته الاربعة الاولى تمر دون أن يترك أثرا حقيقيا على المسيرة. يمكن ايضا التساؤل أي مبادرات جديدة يمكن لاوباما أن يقترحها على حكومة اسرائيلية يمينية. ولكن قبل التقليل من أهمية الزيارة والاحباط بسبب غياب المبادرة الامريكية حتى الان يجدر بالذكر بان النزاع وحله ليسا مشكلة أمريكية بل اسرائيلية.

        لقد دفع غياب المبادرة الاسرائيلية الى التدهور بمكانة اسرائيل في العالم وجعلها دولة منعزلة. فاستعداد دول صديقة لتأييد سياسة اسرائيل، لمنع المقاطعة لها ولفهم التهديدات عليها آخذ في التقلص. كما أن موقف اوباما ليس مخفيا. فاوباما يقدر بان حكومة اسرائيل المنصرفة قادت الدولة الى مأزق إن لم يكن الى هوة. ورغم ذلك فانه هرع لنجدة اسرائيل في محاولة لانقاذها من نفسها قبل أن تغرق مرة اخرى في مستنقع الاوهام العابثة السياسية والايديولوجية لديها.

        زعماء الاحزاب الذين يعتزمون أن يكونوا جزء من الائتلاف ولا سيما اولئك الذين يصفون انفسهم بالوسط، سيكونون ملزمين الان بان يصرفوا سند تعهداتهم. وهم لا يحق لهم أن يتجاهلوا الزيارة أو ان يتعاونوا مع من يحاول اعفاء الضيف بتصريحات عليلة. وحتى لو جاءت متأخرة، فان هذه فرصة استثنائية للخروج الى حملة انقاذ سياسي.