خبر زيارة أحادية الجانب- معاريف

الساعة 10:23 ص|07 فبراير 2013

بقلم: ايلي افيدار

        (المضمون: في المدى الابعد، سيصل الحل الفلسطيني عبر قيادة جديدة، ملتزمة بالمسيرة السلمية، تقبل بالحاجة الى حل وسط وقادرة على أن تجند الدعم الجماهيري المناسب للخطوة - المصدر).

        اعلان البيت الابيض عن زيارة الرئيس اوباما الى اسرائيل، الى رام الله والى الاردن فاجأت محافل عديدة في اسرائيل. وشهدت ردود الفعل المشوشة والمتلعثمة على خطوة امريكية احادية الجانب جاءت في توقيت مريح للادارة.

        وكانت هذه شهادة اخرى على مستوى الاتصال المنخفض لرجال السفارة في واشنطن مع البيت الابيض. وتلقى رئيس الوزراء بالطبع البلاغ مسبقا عن الزيارة ولكن لا يشعر أحد منذ الان بالحميمية والتنسيق المتبادل اللذين ميزا الاتصالات بين حكومات اسرائيلية وادارات امريكية سابقة.

        وتعزز الاحساس بالغموض الناشيء عن واشنطن في أعقاب اعلان السفير الامريكي دان شبيرو عن أن الزيارة المخطط لها "عديمة جدول الاعمال". وحسب السفير، فان الرئيس يصل للتشاور في موضوع سوريا، ايران والمسيرة السلمية، ليس إلا. من الصعب التعاطي مع هذه التصريحات بجدية. فالتشاور يجري في مكالمات هاتفية او في سفريات لمحافل حكم اسرائيلية الى الولايات المتحدة. اما الزيارة الرئاسية الى اسرائيل فهي حدث نادر ومميز، ومعظم الرؤساء لم يكلفوا أنفسهم عناء الوصول الى البلاد في اثناء توليهم الحكم. ولا ريب أنه خلف القرار بزيارة اسرائيل  الان بالذات تختبىء أجندة واضحة.

        بتقديري، اختيار المرور برام الله وعمان يوضح أن الرئيس اوباما يصل للايفاء بوعده للقيادة الفلسطينية ممارسة ضغط اكبر على اسرائيل مع بداية ولايته الثانية. ليس لدى الفلسطينيين وقت. فالانهيار الاقتصادي للسلطة من جهة ومراوحة القناة الدبلوماسية في المكان من جهة اخرى يخلقان ضغطا هائلا على قيادة ابو مازن المقتنعة بان الانجازات السياسية هي السبيل الوحيد لانقاذ حكمه. فقد بقي رئيس السلطة أسيرا في مفهوم مسيرة اوسلو وهو لا يأخذ بالحسبان التحول في الوعي الذي اجتازته المنطقة. خطواته تذكر بانسان يحاول تشغيل جهاز تلفزيون جديد من خلال جهاز تحكم من بعيد تابع للجهاز القديم.

        ان الازمة الفلسطينية لن تحل عبر المسيرة السياسية. فمن أجل تحسين جودة حياة المواطن في مناطق السلطة هناك حاجة الى أدوات اقتصادية وليس خطوات رمزية وحملات اجواء مثل الاعلان الفلسطيني بالاستقلال، والذي بقي خطوة عليلة وفارغة من المضمون.

        في المدى الابعد، سيصل الحل الفلسطيني عبر قيادة جديدة، ملتزمة بالمسيرة السلمية، تقبل بالحاجة الى حل وسط وقادرة على أن تجند الدعم الجماهيري المناسب للخطوة.

        رغم الاستعداد الامريكي للوقوف الى جانبه، فان حكم أبو مازن ومفهومه السياسي افلسا. فرئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض هو رجل جدير، ولكن ليس له تأييد جماهيري. وضع أبو مازن أصعب حتى من ذلك، ومشكوك جدا اذا كان قادرا على توفير البضاعة التي معني الرئيس اوباما بها.

        في اللقاء في القدس سيجلس على جانبي الطاولة زعيمان يأملان بان يريا احدا آخر امامهما. نتنياهو تمنى انتصار ميت رومني. اوباما تمنى من جهته فشل نتنياهو في الانتخابات في اسرائيل. والان عليهما الاثنان ان يواجها الواقع.

        علينا أن نأمل ان في الجانب الامريكي يسود نهج واع، يفهم الامكانيات المحدودة للمسيرة السياسية اليوم. أما الطرف الاسرائيلي من جهته فيحسن صنعا اذا ما تصرف مع الرئيس الامريكي باحترام اكبر قليلا.

        يجسد اوباما التزامه لاسرائيل بدعمه الامني غير المسبوق وبمجرد الاحترام الذي تغدقه زيارته على حكومة نتنياهو الجديدة. وهذه المرة يمكن اعفاؤه من دروس التاريخ العلنية.