خبر كتريلبكا تستعد للزيارة -هآرتس

الساعة 10:22 ص|07 فبراير 2013

كتريلبكا تستعد للزيارة -هآرتس

 

بقلم: اسرائيل هرئيل

        (المضمون: إن الاضطراب وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وفي العالم الاسلامي لا صلة لهما ألبتة بالصراع العربي الاسرائيلي - المصدر).

        ليس براك اوباما مستبدا قاهرا لا بطبيعته الأساسية بل ولا في معاملته لاسرائيل. لكن فيما يتعلق ببنيامين نتنياهو، كان اسرائيليون غير قليلين يريدون ان يعامله معاملة القاهر المستبد وان يفرض تصوره على رئيس وزراء اسرائيلي عاصٍ متمرد.

        ليس من نهج القاهرين المستبدين ان يأتوا بغير باعث خاص الى بلدات يهودية نائية. فمن الحقائق انه تجاوز في ولايته الاولى مرة بعد اخرى كتريلبكا. ولهذا يتناول كثيرون في الجهاز السياسي وفي المؤسسة الاعلامية بصورة خاصة، يتناولون الزيارة المفاجئة باعتبارها حادثة يستطيع بها اوباما ان يغير نظم العالم اذا تصرف فقط بحسب نصائحهم بالطبع. وعمله كما خططوه في اليومين الاخيرين هو ان يُغلب النظام على شتعتيل المتمرد. لأنه بسبب رفض شتعتيل الطويل حُرمت المنطقة والعالم من الاستقرار ونشأت حركات ارهاب زعزعت أركان الدنيا حتى في الولايات المتحدة نفسها. ولما كانت الزيارة، اذا عمل الرئيس فقط بالحزم الضروري، قد تجدد الأخوة والسلام بين اليهود والعرب كما كانا من قبل، ويجب على الزائر الجليل لمنع الفشل ان يبدأ حوارا مباشرا مع ناس شتعتيل. وينصحه هؤلاء الاسرائيليون قائلين إنزل اليهم وتحدث اليهم مباشرة وابتسم لهم وكرّمهم تكريما كثيرا. وعِدهم بأنك ستستمر في الحفاظ على سلامتهم وأمنهم.

        أما زال اوباما بعد كل الضربات التي تلقاها من العالمين العربي والاسلامي يؤمن حقا بأن جذر الشر كله في الصراع غير المحلول بيننا وبين الفلسطينيين؟ على كل حال لم يكن في الآونة الاخيرة تصريح كهذا. ومع ذلك بقي وزير خارجيته جون كيري على نحو سافر أسير هذا التصور. "إن كثيرا مما نتوقع احرازه في العالم"، قال كيري في شهادته أمام لجنة مجلس الشيوخ التي وافقت على تعيينه "في بلدان المغرب وفي جنوب آسيا وفي جنوب وسط آسيا وفي الخليج الفارسي متعلق بما سيحدث أو لن يحدث في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني". الى هذا الحد نجحت الدعاية الكاذبة سنين طويلة في التغلغل ايضا الى عمق وعي هذا الشخص الذي لا شك في أنه صديق لاسرائيل.

        يغلب الظن ان نتنياهو وفريقه يُعدون براهين على ان ما يسمى "الصراع الاسرائيلي الفلسطيني" هو عامل هامشي – برغم انه ينبغي ان يوجد له حل ايضا – في الحروب الداخلية والخارجية التي تصيب وستصيب زمنا طويلا بعد جميع الاماكن التي توجد فيها تجمعات كبيرة من العرب والمسلمين.

        إن جهات كثيرة ولا سيما في اسرائيل تُعد لاوباما "اعدادا ذهنيا" للزيارة. وفي أفواههم جميعا أو عند أكثرهم النصيحة الأصلية وهي إضغط على اسرائيل وأنقذ مكانة الولايات المتحدة في العالم الاسلامي. وقليلون فقط يقولون له إن المنطقة ستصخب وتضطرب سنين كثيرة بعد دونما أية صلة بما يحدث في الساحة الاسرائيلية الفلسطينية. ولن تستطيع أي قوة في العالم ان تمنع الانفجارات البركانية التي تنفجر وستنفجر من أعماق واقع القبائل والطوائف والأديان والأعراق والشعوب التي تبحث عن هويتها وعن مناطق عيشها وحدود تقرير مصيرها.

        في هذه الحال التي تنطوي فيها الولايات المتحدة على نفسها – لا بسبب التباطؤ الاقتصادي الذي يصيبها فقط – أصبحت اسرائيل ذخرا لا عبئا. ومن المؤكد ان الامر كذلك حينما يخرج اوباما قواته من أكثر الاماكن التي حاربت فيها امريكا للقضاء على الارهاب العربي والاسلامي، ولهذا لا يجوز للولايات المتحدة ان تضر بمرساة الاستقرار الوحيدة لها في هذه المنطقة خاصة والعالم عامة.