خبر السخافة السياسية لـ « يوجد مستقبل »- هآرتس

الساعة 09:55 ص|06 فبراير 2013

السخافة السياسية لـ "يوجد مستقبل"- هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: إن حديث البرنامج السياسي الحزبي لحزب يوجد مستقبل عن السلام وحل الدولتين كلام سخيف فارغ لا تصاحبه سياسة حقيقية - المصدر).

        "نحن نرى المستوطنين الذين يعيشون في هذه المناطق صهاينة حقيقيين، ونحن مضطرون بقلوب كسيرة الى ان نطلب الى فريق منهم ان يُضحوا بمشروع حياتهم من اجل سلامة الدولة وبقائها"، هذا ما جاء في البرنامج السياسي لحزب يوجد مستقبل. أهي أجراس سلام؟ ليست كذلك بالضبط، انه نفس الحزب الذي يُجري الآن تفاوضا مع من هو غير مستعد للتخلي عن أي ذرة تراب ومن يبعد التصور السياسي لشركائه في حزب الليكود بيتنا بُعدا كبيرا في ظاهر الامر عن تصوره السياسي.

        لكن ما هو في الحقيقة بالضبط التصور السياسي ليئير لبيد وشركائه الذين قاموا في صمت كسجناء أمام السجان. إنهم يتحدثون مثل بنيامين نتنياهو عن دولتين للشعبين لكن أين ستمر حدود هاتين الدولتين؟ وفيما يتعلق بمكانة القدس يثرثرون بالكلام نفسه الذي تقوله "قوة لاسرائيل": "القدس عاصمة اسرائيل الأبدية ووحدتها رمز قومي من الطراز الاول. وستظل القدس موحدة وتحت سيادة اسرائيلية". وعند لبيد في الشأن الامني ايضا جواب دقيق: "تحتفظ اسرائيل لنفسها بالحق في العمل من اجل أمنها في اراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية ما احتاجت الى ذلك. ولن تُجري اسرائيل تفاوضا مع حماس الى ان تغير ميثاقها وتعترف بحق الشعب اليهودي في الوجود في ارضه".

        هل هذه هي القاعدة التي يريد لبيد ان يؤسس التفاوض السياسي مع الفلسطينيين عليها؟ هذا سؤال لا داعي اليه. لأنه ليس لاسرائيل بحسب هذا البرنامج الحزبي أصلا شريك لاتمام التفاوض معه فقد جاء هناك قول "إننا نؤمن بأن الفلسطينيين كما هي مقالة آبا ايبان المشهورة، لم يضيعوا قط فرصة لاضاعة الفرص ورفضوا مرة بعد اخرى يد اسرائيل الممدودة الى السلام. هذا ما كان في الانتفاضة الاولى وفي الثانية ايضا". فاذا لم يكن يوجد شريك واذا كانت القدس الموحدة ستظل مع اسرائيل الى الأبد واذا كنا سنطلب فقط الى فريق من المستوطنين – الصهاينة الحقيقيين – ولن نفرض عليهم – أن يغادروا بيوتهم، واذا كانت اسرائيل تستطيع في كل وقت ان تعمل في اراضي الدولة الفلسطينية فما الذي بقي يُتحدث فيه مع الفلسطينيين بالضبط؟ وحينما لا يوجد من يتم التحادث معه في الجانب الفلسطيني فلا حاجة أصلا الى ان يُطلب الى المستوطنين النزول عن شيء. وهكذا ينجح برنامج يوجد مستقبل الحزبي في ان يلف بسلوفان ملون مع شريط سياسة نتنياهو وان يعرضها للبيع وكأنها سياسة أصيلة تثير الالهام والأمل.

        لا عجب لذلك من ان مقدار الكلام الذي يُفرده برنامج لبيد السياسي لموضوع السياسة يقارب تقريبا مقدار الكلام الذي يضيعه على أهمية الدعاية. صحيح ان البرنامج الحزبي يقول بكلمة ضمنية إن الدعاية لن تُجدي بغير سياسة صحيحة لكن لما كانت السياسة الجيدة ليست هي قمة البرنامج الحزبي فان الدعاية ستكون ملكة. ويمكن ان يوافق على هذا حتى نفتالي بينيت زوج يئير لبيد الجديد. فحينما يلتزمان بحلف دموي ألا يدخل أحدهما الحكومة من غير الآخر، وحينما تكون ذراع لبيد ذات العضل موضوعة باسلوب يعبر عن القوة على كتف بينيت يصعب ان ننظر في جدية الى الجملة الفارغة في البرنامج الحزبي التي تقول ان السلام هو أنجع رد على جميع التهديدات.

        حينما ننظر في السخافة السياسية للبرنامج الحزبي الذي تحذف فيه كل جملة أختها ولا تتصل بشيء ما يستحق حتى هزة رأس، يمكن ان نغفر لشيلي يحيموفيتش التي أخفت جيدا آراءها السياسية. فهي على الأقل لم تتلفف بعباءة تخفي اشمئزازها من تناول هذا الشأن الحقير المسمى المسيرة السلمية.

        في مسرح الدمى المسمى برنامجا سياسيا يجب على كل واحد ان يقول هذه السطور برغم (وربما بسبب) ان الجمهور يحفظ هذا النص عن ظهر قلب ويعلم ان الحديث عن احتيال فقط، كما فعلت غولدا وديان حينما تحدثا عن شوقنا الى السلام في حين كانا يعدان بأعمالهما بأنه ستكون حرب – كما قال عوفر شيلح في ايلول 2012. إن شيلح في المكان السادس في قائمة يوجد مستقبل وهو المسؤول بقدر كبير عن صوغ الجزء السياسي من البرنامج الحزبي.

        لا يمكن ان نجد تعريفا أفضل لبرنامج لبيد السياسي من الأسطر الواعية لشيلح الصحفي. ويمكن ان نُخمن أنه اذا استقر رأي لبيد على ألا ينضم الى الحكومة فلن يكون سبب ذلك المسيرة السلمية، فهو المركز – لا السلام ولا الحرب.