خبر غزة:التسجيل للانتخابات.. معركة الفصائل الخفية

الساعة 07:17 ص|06 فبراير 2013

غزة

 

تجري القوى والفصائل الفلسطينية استعدادات وتحضيرات مكثفة لضمان تسجيل أكبر عدد من مناصريها في السجل الانتخابي، استعدادا لخوض الانتخابات المقبلة التي قد تجري في غضون ستة أشهر من الاتفاق على إجرائها.

وتدور في الخفاء معركة تستهدف ما يزيد على أربعمائة ألف مواطن لم يسبق لهم التسجيل في الانتخابات التشريعية والرئاسية الأخيرة، سواء ممن بلغوا السن القانونية للانتخاب أو أولئك الذين أحجموا سابقا عن التسجيل للانتخابات.

وإلى جانب التعاميم والدعوات العلنية للمواطنين للبدء في التسجيل للانتخابات تجري اجتماعات ولقاءات تنظيمية داخلية من أجل دراسة أوضاع المواطنين الذين لم يسبق لهم التسجيل في الانتخابات.

ووفق أحاديث منفصلة أجرتها "صحيفة الأيام" مع ممثلين عن فصائل مختلفة، فإن عملية نبش كبيرة تجري في السجلات الوثائق الانتخابية التي تملكها الفصائل من أجل حث أكبر عدد ممكن من مؤيديها على التسجيل.

وأكد الدكتور عاطف أبو سيف عضو الهيئة القيادية لحركة فتح في قطاع غزة أن فتح بدأت العمل بشكل مبكر قبل الحديث الأخير عن المصالحة، موضحا أن استعدادات تجري لدفع مؤيدي فتح إلى تسجيل أسمائهم.

وقال: إن لدينا تصورا واضحا للأفراد غير المسجلين في السجل الانتخابي بعد قيامنا سابقا بتصنيف المسجلين وغير المسجلين، وأضاف أن ما جرى أمس من دعوة المواطنين للتسجيل للانتخابات هي دعوة إعلامية فقط لأننا نعمل بشكل حثيث داخل التنظيم.

وتحدث أبو سيف عن أهمية توسيع مساحة للحريات للعمل الحزبي والتنظيمي حتى لا يتعرض أعضاء فتح إلى الملاحقة أثناء تحديث السجل الانتخابي، وعن أهمية فحص وتنقية السجل الانتخابي بشكل دائم حتى يتم الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين غير المسجلين.

وأكد أن فتح معنية بأن يسجل أكبر عدد ممكن من الناس كي يتحملوا المسؤولية عن تحديد مستقبلهم وأوضاعهم بعد ست سنوات من الانقلاب والخلاف الدموي في غزة، مشددا على أهمية وجود رقابة كبيرة خلال عملية التسجيل للانتخابات لضمان النزاهة والشفافية.

يشار إلى أن لجنة الانتخابات المركزية ستبدأ صباح يوم الاثنين المقبل عملية تحديث السجل الانتخابي في الضفة الغربية وغزة في عملية معقدة ستستمر لمدة أسبوع.

ومنذ إنشاء لجنة الانتخابات المركزية نفذت اللجنة عدة حملات لتسجيل الناخبين الفلسطينيين عدة مرات خلال الأعوام من 2004 إلى 2012، وبلغ عدد المواطنين المسجلين في سجل الناخبين 1557366 حتى تاريخ 13 نيسان 2011، ما يمثل حوالي 79% من أصحاب حق الاقتراع حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء منتصف العام 2011.

ووفق معلومات غير مؤكدة فإن عملية تسجيل الناخبين قد تشمل نحو 400 ألف مواطن لم يسبق لهم التسجيل للانتخابات، إلا أن كافة التوقعات تشير إلى أن عددا منهم يحجم عن التسجيل لأسباب مختلفة، ما يفقده الحق في المشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني.

 

من جهته، يعتقد محمود خلف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أن مسألة إجراء الانتخابات قضية جدية، مؤكدا أن الجبهة اتخذت إجراءات داخلية وأصدرت تعاميم وعقدت اجتماعات لحث أعضائها على التسجيل للانتخابات مع عائلاتهم باعتبارها مهمة وطنية وحزبية.

وقال خلف إن الديمقراطية عممت على كل مناصريها الذين بلغوا السن القانونية أن يتوجهوا للتسجيل للانتخابات ليكونوا جزءا من العملية الانتخابية القادمة، وأضاف أن لجنة الحوسبة داخل التنظيم بدأت برصد العضوية والتثبت ممن سجل للانتخابات ومن لم يسجل حتى الآن.

وكانت فتح كما فصائل أخرى دعت المواطنين كافة إلى جانب أعضائها ومناصريها إلى تحديث سجلاتهم الانتخابية، في الفترة المقررة من قبل لجنة الانتخابات المركزية، واعتبر بيان أصدرته مفوضية التعبئة والتنظيم في الحركة أن المشاركة في تحديث السجل الانتخابي أولى خطوات إنهاء الانقسام وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني.

وجاء في البيان الذي وصلت الأيام نسخة عنه أن الانتخابات الديمقراطية النزيهة وحدها الكفيلة بإعادة اللحمة للوطن عن طريق الاحتكام للصندوق الانتخابي لإعادة التوازن وإنهاء الانقسام البغيض، مؤكدة أن المشاركة في تحديث السجل الانتخابي وتسجيل أكبر عدد ممكن دلاله واضحة على وعي الشارع وأمله بغد أفضل.

بدورها، قالت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني إن فتح الباب أمام المواطنين للتسجيل وتحديث السجل الانتخابي خطوة صحيحة باتجاه إعادة الاعتبار للمواطن الفلسطيني باعتباره مصدر الشرعية لكل السلطات في الدولة الفلسطينية، وباعتباره حقا وطنيا وسياسيا وقانونيا ودستوريا لكل مواطن فلسطيني لا يجوز بأي حال انتهاكه أو حرمانه منه.

وقال عبد العزيز قديح عضو المكتب السياسي للجبهة وسكرتيرها في قطاع غزة إن الجبهة بدأت حملة لتشجيع المواطنين على التسجيل في سجل الناخبين كون التسجيل حقا أساسيا لكل مواطن، وأن السجل يعد من أهم معايير نزاهة وشفافية العملية الانتخابية.

وأشار إلى أن جبهة النضال نظمت في مقراتها بمحافظتي رفح وخان يونس لقاءات موسعة ضمت أعضاء لجانها القيادية وحشدا من كوادرها وأعضائها وأنصارها في المحافظتين، بحضور عضوي اللجنة المركزية للجبهة عاطف السويركي سكرتير لجنة العمل النقابي والمهني المركزية وأنور جمعة سكرتير اللجنة التنظيمية.

وأكد السويركي على أهمية أن يحدد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية موعدا للانتخابات العامة للرئاسة والمجلسين التشريعي والوطني خلال اجتماعه المقرر في القاهرة يوم الثامن من الشهر الحالي لضمان أوسع مشاركة في عملية تسجيل الناخبين.