خبر هنية: قدر فلسطين أن توحد الأمة، كما أن قدر فلسطين أن تحررها الأمة

الساعة 12:26 م|04 فبراير 2013

غزة

استقبل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية قافلة أميال من الابتسامات 19، والتي تضم نحو 150 متضامناً من مختلف الدول العربية والإسلامية.

وقال :" أحمد لله على أن جمعنا وجمعنا على حب الجهاد وحب فلسطين وتحرير القدس والأقصى وتغير واقع الأمة لتسير نحو عزتها وكرامتها"، محييا الوفود تحية الصمود والمقاومة "وانتم تتركون بيوتكم وأهلكم لتصلوا إلى فلسطين وغزة"، سائلاً أن يجعلها خطوات نحو فلسطين وتحرير كل فلسطين.

وأضاف "ما أعظم هذه المشاعر وما اجل هذه الكلمات وما أرسخ هذه العواطف التي عبرتم عنها في كلماتكم وشعاركم وحماسكم لفلسطين وكرامة هذه الأمة"، مشيدا بالاستعداد الكبير لتحرير الأرض وتحرير القدس والأقصى واستعادة الحقوق.

وتابع "نقف من خلال هذا الوفد الكريم بما ضم من خيار الناس ومن بلاد نعتز ونفخر بها وتهوي قلوبنا إليها كيف لا ونحن نتجه في صلاتنا إلى بلاد الحرمين، وما أعظم هذه القافلة التي تضم خيار الناس ممن صدقوا مع الله في بلاد الربيع العربي".

وأوضح أن "من جمعنا اليوم رب عظيم كريم رحيم لطيف، فمن كان يتصور أن نجتمع قبل سنوات، ومن ثم صمود الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة"، مشيرا إلى أن فلسطين عبر التاريخ كانت توحد الأمة وبوصلة للامة، "فكلما كانت الأمة بخير وقوية وعافية تكون فلسطين بخير وقوة وعافية".

وقال :"لا تزال تعيش فلسطين تحت سياط الاحتلال ولكنها تتلمس اليوم طريق النصر والتحرير من خلال المقاومة ومن خلال نهضة الأمة وعودتها لسبيل عزتها وكرامتها"، مشيدا بهتاف بلاد الربيع العربي لليوم الثاني لانتصار الثورات ان الشعب يريد تحرير فلسطين.

وأضاف "فلسطين قدرها أن توحد الأمة، ورغم وجود أعباء ثقيلة في كل بلد عربي وإسلامي وقضايا كثيرة مختلف عليها، ولكنا نعلم علم اليقين أن كل تلك البلدان العربية والإسلامية وشعوبها تتوحد خلف فلسطين وقضاياها وتتجه نحوها لانها تعرفان فلسطين هي آية من كتاب الله، وأن القدس القبلة الأولى وأنها لو بقت تحت الاحتلال ستظل تشعر بالالم والمعاناة، وستظل تشعر بالأمانة تجاه فلسطين والأقصى".

واكد هنية أن هذه القافلة بما اشتلمت من الرجال والنساء واحتوت من علماء الأمة وأبناء الشعب الفلسطيني في الشتات لهو دليل صريح أن إستراتيجية الاحتلال الصهيوني هزمت، ودليل على فشل إستراتيجية الحصار، "هم حاصروا غزة لتبقى في غياهب النسيان، ولكن من قبل الحصار يكون هذا الانفتاح على امتنا وإذ بالحصار يكون جسر عبور لغزة ولفلسطين".

واصفا تفكير الاحتلال بتفكير الحمقى "بان يحاولوا قتل العزيمة في الشعب الفلسطيني أو ان يؤدبوا الأمة فينا، فهذا الصمود ألهم الناس الصمود في الأمة وألهم الأمة الثورات"، مؤكداً انه "من قلب الحصار صنع أهل فلسطين الانتصار"، مستذكرا الانتصار في معركة الفرقان وأن الاحتلال لم يتمكن من تحقيق من أي من أهدافه فلم تسقط الحكومة ولم تسكت المقاومة ولم يستعيدوا شاليط إلا بتحرير 1047 أسير فلسطيني ومن العرب.

وقال رئيس الوزراء :" "ثم كان النصر في صفقة وفاء الأحرار، بعد ان تمكن القسام وفصائل المقاومة من أسر جندي صهيوني وإخفائه بغزة وحاولوا بكل الطرق لاستعادة شاليط، ولكنهم فشلوا، وانتصر العقل الأمني الفلسطيني على العقل الأمني الإسرائيلي وانتصرت غزة بتواضع جغرافيتها على الجيش المدجج، ولم يعد شاليط إلا بعد كسر القيد عن 1047 من أسرانا وأسيراتنا".

وأوضح ان هذا النصر صنعته المقاومة وباحتضان كبير من مصر التي كانت شريكة في النصر، ولم تكن وسيطة.

وأضاف "كما جاء النصر في نصر حجارة السجيل، بعد ان قام بشن حرب بدأها باغتيال الشهيد القائد أحمد الجعبري وظن الاحتلال أن غزة جريحة لن تتمكن من الرد ولكن غزة كانت قوية وقصفت المقاومة لاول مرة تل الربيع المحتلة والقدس وهرتسليا ولأول مرة يكون 2 مليون صهيوني تحت الأرض و5 مليون تحت طائلة الصواريخ ويقوم الاحتلال بطلب وقف النار، وهنا أقول أنه سيأتي اليوم قريبا أنه لن تجدوا للاحتلال في أرض فلسطين كل فلسطين من باقية".

وأشار إلى أن الاحتلال بعد بداية الحرب بيوم واحد توجه للأمريكان ولمصر يطلب وقف النار، لان المقاومة غيرت المعادلة، والمقاومة ضربت في العمق، وشنت حرب نفسية، وهنا دليل على أن المقاومة أدت دورا قويا وموفقا وقدمت صورة عظيمة من صور التضحيات، واختتمت الحرب سياسيا بالاستجابة لمطالب المقاومة لذا فالعدو انهزم عسكريا وسياسيا.

وأشاد بالمواقف العربية لا سيما المصرية والقطرية وأيضا المواقف التركية لوقف عدوان الحرب على غزة، مشيرا إلى أن الفلسطينيين تابعوا جميعا المسيرات في الدول العربية والإسلامية وفي اوروبا وأمريكا وهم يقفون مع الشعب الفلسطيني، "لذا كان هذا نصرا مركبا عسكري وسياسي وإعلامي ونفسي".

وقال :"التاريخ قبل حرب حجارة السجيل ليس هو التاريخ بعد حرب حجارة السجيل وأن المقاومة والامة ليست قبل الحرب كبعد الحرب"، مؤكدا دولته أن الحصار جلب لهم تل أبيب والمستوطنات قرب القدس وكان أخواننا في الضفة يكبروى عندما يرون الصواريخ تسقط على الاحتلال، والامة كانت تكبر .

وهنأ هنية المتضامنين بالنصر "لأن نصر فلسطين وغزة نصر للأمة، وهو نصر يقربنا للقدس والأقصى"، موضحا أن من يدعو ويقدم ويدعم هم شركاء بالنصر، ذاكرا السودان بالخير في تحقيق النصر، حيث تعرض السودان لقصف على مصنع الذخيرة وتعرض لأكثر من مرة اعتداءات من قبل الاحتلال وهذا وسام شرف للسودان، مستذكرا تأكيد دعم نائب رئيس السوداني بعد قصف المصنع على المواصلة في دعم فلسطين والمقاومة.

وخص بالتحية للاجئين الفلسطينيين القادمين في لبنان وكل أهل المخيمات في لبنان وكل مكان، مجددا التمسك بالعودة، "لا تنازل عن حق العودة لفلسطين، ومن يفرط بحق العودة ليس منا ولا فينا وأنا أقول أنا من عسقلان وعسقلان بلدي وسأعود عليها".

وتطرق هنية لملف الأسرى، حيث أكد العمل على تحريرهم، مشيرا إلى أن عدد منهم مضربين عن الطعام منذ 200 يوم، مبينا أن الشعب الفلسطيني لا يخشى السجن.

مقدما التحية للدكتور عصام يوسف المنسق العام لقوافل أميال من الابتسامات، واوضح مدى السعادة للشعب الفلسطيني لكل زيارة من قبل الوفود، فهي تعزيز لصمود الشعب الفلسطيني وترسيخ لوحدة الأمة، وأن فلسطين قضية العرب والمسلمين، سائلا "ان يأتي اليوم الذي نلتقي فيه بالقدس المحررة وهذا هو الهدف والطريق".

واوضح أن التاريخ يثبت أن فلسطين تحررها الأمة، قائلا :"يا أخواننا لكم علينا الثبات وان نواصل الجهاد وألا نتنازل، ولنا عليكم النصرة والمدد والدعاء والعون والتحرير معا".

الوفود

من جانبه؛ أكد المنسق العام لقوافل أميال من الابتسامات د. عصام يوسف أن القوافل سستواصل، موضحاً أن وفد قافلة أميال من الابتسامات 19 من عدة جنسيات من بينها وفد مصري من شركة وادي النيل حيث سيعكف على التخطيط لمشاريع من بينها مشاريع خاصة بتسهيل مرور الأفراد والبضائع بين فلسطين ومصر، وغيرها من المشاريع.

وقال يوسف :" إن الوفد يضم عدد من الجنسيات منها من البحرين والجزائر وليبيا والأردن والسودان وأندونيسيا ولبنان والسعودية، علاوة عن متضامنين جاؤوا من كندا"، مؤكدا استمرار نقل المتضامنين لصورة الوضع في فلسطين وجرائم الاحتلال حتى ينتهي الحصار والاحتلال عن فلسطين.

وأشاد بوجود وفد سعودي مشيرا إلى الارتباط الكبير بين مكة والقدس، آملاً ان يتم تعزيز العلاقة بين فلسطين وكل الدول العربية والإسلامية حتى يزول الحصار والاحتلال.

وأوضح أن القوافل هذه جاءت لتنهي الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ ستة سنوات، مشيرا لقسوة الحصار، آملا أن تأخذ الأمور منحى آخر.

وتطرق يوسف أن كل الخلافات التي تشهدها الساحة الفلسطينية سببها الاحتلال ولو زال الاحتلال ستزول كل الخلافات الفلسطينية وبين كل العرب والمسلمين.

من جهته؛ قال رئيس الوفد السعودي أحمد السوَيّد :"نحن نتحدث كنا عن الثبات عن غزة واليوم نراها، ونرى الانتصار وهذا جاء بعد ان خضعتم الله عز وجل، ومن يطأطئ رأسه الله تأتيه كل الدنيا، ونحن جئنا لنكسر الحصار عن غزة ولنكسر الحصار عن أنفسنا نحن بعد أن كبلنا ووهنا".

من ناحيته؛ عبر نائب رئيس الوفد السعودي خالد العتيبي فخره واعتزازه بزيارة غزة وفلسطين، حيث سجد لله شكرا على زيارة فلسطين، واعداً بالعمل في كل دول الخليج وعلى رأسها السعودية لخدمة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وليكون الخليج أبو الدنيا.