خبر صور.. مرابطو السرايا: عيون تحرس الثغور رغم البرد القارص

الساعة 11:51 ص|04 فبراير 2013

فلسطين اليوم

رغم أجواء البرد القارص تجدهم يحرصون على الخروج مجموعات نحو المناطق الحدودية تحفظهم عناية الله، يتوزعون بين الحقول والأراضي الشاسعة خلف تبات رملية، أو حفر ترابية صغيرة عيونهم شاخصة نحو السياج الحدودي، وأياديهم المتوضئة قابضة على الزناد، متأهبين لصد أي عدوان صهيوني غادر على قطاع غزة، يرددون بين الفينة والأخرى الأدعية والتسبيح فيما قلوب تتضرع إلى الله، ولسان حالهم يقول " يا حبذا الجنة واقترابها ..".

خيار لابد منه

ويعتبر الرباط على الثغور، خيار استراتيجي وخطوة مهمة للمقاومة لرصد تحركات العدو ومنع تسلل الوحدات الخاصة لجيش الاحتلال لتنفيذ عمليات اغتيال واعتقال لكوادر المقاومة وعموم أبناء شعبنا.

وكانت فصائل المقاومة قد نفذت العديد من العمليات الناجحة ضد القوات الخاصة ما تعرف باسم " لواء جفعاتي" القوة الأكثر تدريباً وإمكانات على طول الشريط الحدودي، مكبدة إياها خسائر فادحة كان منها "استدراج الأغبياء" التي نفذتها سرايا القدس والعديد من العمليات البطولية كما سقط فيها كوكبة من الشهداء الأبطال، ناهيك عن الاشتباكات المباشرة على طول الشريط الحدودي الأمر الذي شكل قوة ردع حقيقة لجيش الاحتلال الذي بات يحسب ألف حساب لأي خطوة يخطوها خارج السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة.

"الإعلام الحربي" رغم أجواء البرد عاش مع إخوانه المجاهدين رحلة الرباط في سبيل الله على ثغور الوطن وأجرى بعض الحوارات وخرج بهذا التقرير .

سلاحنا الإيمان بالله

ويقول المجاهد "أبو البراء" أحد مجاهدي سرايا القدس في لواء خان يونس: "عمل المرابط لا يعرف السكون أو التهدئة، فهو مطلوب منه أن يبقى يقظ طوال ساعات الليل والنهار إذا تطلب الأمر تحت مختلف الظروف الجوية والأمنية، وعلى تواصل مع غرفة العمليات ..".

وأشار "أبو البراء" إلى أن المرابط يتغلب على صعوبة وقسوة الطقس والهدوء المشوب بالحذر، بالتسبيح والاستغفار والصلاة على النبي وقراءة ما تيسر من القرآن وصلاة ركعتين من قيام الليل إذا سمحت طبيعة المكان، مؤكداً بأن المرابط ينتابه شعور عظيم لا يمكن وصفه.

وحول كيفية التغلب على التغيرات المناخية..؟، أوضح "أبو البراء" لمراسل موقع "الإعلام الحربي" في لواء خان يونس، بأن كافة الفصائل المجاهدة استفادت من تجارب السنوات الماضية، وعملت بصورة حثيثة على تحسين أوضاع مجاهديها من كافة النواحي المتعلقة بالملابس والعتاد العسكري وإتباع وسائل اتصال وتنقل آمنة للمجاهد، مؤكداً حرص القيادة العسكرية إكساب أبنائها المجاهدين كافة الخبرات العسكرية المتطورة للارتقاء بمستواهم العسكري لخلق جندي مقاتل يستطيع بعقيدته الإيمانية الراسخة وإمكاناته المتطورة  أن يمرغ أنف أقوى جيش في العالم التراب.

يحققون الانتصار

وقال: "الرباط اليوم بات على سلم أولويات عمل المقاومة لحماية المناطق الحدودية حتى لا تكون مرتعاً خصباً للقوات الصهيونية لتصول وتجول فيها كما تشاء لزعزعة امن واستقرار أهلنا على طول الشريط الحدودي، مشيراً إلى أن العدو الصهيوني سعى في السنوات القليلة الماضية إلى زرع العملاء والمندسين في صفوف أبناء شعبنا لجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات عن المجاهدين".

وأضاف المجاهد "أبو البراء" الذي كان يجلس مع أفراد مجموعته يوضح لهم الأماكن المراد الرباط فيها من خلال خريطة توضيحية كان يفترشها على الأرض:" دور المرابط هو مراقبة الشريط الحدودي ورصد تحركات القوات الصهيونية على الحدود، وإبلاغ غرفة العمليات الخاصة بسرايا القدس بتحركاتها، والتصرف مع أي خروقات صهيونية وفق ما يتطلبه الموقف ويقتضيه طبيعة المكان".

ولفت المجاهد في سرايا القدس إلى أنه وأفراد مجموعته حظوا بالاشتباك مع الوحدات الخاصة " لواء جفعاتي" عدة مرات متفاوتة من على مسافات قريبة مكبدينه خسائر فادحة، إلا أن العدو يتبع سياسة التكتيم الإعلامي خشية إثارة الرأي العام لكيانه الذي لازال يعيش صدمة هزيمته النكراء في "بشائر الانتصار " و" السماء الزرقاء".

خط الدفاع الأول

في سياق الرد على الشعور الذي يختلج صدور المرابطين وهم يقفون على خط الدفاع الأول في مواجهة الترسانة العسكرية الصهيونية رغم قسوة الجو القارص؟ قال المجاهد "أبو محمود" أحد مجاهدي سرايا القدس في لواء غزة: "الإيمان بالله هو أعظم شيء يتملكه المرابط على الحدود، حيث يقف المرابط بإمكاناته المحدودة تحميه عناية الله في مواجهة أعتا ترسانة عسكرية صهيونية على مستوى العالم".

وتابع "أبو محمود" حديثه لمراسل "الإعلام الحربي" في لواء غزة، عن الأجواء الروحانية الإيمانية التي تسكن وجدان المجاهد قائلاً :"إن الرباط على الحدود يمنح المجاهد شعور العزة و الثقة التامة بما وعد الله عباده الصادقين المؤمنين". مؤكداً بأن المرابط على الثغور يتوقع في كل لحظة الاشتباك مع العدو وجهاً لوجه أو التعرض لعملية قصف كما حدث مع العديد من المرابطين على الثغور  ونالوا شرف الشهادة في سبيل الله.

وأكمل "أبو محمود" حديثه قائلاً :"العدو الصهيوني يراهن دوماً على أن المرابط لن يستطيع الصبر على الحدود في ظل الطقس البارد، بسبب طبيعة المنطقة البعيدة والخالية من السكان ناهيك عن الهجمة الصهيونية المتواصلة واستطرد القول:" لكن أؤكد أن المجاهد الفلسطيني لم ولن يبرح مكانه حتى ينصره الله بإحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة".

رجال يصنعون النصر

هذا وقد أشاد "أبو محمود" بما أبداه المرابطين من شجاعة وقوة في مواجهة التوغلات الصهيونية وتحقيق العديد من الانتصارات بتكبيده العدو خسائر فادحة،  مؤكداً أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تكبح جماح هذا العدو و تمنع حدوث الكثير من المجازر في حق شعبنا الأعزل خلال التصدي له ببسالة بالإمكانات المتاحة.

وحذر المجاهد في ذات الوقت العدو الصهيوني من ارتكاب أي حماقة جديدة بحق شعبنا قائلاً: "المقاومة الفلسطينية تقف اليوم على جهوزية تامة أكثر من ذي قبل، وهي قادرة على كبح جماحه" مستشهداً بالدور البطولي الذي أبداه أبناء سرايا القدس وباقي الفصائل المقامة الفلسطينية في التصدي للاجتياحات الصهيونية في منطقة الفخاري وشرق المغازي والبريج والشجاعية وبيت حانون وصوفا وعلى طول الشريط الحدودي وتكبيده خسائر فادحة عجز العدو الصهيوني عن التفوه بها أمام مواطنيه على حد تعبيره.

ودعا في نهاية حديثه كافة المرابطين إلى ضرورة الصمود والصبر في مواجهة الغطرسة الصهيونية، مذكراً إياهم قوله تعالى "ان النصر صبر ساعة."

 



سرايا القدس

سرايا القدس

سرايا القدس

سرايا القدس

سرايا القدس

سرايا القدس

سرايا القدس

سرايا القدس

سرايا القدس

سرايا القدس

سرايا القدس

سرايا القدس

سرايا القدس

سرايا القدس

سرايا القدس