خبر تحالف على ايران -يديعوت

الساعة 10:17 ص|04 فبراير 2013

بقلم: افرايم هليفي

        تشهد الاسبوع الاخير في سوريا ولبنان بأنه بدأت مرحلة جديدة من الازمة التي مركزها دمشق. تلهى الوسطاء من قبل الامين العام للامم المتحدة والجامعة العربية شهورا طويلة بتصور ان حل الازمة يقتضي ان تشارك ايران في الاجراءات الى جانب دول اخرى في المنطقة. وقد أيدت روسيا هذا التوجه من البدء أما الولايات المتحدة فعارضته. وأخذ يتضح في هذه الايام ان ايران هي اللاعبة المركزية التي تُخلد المشكلة.

        إن ايران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحارب قواتها على ارض سوريا. وهي ترى سوريا دولة ترعاها ولهذا أعلنت في الاسبوع الاخير أنها سترى كل هجوم من جهة اجنبية على سوريا هجوما على ايران. وكلما زادت طهران في تطرف تصريحاتها الحربية زادت تعلقها بنظام الاسد وربطت مصيرها بمصيره. وليست لها رجعة عن ذلك كما ليس لحليفها اللبناني حزب الله رجعة عنه. إن كل يوم قتال قاس لوحدات حرس الثورة ووحدات قوة القدس مع محاربي حزب الله للمعارضة السورية على اختلاف فصائلها يضائل احتمال ان يستطيع الايرانيون في المستقبل الاستمرار في التمسك بالارض السورية اذا سقط بشار الاسد. إن ايران تحارب حربها من اجل مستقبل مكانتها في الشرق الاوسط على ظهر السكان السوريين ومستقبلها في الشرق الاوسط متعلق بمصير المعركة الحالية. سيكون للبعد الدولي للازمة السورية وبخاصة علاقة الولايات المتحدة وروسيا بما يحدث، سيكون بلا شك وزن مهم في صوغ نتيجة المعركة النهائية. إن لموسكو ولواشنطن شبكة تقديرات ومشكلات تؤثر في مواقفهما المبدئية وفي سياستهما العملية. وليس لروسيا اليوم سيطرة كاملة على مرعيها الاسد الذي يحارب حرب انسحاب عن وجود نظامه وعن بقائه الشخصي. وقد كثرت الخطوات التي خطاها أو التي قدّر أن يخطوها والتي تعارض ارادة القيادة الروسية وفي مقدمتها حرية استعماله للسلاح الذي أُعطي له بسخاء طوال سنين ويشمل هذا الآونة الاخيرة. وتوجد علامات اولى على ان روسيا تخطو خطوات أخذت تكثر وإن تكن حذرة للاستعداد للفترة التي تلي سقوط مرعيها في دمشق.

        وفي مقابل هذا تزيد الولايات المتحدة على الدوام مشاركتها في الازمة وتحاول في خلال ذلك الامتناع عن خطوات تدهورها نحو قتال على ارض سوريا أو في مجالها الجوي. وليست العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا حسنة على العموم في هذه الفترة؛ فهل تقتضيهما ضرورات الازمة السورية التوصل الى تفاهم وتعاون على هذه القضية؟ سنعرف هذا قريبا.

        ليست اسرائيل مشاركة في الحرب الأهلية السورية وفي القتال الايراني على ارض هذه الدولة. وكانت تفضل من البدء ومن جميع الجهات ألا تنشب هذه المعركة وأن تستمر في التمتع بالهدوء النموذجي الذي ميز الواقع على طول خط الفصل الذي تقرر بين الدولتين في أعقاب حرب يوم الغفران قبل نحو من اربعين سنة، ولهذا أظهرت ضبطا للنفس في اعمالها وتقليلا من تصريحاتها الرسمية ايضا.

        إن الشيء المشترك اليوم بين جميع جارات سوريا – تركيا والعراق والاردن واسرائيل ولبنان والى جانبها جميع دول الخليج الفارسي ومنها العربية السعودية، ومصر ايضا – هو ان احتلال ايران وحزب الله لسوريا يعارض المصلحة الاستراتيجية لكل واحدة منها ولجميعها معا، وان من الحيوي السعي الى وضع حد لهذا الوضع. وهذه مصلحة واضحة ايضا للولايات المتحدة وروسيا ودول اوروبا جميعا. لم ينشأ قط تحالف مدهش قوي كهذا في مواجهة ايران وفي موضوع محدد بهذا القدر. وقد أصبح ضمان الانجاز المطلوب هو التحدي الفوري لقيادة اسرائيل واستراتيجيتها في الأمد القريب المباشر.

        حينما يزول الحبل الخانق الايراني حول عنق دمشق، واذا زال فقط، سيبدأ عصر جديد واعد في الشرق الاوسط. وستتنفس كل الدول التي ذكرتها الصعداء. وهذا في متناول اليد..