خبر تطهير في الغور- هآرتس

الساعة 10:17 ص|04 فبراير 2013

تطهير في الغور- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

        حملة الهدم في شمال غور الاردن استمرة لنحو اسبوع. وكما أفادت عميرة هاس (هآرتس، 1/2)، بدأت في 17 كانون الثاني في الساعة السادسة والنصف صباحا، حين اخلت الجرافات والجيبات وفي جنود وممثلي الادارة المدنية 60 شخصا، بينهم 36 طفلا، وهدموا 46 خيمة ومبنى مؤقت. 32 خيمة طوارىء نقلها الصليب الاحمر ومنظمات الاغاثة الاخرى الى السكان في أعقاب الهدم، صودرت بين يومين من ذلك. وفحص الجنود كل سيارة كانت في المكان للتأكد من أنها لا تحمل عتادا انسانيا، وسكبت الماء من الناقلات.

        سبب الهدم المعلن هو بشكل عام "تدريبات عسكرية". في 2012 أمر الجيش الاسرائيلي ثماني مرات 17 تجمعا سكانيا للرعاة والمزارعين بالمغادرة المؤقتة لخيامهم لهذا السبب. ولكن رغم أن ميادين النار تشكل منذ الان 45.7 في المائة من اراضي غور الاردن، فان اسرائيل لا تكتفي بذلك: 20 في المائة من المنطقة اعلنت كمحمية طبيعية؛ مئات الاف الالغام زرعت في المنطقة؛ 2.500 دونم فلحها مزارعون فلسطينيون، وضعت اليد عليها من أجل جدار الفصل. وبالاجمال، فانه من أصل مساحة 1.6 مليون دونم في الغور استولت اسرائيل على 1.25 مليون دونم (77.5 في المائة) دخول الفلسطينيين اليها محظور. كل هذا، بينما في ذات المناطق بالضبط تعيش بهدوء وسكينة مستوطنات اسرائيلية، غير مطالبة بالاخلاء.

        ان النشاط الوحشي الذي يقوم به الجيش الاسرائيلي والادارة المدنية – والذي فضلا عن هدم الخيام يتضمن ايضا التنكيل الشديد لكل ما يتعلق بالوصول الى المياه – هو جزء من تنفيذ ثابت لسياسة وطنية في اساسها الرغبة في اقتلاع تجمعات سكانية فلسطينية كاملة من المنطقة ج ونقلها الى المنطقة أ. وفي رغبتها في تطهير نقاط استراتيجية في الضفة الغربية (جنوب جبل الخليل، منطقة الخان الاحمر وشمالي الغور) من السكان الفلسطينيين، تحيق اسرائيل ظلما شديدا بعشرات التجمعات السكانية القديمة من الكادحين، الذين يعملون لاجل نيل رزقهم في الزراعة ورعاية الاغنام.

        فضلا عن حقيقة أن هذه السياسة وحشية وغير انسانية، تتناقض وكل مبدأ ديمقراطي وانساني، فان هذا السلوك يثبت بان دعوة بنيامين نتنياهو محمود عباس الى استئناف المفاوضات ليس سوى ذر للرماد في العيون.