خبر حالة غضب عارمة في صفوف توانسة « الجزيرة » والسبب زميلهم احمد منصور

الساعة 08:21 م|03 فبراير 2013

وكالات

المذيعون والاعلاميون التوانسة العاملون في شبكة "الجزيرة" القطرية بفروعها وقنواتها المتعددة يعيشون حالة غضب شديدة للغاية، ويتعرضون لضغوط مكثفة من قبل مواقع التواصل الاجتماعي في تونس للاستقالة، بسبب عدم "اعتذار" زميلهم احمد منصور مقدم برنامج "شاهد على العصر" للشعب التونسي بسبب ما وصفوها "اهانته" له.
القصة بدأت عندما اجرى المقدم احمد منصور سلسلة من اللقاءات مع السيد احمد بنور كاتب الدولة التونسي للأمن الوطني (12 حلقة) لتقييم تجربة الرئيس الحبيب بورقيبة.

غضب التوانسة جاء بسبب ثلاثة أمور:
*الاول: الاغراق في تفاصيل الايام الاخيرة لعهد الرئيس الراحل بورقيبة، وما قيل انه حصل فيها تسيب اخلاقي في علاقته مع بعض النساء.

*الثاني: ان السيد منصور استخدم بعض العبارات التي تضمنت اساءة للتوانسة وتتجاوز حكم بورقيبة نفسه وتشكل طعنا في كرامتهم كالقول "ان البنية التحتية في تونس في عهد بورقيبة بنيت على اموال الدعارة والخمور،"، في اشارة الى عائدات السياحة.

*الثالث: قول السيد بنور في الرد على سؤال حول عدم تحركه بجدية ضد بورقيبة، ان في تونس مثلا يقول "الرجولة تحضر وتغيب"، فكان ردّ المذيع منصور "عندكم تحضر وتغيب لكن عندنا في مصر لا تغيب ابدا".

وحساسية التوانسة من السيد منصور قديمة، فهذه هي ثالث مرة يجري فيها شهادة على عصر بورقيبة، الاولى والثانية كانتا مع السيدين محمد مزالي الوزير الاول السابق، والطاهر بلخوجة وزير داخلية واعلام تونس السابق، والمرة الثالثة مع السيد احمد بنور.

ويقولون انه،اي السيد منصور، يتناول الراحل بورقيبة كعميل للاستعمار ومعاد للعروبة والاسلام، رغم ان التونسيين يرون ان للرجل وعهده ما له وماعليه، فقد حقق نهضة تعليمية وصحية ضخمة. ويتهمونه ،اي منصور، بتبني الرؤية الاخوانية للحقبة البورقيبية.

واللافت ان هذه الحلقات مع السيد بنور جرى تسجيلها في باريس، وكان نظام بن علي قد حاول منعها عندما ارسل عملاءه الى فندق يقيم فيه السيد بنور واستولوا على حقيبته على امل ان يجدوا فيها الاشرطة، ولكن خاب ظنهم.

الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي التونسية حفلت بمقالات مطوّلة تدافع عن عهد بورقيبة وتهاجم محطة الجزيرة وقطر، وتتهمها بتشويه الحقبة البورقيبية، والشيء نفسه حصل في برامج "التوك شو" في محطات تلفزة تونسية.

العاملون في شبكة "الجزيرة" بمختلف فروعها العامة والوثائقية والرياضية (80 شخصا) توجهوا برسالة الى مدير عام الشبكة الشيخ احمد بن جاسم آل ثاني عبروا فيها عن استيائهم الشديد، واعتبروا ان زميلهم السيد منصور تجاوز ميثاق الشرف المهني للجزيرة، وتجاوز مرحلة بورقيبة للاساءة الى شعب تونس برمته.

وكان من بين الموقعين محمد كريشان، ليلى الشايب، الحبيب الغريبي وعصام شوالي (الجزيرة الرياضية).

وعلمت "القدس العربي" ان الشيخ حمد بن جاسم رد على الرسالة بالقول انه يحترم الشعب التونسي ويقدره، ووعد بالتحقيق بكل ما ورد فيها واتخاذ الخطوات التصحيحية اللازمة.

وفعلا امر بتشكيل لجنة لمشاهدة الحلقات، وهذا ما حصل، واقرت اللجنة وجود تجاوزات واوصت بضرورة اعتذار السيد منصور.

مصدر تونسي كبير في الجزيرة قال لـ"القدس العربي" في اتصال هاتفي ان الاعتذار لم يتم حتى هذه اللحظة، رغم بث حلقتين مباشرتين للبرنامج من القاهرة.

واضاف ان البعض اعتقد ان السيد منصور قد يعتذر في حلقة مباشرة يستضيف فيها السيد بن نور للرد على استفسارات المشاهدين، كما يفعل عادة، لكن هذا لم يحدث، وبدأ باعادة حلقات للرئيس السوري الاسبق امين الحافظ.

مواقع تواصل اجتماعي طالبت العاملين في الجزيرة باستقالة جماعية اذا لم يعتذر زميلهم، لان استمراره على حد بعض المقالات هو قبول بهذه الإهانة.

"القدس العربي" حاولت الاتصال بالسيد منصور ولكن دون ان توفق، وهي ترحب بنشر اي تعقيب او توضيح من جانبه.