بالصور الساعات الأخيرة للشهيد ضهير قبل أن تلتهمه النيران

الساعة 02:34 م|03 فبراير 2013

غزة (خاص)

"لم يكن في يومٍ من الأيام يتباهى أو يكشف عن أسراره ..، ولم تكن حالة الفقر التي يعيشها وإخوانه "التسعة" نقمة أو عقبة في سبيل تحقيق آماله وأحلامه ..، همه في هذه الحياة إدخال الفرحة والسرور إلى قلب والدته ..، أخلاقه الحميدة والتزامه الديني كانت حديث الناس ..، بحيث لا يكاد يمر موقف أمامه إلا ويكن له بصمة حسنة به".

"حازم ضهير" الذي توفي في الحادث المؤلم والفاجع بفعل حريق نشب في منزله بسبب "شمعة" كان يضيئ بها بيته في محاولة منه للتغلب على مشكلة الكهرباء المستمرة في قطاع غزة وأدت بحياته وزوجته وأبنائه الأربعة، كانت أحلامه وأمنياته أن ينال الشهادة في سبيل الله وهو يقاتل العدو الصهيوني.

"أم مازن ضهير" التي جفت دموعها لم تتوقع أن يفارق ابنها حازم وزوجته وأطفاله الحياة في غمضة عين فقالت لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية، :" حازم كان يحدثني عن الشهادة في سبيل الله تعالى وكان يدعوني إلى الدعاء له بأن ينال الشهادة وهو في جهاد ورباط مع إخوانه أبناء سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية على الحدود بغزة".


عائلة ضهير

حازم وابنه محمود

أم مازن ربطت على جرها وأوقفت جريان الدموع لتتحدث عن أخلاق ابنها حازم حيث قالت :"جاءني حازم بعد صلاة العشاء عائداً من مسجد جعفر يسألني عن ابنه محمود الذي تعوُد أن ينام بين أحضاني خلال الفصل الدراسي الأول حينما كانت فترته مسائية ..، فأجبته :"بان محمود عاد إلى أمه قبل لحظات أمانة عليك يا حازم "دفيه" وغطيه".

وفي موقف أخر قالت :"دائماً كان يسألن حازم هل أطهي الطعام لنأكل سوياً يا أمي فكنت أقول :"الحمد لله يا حازم أنا أكلت ..، انتظر حتى أطهي الطعام فأقسم "بالله" أن أستريح وذهب وأكل مشددة على أخلاقه وحسن تعامله مع إخوته وجيرانه.

ومن بين الآلام التي تعتصر قلبها استذكرت أم مازن حادثة جرت معها قبل يومين قائلة :"كان نفسي أخرج من المنزل وأسير بين طرقات غزة فحقق حازم أمنيتي قبل رحيله بيومين وذهبت معه إلى البحر في وقت الشتاء وأكلت بوظة وكان يوماً مميزاً حينما أصر ولدي على جلوسي في الكرسي الأمامي بينما أجلس زوجته في الخلف مع الأطفال، وكأنه يودعنا على طريقته الخاصة".

ذكرى لا تنسى

وكأمهات الشهداء الكرام أكدت أم مازن أن ولدها حازم كان يحدثني عن الشهادة وكان يقول :"أبتعرفي يا أمي إن الشهيد عندما ينال الشهادة ما يشعر بشيء"، وقد خيمت حالة من الصمت أرجاء المكان وقالت :"كان حازم يخرج مع إخوانه ولم أكن أعلم بذلك حيث كان كتوماً وحافظاً للسر".

منزل الشهيد حازم الصغير وحالة الفقر التي يعيشها المنزل أجبرت أمه للحديث معه مراراً وتكراراً أن يغير حياته وأن يسعى لإيجاد وظيفة وأن يغير مكان إقامته ليسكن في بيت أوسع وكان رده :"والله يا أمي حياتنا أفضل بكثير من حياة الناس التي تسكن القصور ويكفي أننا نتنفس ونشعر بالدفء وما في حد بموت من الجوع".

واستعادة والدته الذاكرة وبكت عينها بحرقة من هذا الموقف المؤلم حيث قالت :"قبل يوم جاء حازم وبيده ابنته الصغيرة يلاعبها وقلت حينها ابنتك يا حازم كأنها "زنبرك" بتطلع وبتنزل وهاهي اليوم صعدت روحها الطاهرة من بيت والحياة إلى دار الخلود.


عائلة ضهير

حديثه عن الجهاد في سبيل الله

بينما علاقته بأشقائه التسعة قال شقيقه الأكبر مازن :"عندما يتخذ حازم أي قرار كان يناقشني وكانت أوافقه الرأي..، ففي يوم طلبت منه أن يترك المقاومة الجهاد في سبيل الله خوفاً على حياته فكان رد حازم شديد حيث قال :"أنا ولدت يا مازن للشهادة لا أن أعيش هيكل عظمي فنحن خلقنا كي نجاهد في سبيل الله ولنحرر فلسطين فلن أترك هذا السبيل إلا بعد تحقيق النصر أو الشهادة".

بصعوبة يُخرج مازن صوته وكأنه داخل نفق حيث يقول :"كان حازم كرجال الإصلاح يساهم في إصلاح ذات البين وفي أي إشكالية بين الإخوة تجده أول من يقف ويحل الإشكالية ويقترح الآراء وكان موقفي حينها الموافقة دون معارضة لقراراته"، كما أنه يساعدنا في كافة أمورنا البيتية من حيث مساعدة شقيقه في بناء المنزل حيث رفض الاستعانة بعمال لبناء غرفة ومطبخ لشقيقه قائلاً :"نحن نقوم بهذا العمل، وبالفعل قمنا بما قاله وأتممنا العمل بنجاح".

حازم وابن عمه شادي

وعن علاقته بجيرانه وأصدقائه قال شادي ضهير ابن عمه :"أكثر ما يؤلمني أنني شاهدت حازم قبل سويعات من استشهاده في حلقة ذكر بمسجد جعفر وكان لأول مرة في حياته يجلس سرحان يفكر وحينما خرجنا سألته ماذا بك يا حازم فأجابني :"مخنوق يا شادي مش عارف شو مالي".

وعن طريقة معاملة حازم مع ابن عمه المبتورة قدميه قال :"لم يكن حازم كغيره من الأصدقاء والأحباب فهو يعاملني وكأن أقدامي موجودة وكان يساعدني في ممارسة حياتي الطبيعية في العمل وفي الجد وفي الهزار فكان يعاملني كباقي الشباب".


عائلة ضهير
عائلة ضهير


عائلة ضهير


عائلة ضهير


عائلة ضهير


عائلة ضهير


عائلة ضهير


عائلة ضهير