تقرير الغزيون يخشون « الشموع » خوفاً من الدموع

الساعة 07:32 م|02 فبراير 2013

غزة (خاص)

أثارت حادثة "الشمعة" التي اتسعت شهيتها فجر الخميس الماضي بحي الشجاعية والتهمت 4 أطفال ووالديهما حالة من الخوف والقلق في صفوف الغزيين خشية من أن تطالهم في يومٍ من الأيام وتودي بحياتهم في غمضة عين.

فقد أصبحت "الشمعة" التي يبلغ طولها بضعة سنتيمترات تشكل هاجس "الموت" الذي يلاحق المواطنين داخل منازلهم وعلى فراشهم دون سابق إنذار ..، الغزيون يستعينون بإنارة الشموع بدلاً من المولدات الكهربائية التي شكلت على مدار الأعوام الماضية الهاجس الأكبر في حياة المواطنين بهدف إضاءة منازلهم لإزاحة الظلام الحالك الذي تُحدثه أزمة انقطاع التيار الكهربائي.

المواطنون عبروا لـ"مراسل فلسطين اليوم الإخبارية" عن خشيتهم وخوفهم من إشعال الشموع في منازلهم وبعضهُم أكد بأنه لن يجلب الموات إلى بيته.

كابوس يلاحقني في منامي

فقد قال الطالب الجامعي فادي العمارين من مدينة غزة، :"الشموع أصبحت كابوس تلاحقني في منامي وأخشى أن استفيق في يومٍ من الأيام وأجد أحد من إخواني أو جيراني قد فارق الحياة بسبب الشمعة "اللعينة".

وأوضح العمارين لـ"مراسل فلسطين اليوم الإخبارية"، بأنه يخشى الشموع ولا يستعملها في بيته بأي شكل من الأشكال خشية من "الموت".

وأضاف :"أشعر بالحزن الشديد عندما أسمع عن كارثة وفاجعة ألمت بعائلة بأكملها كعائلة "ضهير" وقتلت 4 أطفال ووالديهما"، متسائلاً :"من يتحمل وفاة العائلة؟".

واستذكر الجامعي العمارين حادثة كادت أن تلتهم ابن عمه قائلاً :"وضع ابن عمى الشمعة على لوح زجاجي في دورة المياه ونسي أن يطفئها وبعد لحظات اشتمت العائلة رائحة حريق ودخان يشتعل من المكان ولولا رحمة الله تعالى لأحرقت الشمعة المنزل بالكامل".

استعمل الكشافات

من ناحيته قال المواطن محمد صلاح :"بعدما سمعت بالحوادث والكوارث التي أحدثتها الشموع والتي كان أخرها عائلة ضهير شعرت بالخوف والقلق من الشموع وأقسمت بألا أستخدم الشموع ولمبة الكاز والمولد الكهربائي "الماتور".

وأوضح المواطن صلاح، بأنه يستخدم "الكشافات الصغيرة" ، وكشاف الجوال ، لأنهما أقل خطورة من إنارة الشموع وغيرها داعياً المواطنين لاستعمال الكشافات بدلاً من كابوس الموت الذي ينتظر غفوة من المواطن ليشبع شهية الشمعة "اللعينة".

فيما أكد المواطن أبو نبيل من حي الشجاعية بأنه يستخدم الشموع ويضعها على الأرض وبعيدة عن الأثاث والأوراق والسجادة خوفاً من اشتعال النار بها، مشيراً إلى أن أغلب الحوادث والكوارث تصيب المتعلمين لجهلهم في التعلم من أخطاء الآخرين.

وقال أبو نبيل :"لا أستطيع أن أخفي خوفي الشديد من الشموع ولكن نحن بحاجة لإنارة طريقنا المظلمة حتى نستطيع السير في فناء المنزل فربما سقطتُ على الأرض واصطدم رأسي في عامود البيت أو في سكين .. أو غيرها" فمن يتحمل المسئولية ؟.."

حديث السائق

وفي ذات السياق جرى حديث بين السائق وصديقه حول زيارتهم لأحد أصدقائهم ..، سأل السائق هل الكهرباء متوفرة عنده حتى نزوره..، قاطعه مراسلنا بإجابة قصيرة قائلاً :"فليشعل الشموع"..!، فنظر السائق إلى مراسلنا وقال :"أتريد أن تتخلص مني يا زلمة خود الشيقل وانزل من السيارة شو ضيعلي علشان أشعل شمعة تحرق أولادي هو أنا مستفيد منك ولا من غيرك" ..، وأوضح السائق بأنه يخشى من الشموع أكثر من المولدات الكهربائية ولمبة الكاز لأن الشموع سهلة وصغيرة الحجم ويحملها الصغير والكبير.

 

طرق الوقاية

 

-   لا يجوز ترك المدفأة مشتعلة أثناء النوم، ولأن التيار الكهربائي عرضة للقطع فيمكن أن يحدث تماس كهربائي نتيجة ارتفاع في مستوى الكهرباء عند عودته، وهنا يؤدي إلى حدوث حريق.

 

-   لا يجوز ترك شمعة على منضدة خشبية أو بلاستيكية، بل يجب وضعها في اناء فخاري أو صيني وبعيدة عن متناول الأطفال. وأوضح أن الشمع صنعت لاستخدامات معينة وهي المناسبات وأعياد الميلاد ولم تكن في يوم من الأيام مصنوعة للانارة، ولكن بفعل الحصار الظالم التي فرض من القريب والغريب اصبح المواطن يستخدمه ، وعليه أن يكون يقظاً ومنتبهاً في ذلك.

 

-   لا يجوز استعمال لامبات الكيروسين وبابور الغاز أثناء النوم لأنه في أي لحظة قد يشتعل ولا يمكن السيطرة على الحريق.

 

-       لا بد من التأكد من تهوية المنازل في حال استخدام الفحم والحطب للتدفئة.

 

-   لا بد أن نتأكد أن أحمال الكهرباء في المنزل تتناسب مع التيار الكهربائي، بمعنى لا يجوز استخدام عدة أجهزة كهربائية كبيرة في وقت واحد، (كالغسالة والمدفأة والثلاجة، والسخان في وقت واحد، لان ذلك سيزيد من الضغط على الشبكة وقد تؤدي إلى تماس كهربائي من شدة الأحمال.

 

-       التأكد من سلامة شبكة الغاز.

 

-       عدم تخزين الوقود داخل المنزل.

 

وأكد الزهار على ضرورة أن يكون المواطن يقظاً ومنتبهاً حتى لا يكون عرضة للحرائق.

 

جدير بالذكر أن عدة حرائق وقعت في منازل المواطنين في قطاع غزة نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي الذي يضرهم لاستخدام أدوات للإنارة، وكان آخرها مقتل أسرة بأكملها من عائلة ضهير 6 أفراد شرق مدينة غزة.


شموع


كهرباء
كهرباء
الكهرباء

حريق منزل عائلة ضهير
حريق منزل عائلة ضهير
حريق منزل عائلة ضهير