خبر يطاردني خضر عدنان

الساعة 06:22 م|01 فبراير 2013

في الطريق الجبلي إلى رام الله، أتذكر خضر عدنان،،، مثل الكثيرين ومثلنا كان يقطع هذا الطريق دوما باتجاه دوامه في جامعة بيرزيت... ثم انقطع فجأة ليمضي في " مهمة حرية" نيابة عن شعب كامل يفتتح ربيعه الوطني !!

يعلو خضر هذه الأيام، ونبقى نحن ملتصقين بصفة "الصمت" ... ويظل الطريق منحدرا حينا ومستويا حينا آخر لا أكثر ولا أقل ..

يطاردني خضر عدنان ...

يطاردني أبوه.. الشيخ الذي يتنقل بخفة وعزم شاب عشريني يدافع عن حق زرعه في ابنه..

تطاردني حسرة أمه، وهي تردد بدمعات غالية "قلبي محروق.. لكن لن اطلب منه التوقف".

تخجلني رندة زوجته، بعزمها وتماسكها، رغم ألم غيابه وتعبه وحملها الثقيل..

تخجلني وهي ترد " لا يفتي قاعد لمجاهد" .. ونحن كلنا أمامه "قواعد" !!

يطاردني قلق الصغيرة معالي، " لُولا " كما يناديها، وخوفها أن ينسى أباها في تعبه .. اسمها

يطاردني هزال شعب كامل، أدنى من هامة خضر عدنان ..!

يرافقني حضوره ... ؛

في الطريق إلى العمل، أخشى النظر في وجوه الناس، فلا أراه في عيوننا جميعا ..

في شاشة الحاسوب، يحتل اسمه عناوين الروايات والأخبار، .. وصورته علياء القلب ..

في النافذة، أفهم معنى الجوع حد الموت لأجل "فضاء رحب"..

في الطرقات أيضا، أبحث عن جدران تتسع لهامته، فاعذرها ... لا متسع لعزة مقاوم في جدارية!!

 

في الحقول، أزدري خيانة اللوز وهو يزهر في جوعه ..

في الرزنامة اليومية، أبحث عن صباح قريب أضع على تاريخه دائرة حمراء، واسميه

" خضر يوقف إضرابه... خضر يعود إلى بيته".. !

 ميرفت