خبر الزمن للزعامة السياسية- هآرتس

الساعة 11:49 ص|31 يناير 2013

الزمن للزعامة السياسية- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

بينما تبدأ الحكومة التي ستنشأ عن الكنيست الـ 19 في الانتظام، فان الادارة الثانية لبراك اوباما تنطلق على الدرب وتلمح بان اسرائيل ليست حرة في مواصلة الجمود السياسي. وتدل الاصوات من واشنطن بوضوح على نية استئناف سريع لمسيرة التسوية الاسرائيلية – الفلسطينية. رد رافض من القدس ليس فقط مرفوضا في جوهره؛ بل هو ليس عمليا، في ضوء التصميم الذي تبثه القيادة العليا في الادارة الامريكية.

        وغدا ستنقل العصا في وزارة الخارجية الامريكية من هيلاري كلينتون الى جون كيري. وكان كيري مرشحا سابقا للرئاسة، وقد تكون كلينتون مرشحة مستقبلية لهذا المنصب. وكلاهما جديران بان يعتبرا صديقين لاسرائيل وعاطفين لتطلعها العيش بسلام آمن في داخل عالم عربي واسلامي بارد بل ومعاد. هذا النهج الاساس اختلف مع سياسة بنيامين نتنياهو في السنوات الاربعة الاخيرة، والتي كان في مركزها التملص من حل وسط حيوي مع الفلسطينيين.

        ويتضمن برنامج اوباما وكيري بشأن الشرق الاوسط العمل على احباط التسلح النووي لايران، الاستجابة لطموحات وأماني الشعوب العربية التي تعيش الصحوة منذ سنتين، والسعي الحثيث نحو السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ويتطلع كيري الى أن يخلف وراءه تراثا دبلوماسيا؛ ومن المتوقع أن يتجول في المنطقة، يلتقي بزعمائها ويعين مبعوثا رفيع المستوى لوساطة عنيدة بينهم.

        لن تكون الاستجابة لمبادرة امريكية مثابة صدقة تقدمها اسرائيل الى غيرها. فتحطيم الجمود حيوي لاسرائيل. ومن الافضل أن تأتي المبادرة من جانبها، ولكن في ظل غياب قوة داخلية لمثل هذه المبادرة، محظور على اسرائيل أن تصدها حين تأتي من الخارج. فالهزة التي تعصف بالدول المجاورة ولا سيما الوضع الهش في سوريا يفترض حكومة معتدلة، تعرف كيف تحافظ على الاحتياجات الامنية لدولة اسرائيل دون أن تشعل المنطقة.

        لم تتمكن الحكومة المنصرفة من تطوير علاقات ثقة تنبع من خط سياسي معتدل. والحكومة القادمة ملزمة بان تستند الى محافل سياسية والى افكار سياسية تقود نحو السلام. لا يكفي تسليم حقيبة الخارجية لنقيض افيغدور ليبرمان، مطلوب سياسة تسعى حقا الى مزيج من الامن والسلام.