وعين المجاهد على الميدان

بالصور « سلاح الإشارة » لسرايا القدس: لغة السين بين القيادة والجند

الساعة 04:01 م|30 يناير 2013

غزة

 عكفت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، منذ انطلاق عملها الجهادي على ارض فلسطين على تطوير إمكاناتها القتالية لمواجهة الترسانة العسكرية (الصهيو أمريكية)، بهدف حماية أبناء شعبها والدفاع عن حقوقه المغتصبة منذ نحو خمسة وستون عاماً.

وتعتبر غرفة العمليات أو ما يُعرف باسم " سلاح الإشارة " واحدة من أهم الوسائل التي حرصت سرايا القدس على تطويرها بأحدث التقنيات التكنولوجيا المعروفة على مستوى العالم، نظراً لما تمثله هذه الوسيلة من أهمية قصوى في التواصل والتنسيق بين القيادة العسكرية ومجاهديها على الأرض، كما أنها تشكل حلقة مهمة لمراقبة تحركات العدو جواً وبراً وبحراً، والإيعاز إلى المجاهدين في الميدان بأخذ الحيطة والحذر من أي استهداف غاشم قد يستهدفهم، إلى جانب ما تشكله من وسيلة اتصال شبه آمنة بعيدة عن مراقبة أجهزة مخابرات الاحتلال.

سلاح فعال قديماً وحديثاً

و عرف مختصون غرفة العمليات "سلاح الاشارة " بأنها الدائرة التي تعنى بالاتصالات وتنظيمها لتبادل إرسال الأوامر والتعليمات والإيعازات والتقارير والإشارات، واستقبالها بمختلف السبل والوسائل من أجل قيادة القوات والسيطرة عليها في السلم والحرب.

و "سلاح الاشارة" من أهم الأسلحة في القوات المسلحة قديما وحديثا، وزادت أهميته في العصر الحديث نظرا للتطور الحاصل على جميع المستويات، سواء معدات الاتصال أو التقنية المستخدمة في الحروب الحديثة أو التدريب الحديث الذي يستلزم هذا التطور السريع الهائل.وقد قام سلاح الإشارة تباعاً منذ تأسيسه بمواكبة كل ذلك وسعى جاهدا من بين كل الأسلحة إلى تطوير معداته الثابتة والمستخدمة ميدانياً، وقام بتكثيف التدريب لأفراده وضباطه على هذه الأجهزة،إضافة إلى تنمية إحساسهم بدور الاتصالات في ميدان المعركة وفي جميع الميادين والأحوال وأهمية ضمان إيصال المعلومات.

كما قام هذا السلاح بالتركيز على دور الحرب الالكترونية وكيف أنها قد تكون الضد، والعدو الأكبر لاتصالاتك في الميدان وقد أولى السلاح هذا الجانب أهمية كبرى كانت بارزة في الآونة الأخيرة.

للإطلاع أكثر على دور هذا السلاح، أجرى "الإعلام الحربي بلواء رفح" لقاء موسع مع المسئول العسكري بسلاح الإشارة، "أبو مجاهد" الذي بدوره أكد أن انشاء غرفة الإشارة بدأ بإمكانات محدودة ومتواضعة، كان الاعتماد الأكبر فيها على الطاقات الشابة التي عملت ليل نهار على تطوير إمكاناتها حتى باتت أحد أهم العناصر الوقائية التي يعتمد عليها لحماية المجاهدين، موضحاً أن سلاح الإشارة لم يعد يقتصر دوره على الإرسال والاستقبال بل تعدى ذلك (...).

تطور ملحوظ

وقال أبو مجاهد لـ"الإعلام الحربي" :" عَملنا بالدرجة الأولى يرتكز على عمليات الرصد والمتابعة، وجمع المعلومات، وتمحيصها، ونشرها حسب درجة أهميتها باستخدام الشيفرة "، مشيراً إلى النجاحات الكثيرة التي حققها سلاح الإشارة في تنظيم العمل الميداني وكشف تحركات العدو للمجاهدين لأخذ أقصى درجات الحيطة.

وتابع حديثه قائلاً: "بطبيعة الحال لا يخفى على أحد ما حدث خلال الحرب الصهيونية على قطاع غزة إبان عدوان ( الرصاص المصبوب) حينما أقدم العدو الصهيوني على اختراق سلاح الإشارة و التشويش عليه لكن دون جدوى, فعمد على استهداف أحد محطات الإرسال التابعة لسلاح الإشارة ليكتشف عدم جدواها، بعد أن تمكن مجاهدو السلاح في وقت قياسي إعادة إرسال البث وتواصل القيادة العسكرية مع كافة المجاهدين في الميدان مرة أخرى ..".

عمل دقيق وحساس

وتطرق ابو مجاهد إلى ظروف وآليات العمل داخل غرفة سلاح الإشارة، قائلاً:" عمل سلاح الإشارة رغم سهولته كما يعتقد البعض للوهلة الأولى، شاق وحذر وحساس فهو يحتاج إلى عقول مستنيرة واعية ولديها حس أمني في التعامل مع الإشارات التي يتم استقبالها والقدرة على استخدام الشيفرة في نشرها بدقة بعيداً عن أجهزة رصد العدو .."، مؤكداً إشراف جهة قيادية على درجة عالية من الخبرة في التعامل مع المعلومة وتفكيكها وتحليلها واختيار نظام الشيفرة المناسب لنشرها على الجهات المطلوبة دون غيرها..

الجانب الأمني حاضر

وبين المسئول في سلاح الإشارة، إلى أن القيادة العسكرية تعمدت فتح عدة موجات لتشويش على أي محاولة اختراق صهيونية محتملة، فهناك الموجة العامة التي بإمكان المواطن العادي الدخول إليها والاستماع إلى آخر المستجدات الأمنية على الأرض المتعلقة بتحركات العدو والبعيدة كل البعد عن النشاط العسكري، أما الموجة المتعلقة بالشق العسكري فهي تنقسم إلى موجتين، موجة متوسط التشفير ويمثل ما نسبته 50% من المعلومات، وموجة عالية التشفير والتي تمثل ما نسبته 20%، وهي بحاجة إلى رموز خاصة لتفكيكها لفهمها، والتي يتم تعديلها بين الفينة والأخرى لضمان السرية التامة، مؤكداً حرص القيادة العسكرية في سرايا القدس على تطوير قدرات مجاهديها من خلال تنظيم العديد من الدورات التقنية العامة والخاصة .

عدونا قلق

وتجدر الإشارة إلى أن صحيفة " يديعوت احرنوت" الصهيونية كشفت عن حالة القلق المتنامي الذي تعيشه المؤسسة العسكرية الصهيونية جراء التطور التقني والتكنولوجي والميداني للمقاومة الفلسطينية وخاصة سرايا القدس في معركة السماء الزرقاء باعتراف العدو عندما قامت باختراق هواتف آلاف الضباط والجنود الصهاينة وأرسلت لهم رسائل تهديد وتحذير وبالإضافة إلى نشر بياناتهم الخاصة ومعلومات حساسة عن جيش العدو، حيث قالت :"طائرات الاستطلاع الصهيونية و ما امتلكت المخابرات من وسائل تقنية تعمل ليلا نهار على جمع المعلومات ورصد تحركات المجاهدين، لكن جيشنا اليوم بكافة دوائره أصبح يواجه مشكلة بأنه بات تحت دائرة الرصد من قبل المقاومين الفلسطينيين، وهذا الأمر يهدد بالدرجة الأولى سلامة الجنود والمواقع العسكرية ويفشل العديد من الخطط والتدابير التي يجريها الجيش على الأرض..".

وأكد أبو مجاهد في نهاية حديثه إلى زمن العربدة الصهيونية والاستفراد بشعبنا الفلسطيني ولى بلا رجعة في قطاع غزة، ولن يطول ظلمه بحق أهلنا بالضفة الغربية والقدس وفوق كل ذرة تراب من فلسطين.


سلاح الإشارة سرايا القدس
سلاح الإشارة سرايا القدس
سلاح الإشارة سرايا القدس
سلاح الإشارة سرايا القدس
سلاح الإشارة سرايا القدس
سلاح الإشارة سرايا القدس
سلاح الإشارة سرايا القدس
سلاح الإشارة سرايا القدس
سلاح الإشارة سرايا القدس