خبر « أنت نكد..أنتِ نكدية »..التهمة الأكثر تبادلاً بين الأزواج وتضاعف حالات الطلاق!!

الساعة 06:23 ص|30 يناير 2013

رام الله

 

يحدث أن تهتم المرأة برغبة زوجها في أن تكون وجبته عندما يعود إلى المنزل كما طلبها قبل مغادرته صباحاً– "المقلوبة" مثلاً– غير أنه لسبب ما، لا يتورع عن إبداء "تأففه" لأنها (المقلوبة) بـ"الباذنجان" و ليس مع "زهرة القرنبيط" ؛ لتبدأ بعد ذلك جولة "تنكيدات " متبادلة يصعب عليهما الإفلات منها...

في العادة، لا تعترف الزوجات بالتهمة الجاهزة بأنهن "نكدات بالطبع"، فيما الأزواج الذين يعودون مرهقين من أعباء أعمالهم اليومية، لا يلتفتون كثيرا إلى أن زوجاتهم، هن الأخريات كنّ، أثناء غيابهم في أعمالهم، تحت وطأة من الأعباء المنزلية المرهقة، بما في تلك الأعباء إرضائهم و اختلاق أسباب لسماع ما تيسر من "الكلام الجميل" !

الرجال و النساء الذين استطلعت القدس، آراءهم حول "النكد" أظهروا، كل بمفرده، أن أسباب النكد تكمن في شركائهم، حيث أكدت غير امرأة أن إلصاق تهمة التنكيد بالنساء من قبل الرجال عائد إلى معتقدات بأن "الرجل يمتلك المرأة وعليها الامتثال دون أن يكون لها رأي"، بينما أشار رجال إلى أن النكد "طبع نسوي" و يندر العثور على نساء غير قادرات على "اختلاق النكد من تحت الأرض" .

قالت الزوجة "عرين" التي تؤكد أن نكد الزوجات "لا يأتي من فراغ" – قالت أن تفاصيل بسيطة داخل المنزل يمكن أن توضح من "ينكد عيشة من"، ممثلة على ذلك بأن زوجها الذي يعود إلى المنزل بعد ساعات طويلة في العمل، يباشر حضوره بسيل من الأسئلة، من نوع : " شو طبختي ؟!"، "وينك شو بتعملي؟!"، "مطولى..بعد ما خلصتي؟!" وهكذا، فيما لا يعبأ بكم النكد الذي ينطوي عليه سؤال بطريقة استفزازية من طراز "ليش طبختي هالطبخة ؟"، بالرغم من أن الطبخة تم تحضيرها بناء على طلبه .. أو – كما قالت - عندما يحول الملابس التي كانت معلقة بترتيب بالخزانة إلى كومة من "الرابش"؛ فقط لكي ينتقي القميص الذي سيرتديه .

من جانبها، قالت "سينا ناصر" أن النساء، حتى المتطلبات منهن، يرغبن غالبا في علاقات زوجية مثالية ، و هو تطلب يعتبره الكثير من الرجال سببا لـ" النكد"، بينما تعتبره المرأة نزوعا إلى حياة أفضل، مشيرة إلى أن الظروف الاقتصادية قد تكون سبباً رئيسا في تفاقم الأمور نحو الأسوأ، فيما تشير"أم شادي" إلى أن بعض أسباب إحساس النساء بالنكد، ومن ثم تصديره على نحو ينكد على الرجال، قد تكون عائدة إلى ميل المرأة لـ "الحفاظ على العلاقة" أو"الغيرة" أو"الخوف من خسارة الزوج أو الشريك "، وهو خوف ينبع لدى بعض النساء من رسوخ قناعات بأن"الرجل في طبيعته خائن ويبحث عن تعدد العلاقات" !

المواطن "محمد ..." الذي سألته  دون كوم ، قال أن "المرأة تهوى النكد بطبيعتها"، وهو ( أي النكد ) "أسلوب تتبعه المرأة لإثبات شخصيتها"، فيما يرى "أبو أحمد" أن أحد أكثر الأسباب لخلق النكد في الحياة بين الزوجين، ميل كل منهما إلى تأكيد سلطته دون الأخذ بالحسبان أهمية "تقاسم السلطات"، لافتا إلى أن الطبيعة العاطفية للنساء تجعلهن أكثر انفعالا حيال ما يعتقدن أنه تجاهلا يمس حضورهن كشريكات حياة، أو يمس أنوثتهن كزوجات، بينما يرى "يوسف.س" أن بعض الرجال يتذرعون بـ"النكد" الذي تبديه زوجاتهم لاقتراف خيانات زوجية !

في الإطار، يرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة النجاح ماهر أبو زنط أن النكد يعود لطبيعة الشخص نفسه - بحسب مهنته وتعليمه و وضعة الاقتصادي؛ فكلما ازداد تعليم المرأة قل نكدها، وهو ما ينطبق على الرجال أيضا ، لافتا إلى أن المقولة الشائعة لدى الرجال عن أن "المرأة نكدة بطبعها"، تظل مقولة غير صحيحة، مرجعا نكد الزوجات إلى أسباب متنوعة، بينها بخل الأزواج أو إهمالهم لزوجاتهم أو .. إنشداد بعض الرجال إلى نساء أخريات وهو مايفسر ازدياد حالات الطلاق في سجلات المحاكم الشرعية .