خبر صهيونية بدل شعور التهكم- يديعوت

الساعة 10:05 ص|29 يناير 2013

صهيونية بدل شعور التهكم- يديعوت

بقلم: يوعز هندل

        (المضمون: لا يمكن تدبير الامور في اسرائيل من غير احزاب صهيونية كبيرة ومن غير اعتماد على لبيد وبينيت من اجل الحفاظ على صبغة اسرائيل اليهودية والصهيونية - المصدر).

        لا تحدث في اسرائيل تغييرات كبيرة إلا حين لا يوجد مناص آخر. هذه هي قوانين الطبيعة. ويفضل من كان قريبا من القوة والميزانيات الضخمة الحفاظ على الموجود. وكذلك الساسة وقادة الدين. فالحريديون يخشون على أحكام الله والساسة يخشون على المناصب.

        أنهت سنة الاحتجاجات الاخيرة مظاهرة متوسطة في ساحة متحف تل ابيب. وقد كنت أقف هناك بين الخطباء ومعي ورقة مليئة بعلامات التعجب. كان الجو احتفاليا. ووقف على المنصة متطوعون بعضهم منم ساسة المستقبل وفي أسفل في الباحة اجتمع عشرات آلاف المتظاهرين بينهم جماعة واحدة من رافعي اللافتات برئاسة يئير لبيد.

        وأُطلقت الكلمات في الهواء وصفق الجمهور. واقتنع المقتنعون مرة اخرى. ولم يتغير شيء في الغد وبقي للحكومة اختيار آخر وتلاشى التغيير كالخطب العصماء.

        وعادت ارادة التغيير منذ الاسبوع الماضي، فحينما لا يوجد مناص تنشأ الارادة سريعا.

        ان من يصغي للكلام الذي يصدر منذ كانت الانتخابات عن ديوان رئيس الوزراء قد يبلبل لحظة ويعتقد ان الحديث عن واحد من الخطباء في تلك المظاهرة في ليل الصيف. فقد تحول التساوي في العبء بين عشية وضحاها الى أساس وجودنا وهو شوق قديم وكل ما بقي هو: كيف.

        فاز نتنياهو في هذه الانتخابات بمعان كثيرة بفرصة مميزة. فهو معزز بقوى متوازنة ويمكنه ان ينشيء ائتلافا صهيونيا يكون بديلا عن ائتلاف تهكمي، بيد انه من اجل انتهاز الفرصة يحتاج خطابنا الى تغيير.

        اعتدنا ان نتحدث عن الأحلام في اسرائيل بمفاهيم يمين ويسار وكتل حزبية. ومن مع نتنياهو ومن ضده. وحان الوقت لاستعمال مفاهيم الصهيونية. ففي عدم وجود جدل حقيقي في اتفاق سلام أصبح المهم الآن صورة دولة اسرائيل. فأية دولة يهودية نريد وكيف نحافظ على دعامتها الديمقراطية.

        ان حصر العناية في التساوي في العبء باعتباره المشهد العام خطأ. ان نتنياهو يؤيد التساوي في العبء وهو من غير أي شعور بالتهكم يريد مصلحة الدولة. وهو مثل آخرين قبله لم يفعل الى اليوم أي شيء في هذا الشأن لأنه كان عنده مناص.

        لكن فيما يتعلق بالبقية عندنا علامة سؤال كبيرة.

        تخلت اسرائيل الصهيونية سنوات طويلة عن اليهودية. واختارت اسرائيل الوضع الراهن – وهو أبو كل خطيئة – على المواجهة الايديولوجية. فقد طأطأ الصهاينة المتدينون والعلمانيون هاماتهم لليهودية الجلائية في ارض اسرائيل. وتخلينا عن السيطرة على المؤسسات الدينية واجهزة الحلال والرقابة وتخلينا عن السيطرة على جهاز التهويد وتخلينا عن أحياء كاملة في العاصمة.

        وقد شعر بالثمن في الأساس اولئك الذين اليهودية عندهم صورة حياتهم ومن تشغله الصبغة اليهودية وتهمه ايضا.

        وماذا عن نتنياهو؟ حافظ على غموض.

        أصبح يُخيل الينا منذ الاسبوع الماضي ان نتنياهو يفهم لكنه يكتم مع كل ذلك. وفضل بدل ان يتجه أولا الى البيت اليهودي – وهو شريك صهيوني طبيعي لليكود في موضوعات الصبغة اليهودية ايضا – فضل ان يجد معادلا لحزب لبيد عند الاحزاب الحريدية. وفضل ان يُربع الدائرة. ونقول بالمناسبة ان الغضب الشخصي على بينيت غير ذي صلة بادارة الدولة. فاذا اضطر نتنياهو الى الجلوس مع ناس لا يخافهم فقط فسيجد نفسه في الحكومة مع نفسه.

        بعد سنين طويلة من شراكة الحريديين سيضطر الى ان يفهم مبلغ أهمية التخلي عن صبغة الدولة اليهودية. ليس له مناص ولهذا فان عنده فرصة شخصية للتغيير وعندنا فرصة. لا يمكن من غير احزاب صهيونية كبيرة ولا يمكن من غير لبيد وبينيت وبعدهم الطوفان وربما الجيل الذي سيحظى بمعرفة اسرائيل التي ستكون أكثر يهودية.