خبر صحيفة: أسباب قوية تدفع عباس وحماس للسعي وراء المصالحة

الساعة 07:54 ص|29 يناير 2013

غزة

أكد مصدر موثوق به في حركة «حماس» جدية الحركة والرئيس محمود عباس في التوجه نحو المصالحة الوطنية وإتمامها، عازياً ذلك إلى عوامل واعتبارات كثيرة، من بينها عوامل ذاتية وأخرى موضوعية وثالثة مصلحية، رافضاً الافصاح عن ماهية هذه العوامل. رغم ذلك، أشار إلى أن دوافع كل طرف منهما مختلفة عن الطرف الآخر.

وأوضح المصدر لـصحيفة "الحياة" اللندنية، أن الرئيس عباس يسعى من وراء المصالحة وتشكيل حكومة جديدة وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة، إلى وقف تقدم الحركة وعدم تحقيقها أي انجازات إضافية في أعقاب ما حققته من «اعتراف» بعض الدول والأطراف العربية خلال الأعوام الماضية، إضافة إلى «انجازات سياسية» تُوجت بما وصفته بـ «الانتصار» في الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على قطاع غزة المتمثلة في «مكاسب» حققتها من خلال التفاوض عبر مصر مع "إسرائيل"، وزيارات قادة ومسؤولين عرب إلى القطاع.

 وأشار إلى أن الرئيس عباس استشعر اخيراً «تهديداً جدياً» على وحدانية التمثيل الفلسطيني الذي تمثله منظمة التحرير التي يرأس لجنتها التنفيذية، وهو ما تدركه «حماس» أيضاً.

وأضاف أن الرئيس عباس يرغب من خلال المصالحة بعدما أصبحت فلسطين دولة بـ»صفة مراقب» في الأمم المتحدة، في العودة إلى قطاع غزة و»ممارسة السيادة» في القطاع، الأمر الذي لم يتحقق له في الضفة الغربية بسبب الاحتلال "الإسرائيلي" المباشر للأرض الفلسطينية وتقطيع أوصالها، فضلاً عن «انسداد أفق المفاوضات» مع "إسرائيل" والأزمة المالية الطاحنة التي تعصف بالسلطة الفلسطينية.

وتابع أن أحد دوافع عباس للمصالحة «عدم قدرته» على إدارة أوضاع حركة «فتح» التي يرأس لجنتها المركزية، في القطاع،

 وأشار أيضاً إلى الضغوط الخارجية التي يتعرض لها عباس والمترافقة مع التغيير في العالم العربي وتصدر جماعة «الإخوان المسلمين» المشهد السياسي، خصوصاً في مصر وفوز محمد مرسي برئاستها، و»انحيازها» تجاه «حماس»، علاوة على رفع الإدارة الأميركية الـ"فيتو" عن المصالحة، وهو ما أبلغه مرسي لطرفي الانقسام خلال حوارات القاهرة الأخيرة، فضلاً عن أن "إسرائيل" لن تعارضها ولن تعرقل عمل حكومة التوافق الوطني المزمع تشكيلها برئاسة عباس خلال الأيام المقبلة.

وأوضح أن الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما بحاجة إلى جماعة «الاخوان» التي تعتبر الجماعة الأم بالنسبة إلى «حماس».

في المقابل، قال المصدر أن «حماس» تهدف من وراء تحقيق المصالحة إلى أن تنتقل خطوة أو خطوات إلى أمام على طريق تحقيق مشروع اقامة الدولة الاسلامية الممتدة من المغرب غرباً الى أندونيسيا شرقاً.

وشدد على أن دوافع «حماس» تتمثل في أن «مشروع غزة» أو «مشروع دولة أو إمارة غزة» ثبت فشله، فيما وصلت الحركة إلى قناعة باستحالة السيطرة على الضفة بسبب الاحتلال "الإسرائيلي" المباشر.

وقال إن «حماس» تعتقد أنه في حال غضت "إسرائيل" الطرف عن سيطرة الحركة على الضفة، فإن دورها هناك لن يزيد عن «الدور الوظيفي الأمني»، لذا فإن الحل الأمثل بالنسبة اليها هو أن تكون «شريكة في القرار السياسي» مع «فتح» وعباس، على أن تبقى الحال على ما هي عليه في الضفة وغزة، أي استمرار سيطرة عباس و»فتح» على الضفة، و»حماس» على القطاع، الأمر الذي يُعد «انجازاً» للأخيرة.

وأضاف أن «حماس» تعتقد أن على رغم أنها أقامت علاقات جيدة نسبياً مع عدد من العواصم العربية والاقليمية لها، إلا أن هذه الدول تستقبل "رئيس حكومتها" و"وزرائها" كقياديين في الحركة وليس كمسؤولين حكوميين، ما يعني أن الحركة وحكومتها «تظل فاقدة الشرعية» التي تسعى إليها من خلال «الشراكة السياسية» و»الشراكة في التمثيل» مع «فتح»، خصوصاً إذا انضمت الى منظمة التحرير الفلسطينية.