في جولة للوكالة ..

بالصور في الطريق عَ الماشي.. آهااات وأمنيات أهل غزة!!

الساعة 08:30 ص|27 يناير 2013

غزة (تقرير خاص)

كثيرةٌ هي الهموم التي يعاني منها أبناء ومواطنو قطاع غزة، ولكن أمام تلك الهموم ومعاناتها شبه اليومية الشخصية والعامة تقابلها أمنيات وأحلام هي بالغالب تتجسد بحقوق.. ولكن نظراً لعدم توفر الأدنى من تلك الأمنيات والأحلام أصبح المواطن بالمدينة المنكوبة يعتريها "محرمة دولياً" عليه.

أبرز هموم المواطن الفلسطيني بقطاع غزة -بالأغلب الأعم- تجسدت في الحالة الاقتصادية الصعبة وعدم توافر وظائف تؤمن -على الأقل- لقمة العيش لهم ولعائلاتهم، والانقسام الفلسطيني الذي أوضحوا أنه بات يأرق الكل الفلسطيني، والعدوان المستمر على قطاع غزة، وغول الحصار المطبق بفكيه على المنطقة المنكوبة .. الخ من الهموم الشخصية.

أما أبرز أمنياتهم فتمثلت في نقيض همومهم وهي "توفير فرص عمل" وتحقيق الوحدة المجتمعية والفصائلية وأن تهتم الحكومات والمسئولين -الذين باتوا في غمرات سكرهم- بأمورهم وان تحاول قدر المستطاع التخفيف من معاناتهم

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" جالت -بشكل عشوائي- بأزقة وشوارع ومرافق مدينة غزة للحديث مع المواطنين عن آهاات وأمنيات تعلقت في القلوب تتمنى تحقيقها قبل أن تتناساها.


أمنية: الأمن الاقتصادي


مواطنين جولة

المواطن هشام سدر (45 عاماً) والذي كان يحتسي فنجاناً من القهوة في إحدى متنزهات قطاع غزة، أوضح أن جل أمنياته أن يحقق الأمن المالي والاقتصادي لأولاده الثلاثة متمنياً لهم العيش بأمن وأمان وطمأنينة ويقول :"الأولاد هم ثمرة هذه الحياة لذلك يجب الاهتمام بهم وبمستقبلهم وتمني الأفضل لهم".

وعن أبرز همومه التي يواجه داخل القطاع، قال سدر :"ابرز تلك الهموم والتي تثقل كاهل المجتمع ككل هي الوضع الاقتصادي الصعب والمتردي، وتأخر رواتب موظفي السلطة والذي يشكل كارثة عليَ اقتصاديا نظراً للديون التي تتراكم على الموطنين".

وناشد سدر المسئولين وأصحاب المناصب بضرورة الاهتمام بالمواطن الغزي ككل والحرص على الإسراع بالمصالحة مشيراً أن تحقيق هذين الأمرين سيعود على المواطن بالخير وسيحسن من ظروفه كلها.


هَمْ: "متى موعد عودتي أنا والمبعدين" !!


مواطنين جولة

المبعد فهمي كنعان الناطق الإعلامي باسم مبعدي كنيسة المهد فكانت أكبر همومه عدم معرفة الوقت المحدد له ولأقرانه للعودة لمسقط رأسهم بمدينة بيت لحم.

وقال كنعان بحرقة :"للأسف كان الاتفاق بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال بأن نعود بعد عامين من الإبعاد، ولكن السيئ بالأمر أن السلطة لم تأخذ ورقة أو مستند يلزم إسرائيل بذلك فيما تتنكر إسرائيل حتى اليوم للمبعدين عن بلادهم".

واختتم كنعان بأمنيته المضادة لهمه وهو إن يرجع إلى مسقط رأسه هو وجميع المعيدين وان يهنئوا وعوئلهم كباقي العائلات.


أمنية: التخلص من مؤرقات القطاع كأزمة الكهرباء !!


مواطنين جولة

السائق أمير حمادة (30 عاماً) والذي التقينا به بالقرب من مفرق الأزهر يوضح أن أهم متطلباته في الحياة التخلص من المشاكل العامة التي يعنيها القطاع والتي تؤثر سلباً على نفسية الموطن بشكل كبير كنقص المحروقات وأزماتها والكهرباء وتواصل وانقطاعها وغلاء الأسعار الفاحش الذي يعاني منه القطاع.

وطالب وزارة النقل والمواصلات في الحكومة الفلسطينية بتخفيض الترخيص وسن سياسات جديدة تقلل من حجم الضرائب المُلقى على عاتق السائق بالقطاع والتي تحول بالغالب دون توفير لقمة العيش داعياً إياهم بتشكيل بجنة مختصة لبحث هموم السائقين.

وتمنى حمادة أن يهناً القطاع كغيره من بلدان العالم بالأمن والآمن ويتجنب الحروب والكوارث التي يفتعلها الاحتلال بحقه.


هَمْ: "عدم سيادة القانون الا على الغلابة" !!

 
مواطنين جولة

أما محمد البنا (27 عاماً) فأوضح أن أمنيته الوحيدة هو توافر فرص عمل للخريجين من شأنها الحد من البطالة التي باتت تستشري في صفوفهم.

وقال البنا :"الوضع بقطاع غزة لا يرثى له من الناحية الاقتصادية وبعض البيوت لا تسترها إلا جدرانها من شدة الفقر والبطالة وقال على الأقل أن تتوافر لهم فرص عمل مؤقتة".

ولفت البنا إلى أن اكبر الهموم التي تواجه هو عدم سيادة القانون على جميع فئات الشعب الفلسطيني سواء بالضفة وغزة موضحاً أن القانون لا يسري إلا على ثلة من ما وصفهم بـ"الغلابة".

وطالب المؤسسات المدنية والأهلية بالقطاع بضرورة فتح سوق عمل جديد أمام الخريج والطالب الفلسطيني ليتمكن من خلالها من مسايرة الحياة وتحقيق طموحاته وأحلامه بالشكل الصحيح.


أمنية: أن لا يتسول !!


مواطنين جولة

أما المتسول يوسف زهد (49 عاماً) والذي يسترزق مما تجود عليه أيدي الناس فأوضح أن أكبر همومه تتجسد عند مدَ يديه إلى الناس طالباً العطف منهم عليه في الوقت لا يستطيع العمل فيه بسبب إعاقته -حالات نفسية صعبة يدخل على إثرها بغيبوبة- وقال :"نظرة الناس أحيانا هي أكبر همي لان بعضهم ينظر إلي نظرة استحقار فاخجل من نفسي".

وأشار زهد إلى أن ما يجمعه لا يكفي لعالج زوجته المريضة لافتاً إلى انه لم ينجب الطفل الذي تمناه طيلة حياته.

ويقول :"اجمع باليوم الواحد ما يقرب على 25 شيكل، ولكن أغلب الأيام لا آتي إلى هنا بسبب التعب وكبر السن والمرض أحياناً وأتمنى من الجهات المعنية مساعدتي".

وتجسدت أمنيات زهد في شفاؤه من مرضه وان يتمكن من مواصلة عمله بعيداً عن التسول في أزقة مدينة غزة.


هَمْ: الانقسام الفلسطيني ..

 
مواطنين جولة

الحاج جمال الشوا (70 عاماً) فأوضح أن أمنيته تحرير الأسرى الفلسطينيين الذي يقبعون خلف القضبان الإسرائيلية وعلى وجه الخصوص أولئك المضربين عن الطعام من فترة تعدت 3 أشهر.

كما وأمل الشوا أن تتحرر الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي كاملة، وان تكون نقية من الصهيونية وتتحول لأرض وقف لله تعالى يتعبدوا فيها جموع البشرية من مختلف الديانات السماوية وان يجنب الله المنطقة الحروب والنوازل.

وأكد أن الهم الوحيد الذي يعانيه هو حالة التشرذم الفلسطيني والانقسام السائد مؤكداً أن من يفتعله هي الصهيونية البغيضة.

وقال الشوا :"لا بد من تفويت الفرصة على العدو الإسرائيلي، وضرب أهدافه بالتفرقة بين المسلمين والإخوة العرب عن طريق إبرام مصالحة وطنية شاملة تبدأ من الأراضي الفلسطينية وليس انتهاء من الدول العربية".


أمنية: العمل والاستقلالية بالمبيت !


مواطنين جولة

أما الشاب منذر الداية (30 عاماً) فقال عن أمنيته :"عن أي أماني تتحدث هناك أمنيات كثيرة ولكن من يحققها ومن يستمع لها ومن يعيرها اهتمام فأول أمنية أن أتمكن أنا وعائلتي من بناء طابق لكل فرد منها، وان نتمكن من إيجاد فرص عمل ثابتة أنا وأشقائي".

ويشير منذر انه بالكاد استطاعت والدته "الحجة" بناء منزل شديد التواضع، بينما يحلم هو في تطويره وبناء طابق له يستقل فيه عن بقية أهله.

وقال :"أمنيات عامة هي الحرية لفلسطين وعودة اللاجئين والمشردين الى أوطانهم والعمل على تحسين الاقتصاد ودفعه إلى الأمام في صورة تحفظ كرامة المواطن الغزي البسيط".

وأضاف الداية:"بغزة هموم كثيرة لكنها بحاجة لمن يعيرها بعض من وقته ومن يهتم بها" وبتنهيدة استطرد قائلاً :"أتمنى رجوع عصر عمر ابن الخطاب ليحل الأمن والعدل والطمأنينة".


هَمْ: التعليم والراحة  !!

 
مواطنين جولة

وبنهاية جولتنا صُدمنا ببائع الشاي المتجول الطفل علاء الدرة (7 أعوام) والذي يكد بأنامله التي لم تكد توضح ملامحه الطبيعية من شدة ما يعانيه لأجل توفير لقمة العيش وكانت جل أمنيات ذلك الطفل الدراسة والتعليم ومن ثم الجامعة وان يصبح شرطياً يحمي مرافق وطنه من العابثتين.

ويوضح علاء انه منذ فترة ليست بالقصيرة يعمل في مجال بيع الشاي والقهوة في منطقة الجندي المجهول لتأمين مستلزمات عيشه وعائلته مشيراً أن أخيه الذي يكبره بأربعة أعوام يعمل في ذات المهنة.

وعن أحلام الطفولة المستقبلية يضيف : "أحلم بمستقبل أفضل مما نحن عليه أنا وعائلتي، وأطفال غزة بشكل عام كما واحلم أن أصبح مثل باقي أطفال العالم اطلع وانزل والعب بكل حرية".